قال مدير الإسعاف والطوارئ في الهلال الأحمر الفلسطيني أحمد جبريل، إن نحو 25 ألف فلسطيني أُجبروا على النزوح من مخيمات شمال الضفة الغربية، وتحديدا من مخيم نور شمس ومخيم جنين ومخيم طولكرم، بعد عمليات عسكرية مكثفة لقوات الاحتلال.

وأوضح جبريل أن هؤلاء النازحين يعيشون في أماكن نزوح وباحتياجات عالية وكبيرة في ظل ظروف صعبة وانعدام الإمكانيات نتيجة الحصار والقيود الإسرائيلية.

وأضاف جبريل في تصريح خاص لـ"المملكة"، أن التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية ينقسم إلى قسمين، الأول عمليات الاقتحام اليومية لمختلف المناطق، متضمنة مداهمات المنازل والاعتقالات والاعتداءات وإطلاق الرصاص الحي على الفلسطينيين، أما القسم الثاني فهو اعتداءات المستوطنين، خصوصا في موسم قطف الزيتون، حيث تسجّل اعتداءات بالضرب وطرد المزارعين من أراضيهم وإحراق الأشجار وسرقة ثمار الزيتون.

وبيّن أن طواقم الهلال الأحمر وثّقت مجموعة من الإصابات بينها إصابات بالرصاص الحي وأخرى نتيجة الاعتداء بالضرب المبرح، لافتا إلى أن محافظة نابلس تشهد اقتحامات يومية وإطلاق رصاص حي، إضافة إلى مضايقات وإغلاق كامل للمحافظة بالحواجز العسكرية التي تعيق حركة الفلسطينيين وسيارات الإسعاف.

وأشار جبريل إلى أن وتيرة الإصابات "خفّت نوعا ما بعد توقف الحرب"، إلا أن الاقتحامات ما تزال مستمرة، وأن جيش الاحتلال يستخدم القوة المفرطة وإطلاق الرصاص الحي بشكل مباشر دون أي وسائل تحذيرية، موضحا أن الضفة الغربية تشهد تصاعدا مستمرا في الانتهاكات ليس فقط منذ 7 تشرين الأول 2023، بل منذ سنوات، خصوصا في نابلس وجنين وطولكرم وطوباس وقلقيلية، قبل أن تمتد هذه الاعتداءات إلى جميع محافظات الضفة.

وحول الجاهزية الطبية، أكد مدير الإسعاف والطوارئ أن لدى الهلال الأحمر استعدادات كافية على مدار السنوات، لكن هناك صعوبات بالغة في إدخال المعدات الطبية اللازمة للضفة الغربية، ما يؤثر على قدرات الإنقاذ في المستشفيات وسيارات الإسعاف.

وأضاف أن الفترة الأخيرة شهدت "إطلاق العنان للمستوطنين للعبث" في مناطق الضفة، خاصة القرى المحيطة بالمستوطنات، حيث تتكرر الهجمات اليومية من الشمال إلى الجنوب، بما في ذلك إطلاق الرصاص وإحراق السيارات والممتلكات وإغلاق البوابات الحديدية التي تمنع الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم لقطف الزيتون.

وأكد جبريل أن الاحتياجات المعيشية للفلسطينيين كبيرة وعالية، نتيجة الحصار الاقتصادي، وعدم قدرة المزارعين على الوصول إلى أراضيهم، وانتشار الحواجز والبوابات التي زادت من معاناة سكان المدن والقرى والمخيمات.

ولفت إلى أن طواقم الهلال الأحمر نفسها تعاني من الاعتداءات والانتهاكات، مشيرا إلى ارتقاء شهداء ووجود إصابات بين أفراد الطواقم، إضافة إلى تعرّض سيارات الإسعاف لانتهاكات يومية.

وشدّد على ضرورة توفير الحماية للطواقم الطبية وفق القانون الدولي الإنساني، لكن جيش الاحتلال وحكومته لا تأبه لهذه القوانين، بل تزداد الاعتداءات كلما ظهرت مطالبات بوقفها.

وبين أن الهلال الأحمر الفلسطيني والمنظمة الدولية للصليب الأحمر والجهات الدولية، بتنسيق مستمر لتوثيق الانتهاكات للحد من الضغوط والاعتداءات على الطواقم العاملة في الميدان.

وأضاف إن "المطلوب هو الضغط على دولة الاحتلال للكف عن هذه الاعتداءات، والسماح للطواقم الطبية بالعمل بحرية وفق القانون الدولي الإنساني، ومساءلة ومحاكمة من ينفذ الاعتداءات بحق العاملين في القطاع الطبي".

المملكة