انطلقت، الثلاثاء، في المقرّ الدائم للأمم المتحدة أعمال المناقشة العامة رفيعة المستوى للدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وخلال الأسبوع الحالي، تُعقد فعاليات رفيعة المستوى ومتفردة تضم جميع الشخصيات من قادة ومجتمع مدني، من منظمات نسائية وشبابية.
البرازيل: لا شيء يمكن أن يبرر الإبادة الجماعية في غزة
وفق العرف المعمول به، تلقي البرازيل أولى الكلمات في المناقشة العامة للأمم المتحدة، إذ تحدث الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، في البداية عن التحديات التي يواجهها العالم والقوى السلطوية والضغوط التي تواجهها الديمقراطية.
وقال إنه لا يوجد أي مبرر للإجراءات الأحادية والتعسفية ضد المؤسسات والاقتصاد في البرازيل، مؤكدا رفض الاعتداء على استقلال القضاء البرازيلي.
وأضاف أن لا شيء يمكن أن يبرر الإبادة الجماعية في غزة وتحت الأنقاض دفن عشرات الآلاف من الأبرياء، والجوع يستخدم في غزة كسلاح.
وتابع: "عندما يتراجع المجتمع الدولي عن الدفاع عن السلام والقانون تكون هناك تداعيات مأساوية وأن الحرب التي يخرج منها الجميع منتصرا هي الحرب التي تقضي على الجوع وعلى المجتمع الدولي أن يراجع أولوياته".
وأكد الرئيس البرازيلي، أن الشعب الفلسطيني يتعرض لخطر الاختفاء وان الحل هو حل الدولتين، وقال: "من المؤسف منع الرئيس محمود عباس تبوؤ مقعد فلسطين في هذه الاثناء".
رئيس إندونيسيا: نحن بحاجة لدولة فلسطين مستقلة
قال رئيس جمهورية إندونيسيا برابوو سوبيانتو: نشهد يوميا المعاناة والإبادة والاستخفاف الواضح بالقانون الدولي وأبسط القيم الإنسانية، لا يمكننا أن نستسلم وعلينا أن نتقرب من بعضنا ونسعى سويا لضمان السلام والأمن والحرية للجميع.
وأضاف الرئيس الأندونيسي "لا يمكننا الصمت عندما يحرم الفلسطينيون من الشرعية والعدالة في قاعة الأمم المتحدة بالذات".
ولفت النظر إلى أن إندونيسيا من أكبر الدول التي تساهم في حفظ السلام في الأمم المتحدة وسنعمل كل ما يلزم من أجل تحقيق السلام حول العالم.
وشدد على أن الوضع في غزة مأساوي والفلسطينيون هناك يستغيثون بنا من أجل إنقاذهم، في هذه اللحظة بالذات يستغيث الأبرياء لننقذهم، من سينقذ النساء والمسنين، هل من مجيب لصرخاتهم.
وأكد تأييده لحل الدولتين، وقال: "نحن بحاجة لدولة فلسطين مستقلة".
رئيسة البيرو: الحرب التي تستهدف المدنيين غير مقبولة
وقالت رئيسة البيرو، دينا إرسيليا بولوارتي زيغارا، إنه من غير المقبول في عالم متحضر أن تغزو دولة أخرى وأن يتم الاعتداء على المدنيين.
وأضافت: "واجبنا أن نمنع العالم من الانزلاق في إبادات جماعية جديدة، فالحرب التي تستهدف، قبل كل شيء، المدنيين غير مقبولة".
وتابعت: "نحتاج إلى أمم متحدة أفضل، تتماشى مع الزمن، وفي الوقت نفسه علينا النظر إلى ما يحدث حولنا في أنحاء العالم، حيث يُقتل الأطفال الأبرياء، ولن يتحقق الازدهار إلا بالعمل معا. وعلى كل دولة أن تساهم في التوصل إلى حلول للمشكلات الحالية، فالتعاون هو السبيل لتقديم هذه الحلول. على الأمم المتحدة أن تركز على مهامها الأساسية وأن تقترب أكثر من احتياجات الشعوب".
الرئيس الكوري: علينا أن نتجنب المخاطر المحدقة بالسلام العالمي
وقال رئيس جمهورية كوريا جاي ميونغ لي، "رغم الجهود الحثيثة التي بذلها العالم أجمع، وتصميم الأسرة الدولية على صون السلم والأمن الدوليين، لم تتحقق هذه الأهداف بعد بشكل كامل. فهناك نحو 280 مليون نسمة ما يزالون يعانون من الجوع ومن النزاعات المسلحة في أنحاء العالم، بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط".
وأضاف "يجب على الأمم المتحدة مواصلة التعاون متعدد الأطراف، وتضافر الجهود لتحقيق مستقبل أفضل يقوم على السلام والازدهار. كما نأمل أن يزيد مجلس الأمن عدد مقاعد الأعضاء غير الدائمين، مما يعزز كفاءة عمله ويوسع التمثيل فيه".
وتابع أن جمهورية كوريا ستواصل تعزيز التعاون الدولي، وتولي دورا قياديا لضمان تطبيق قانون حقوق الإنسان وحماية القيم الإنسانية، مضيفا "قد يبدو التضامن والتعايش السلمي والتعاون بعيدا عن المنال، بيد أن الإنسانية طالما حلمت بالانعتاق من اليأس لتحقيق غد أفضل".
وأكد أنه "علينا جميعا أن نعود إلى الروح التي ألهمت مؤسسي الأمم المتحدة، لنمهد الطريق نحو مستقبل مستدام، ونتجنب المخاطر المحدقة بالسلام العالمي. يجب أن نرص الصفوف للتعايش، ونكون مستعدين لمستقبل مستدام، ونعمل على طي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة في تاريخ البشرية".
* 80 عاما للاجتماعات
وتنعقد الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة، تحت شعار بالعمل معا نحقق نتائج فضلى: 80 عاما وأكثر من أجل السلام والتنمية وحقوق الإنسان، في لحظة محورية لتجديد الالتزام العالمي بالتعددية والتضامن والعمل المشترك من أجل الإنسان والكوكب.
وتبرز فعاليات الأسبوع الرفيع المستوى العام الحالي مدى الإلحاح في الوفاء بوعد تحقيق أهداف التنمية المستدامة وبعث التعاون العالمي من جديد.
وستسلط منصتان رئيسيتان الضوء على العمل والحلول: منصة الإعلام الخاصة بأهداف التنمية المستدامة، وهي الفعالية البارزة التي تنتجها إدارة شؤون الإعلام في الأمم المتحدة وتشمل مقابلات وحوارات دينامية عن حلول الأهداف وتُعقد من 22 إلى 26 أيلول؛ وركن الأهداف، الذي تدعو إليه نائبة الأمين العام وتستضيفه مكتب الأمم المتحدة للشراكات من 20 إلى 26 أيلول، ويضم حوارات تلقائية، وتعمقاً في قضايا حيوية، وتجارب تفاعلية.
المناقشة العامة، التي تنطلق في 23 أيلول، هي أهم حدث في دورة الجمعية العامة بالنسبة للكثيرين.
وتشكّل منبرا يطرح فيه قادة العالم بياناتهم التي يبيّنون فيها مواقفهم وأولوياتهم أمام الجمهور العالمي.
المدة الزمنية المخصصة لكل خطاب (15 دقيقة)، بهدف تنظيم خطابات أكثر من 193 متحدثا على مدار 6 أيام.
وجرى العرف على أن تبدأ البرازيل بالحديث أولا، تليها الولايات المتحدة بصفتها الدولة المستضيفة لمنظمة الأمم المتحدة.
وتترأس المناقشة العام الحالي رئيسة الجمعية العامة الجديدة، أنالينا بيربوك، وهي خامس امرأة فقط تتولى هذا المنصب في تاريخ الأمم المتحدة الذي يمتد لثمانين عاما.
المملكة