انضمت منظمة العفو الدولية إلى منظمات حقوقية أخرى واتهمت في تقرير صدر الثلاثاء، إسرائيل، بارتكاب جريمة "الفصل العنصري" ضد الفلسطينيين ومعاملتهم على أنهم "مجموعة عرقية أدنى".
وسارع الفلسطينيون إلى الترحيب بالتقرير بينما استبقت إسرائيل التقرير برفضه.
وجاء في تقرير "أمنستي" الذي نشر اليوم "ينبغي مساءلة السلطات الإسرائيلية على ارتكاب جريمة الفصل العنصري ضد الفلسطينيين".
وأضاف، وفق ما جاء في النسخة العربية، "إسرائيل تفرض نظام اضطهاد وهيمنة على الشعب الفلسطيني أينما تملك السيطرة على حقوقه. وهذا يشمل الفلسطينيين المقيمين في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، فضلاً عن اللاجئين النازحين في بلدان أخرى".
ويعيش قرابة 6.8 ملايين إسرائيلي وعدد مماثل تقريبا من العرب في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما في ذلك القدس والضفة الغربية وقطاع غزة المحاصر، وفق المعطيات الرسمية.
وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" المنظمة المدافعة عن حقوق الانسان ومقرها نيويورك اتهمت في نيسان/أبريل 2021 في تقرير لها، إسرائيل بارتكاب "جريمتين ضد الإنسانية" عبر اتباعها سياسة "الفصل العنصري" و"الاضطهاد" بحق الفلسطينيين.
واعتبرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي التقرير "منشورا دعائيا" غير متصل "بالحقائق والأرض".
وتستخدم منظمات غير حكومية فلسطينية وإسرائيلية مثل "بتسيلم"، عبارة "الفصل العنصري" للإشارة إلى سياسات إسرائيل تجاه الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية وقطاع غزة.
ونقل التقرير عن الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أنياس كالامار، "تقريرنا يكشف النطاق الفعلي لنظام الفصل العنصري في إسرائيل. وسواء كان الفلسطينيون يعيشون في غزة، أو القدس الشرقية، أو الخليل، أو إسرائيل نفسها، فهم يُعامَلون كجماعة عرقية دونية ويُحرمون من حقوقهم على نحو ممنهج".
ردود فعل فلسطينية
ورحبت الحكومة الفلسطينية بتقرير منظمة العفو الدولية. وقال متحدث باسمها إبراهيم ملحم "هذا التقرير من أكثر التقارير جرأة وإنصافا للشعب الفلسطيني".
وأضاف أن التقرير "يمثل تحشيدا للعدالة الدولية لأول مرة، وهو مرحب به خصوصا بالنسبة إلى مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك ومعاقبة إسرائيل، وفضح نظام الفصل العنصري".
واعتبرت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، أن تقرير منظمة العفو الدولية جزء "أساسي ومفصلي في الجهود الدولية والقانونية الساعية إلى إنصاف شعبنا الفلسطيني الذي يواجه آخر احتلال عنصري بشع على وجه الأرض".
ورأت أن "الحملة الإسرائيلية ضد المنظمة وتقريرها جهد آخر يضاف إلى عنصرية الاحتلال اللاإنسانية، من خلال سعيه لشطب الحقيقة، ومحو الحقائق، وتغييبها عن الرأي العام العالمي".
المطالبة بالعدالة
واحتلت إسرائيل الضفة الغربية منذ عام 1967، وضمت القدس الشرقية. وتزايد منذ ذلك الحين عدد المستوطنين اليهود في المنطقتين، ويبلغ اليوم قرابة 700 ألفا.
وتحتفظ إسرائيل بالسيطرة العسكرية على 4.7 مليون فلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتتهم "هيومن رايتس ووتش" إسرائيل بتقييد حركتهم وبرفض إعطائهم تصاريح بناء وبمصادرة أراضيهم وبحرمانهم من حقوق الإقامة.
كما حثت منظمة العفو الدولية، مجلس الأمن الدولي الثلاثاء، على فرض "حظر" على مبيعات الأسلحة لإسرائيل، وعلى فرض "عقوبات" على المسؤولين الإسرائيليين "الأكثر تورطًا في جريمة الفصل العنصري".
ويأتي تقرير منظمة العفو الدولية بعد عام من فتح المحكمة الجنائية الدولية تحقيقًا في "جرائم ضد الإنسانية" في الأراضي الفلسطينية وإسرائيل.
ومن المتوقع أن يركز هذا التحقيق جزئيًا على جرائم الحرب المحتملة التي يمكن أن تكون ارتكبت خلال حرب 2014 في قطاع غزة بين حركة حماس وجيش الاحتلال الإسرائيلي.
ودعت منظمة العفو الدولية، المحكمة الجنائية الدولية، إلى النظر في "جريمة الفصل العنصري" في سياق تحقيقاتها الحالية في الأراضي الفلسطينية، كما ناشدت جميع الدول بممارسة الولاية القضائية الشاملة وتقديم "مرتكبي جرائم الفصل العنصري إلى العدالة".
أ ف ب + المملكة