قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إن هجوم إسرائيل الغادر استهدف مباني معروفة للجميع بأنها مقرّ لوفد حماس المفاوض.
وأضاف آل ثاني خلال الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على قادة حماس في الدوحة، أن قطر تقدر التضامن الذي أبداه أعضاء مجلس الأمن بعد الهجوم الإسرائيلي الغادر.
وزاد آل ثاني، أن هجوم إسرائيل الغادر استهدف حيا سكنيا مليئا بالمدارس والبعثات الدبلوماسية، مؤكدا أن ما حدث يمثل انتهاكا لسيادة دولة ذات عضوية كاملة في الأمم المتحدة.
وأوضح أنه بعد مباشرة الجهات الأمنية إجراءات الاستدلال الفني، والتحقق من هويات الأشخاص الذي أصيبوا بالقصف الإسرائيلي، تبين أنه أدى إلى سقوط عدد من الضحايا، وكان منهم الشهيد الوكيل القطري عريف بدر سعد الدوسري، والذي استشهد أثناء أدائه الواجب، إضافة إلى إصابة عدد من المدنيين، منتسبي الأمن الداخلي القطري وجميعهم يتلقون الرعاية الطبية حالياً.
وأشار آل ثاني إلى أنه تتواصل إجراءات الاستدلال وجمع المعلومات والتعرف على باقي المفقودين في الموقع، وهذا بالإضافة إلى ما حدث من ترويع الآمنين، من المدنيين والأطفال، في حي سكني مليء بالمدارس ودور الحضانة والبعثات الدبلوماسية.
وأكد أن هجوم إسرائيل يضع النظام الدولي بكامله أمام اختبار كبير، مسائلا: " فكيف يزورنا مسؤولون إسرائيليون للتفاوض، ونستضيفهم على أرضنا، وقياداتهم تخطط لقصفها بعد أيام، ويقصفونها فعلاً؟ هل سمعتم عن دولة تهاجم دولة الوساطة بالطائرات الحربية المقاتلة، وتعمل خلال العملية التفاوضية على تصفية أعضاء الوفود التي تفاوضها في مقر اجتماعاتهم؟ . ومن ثم يخرج رئيس وزرائها بتبريرات مشينة، ومقارنات مغلوطة، يحاول فيها شرعنة فعلته التي أدانها العالم أجمع".
وأوضح آل ثاني أن" الاعتداء على قطر خلال انشغالها بالوساطة، كشف بوضوح عن نوايا إسرائيلية مبيّتة لإجهاض أي مسعى نحو السلام، وإطالة أمد المعاناة الإنسانية للشعب الفلسطيني. كما يكشف أن "المتطرفين الذين يحكمون إسرائيل اليوم، لا يأبهون بحياة المحتجزين، و أن تحريرهم ليس أولوية لديهم، وإلا فكيف يفسَّر اختيار توقيت ومكان الهجوم، في الوقت الذي كانت فيه المفاوضات تعقد، لمناقشة وقف إطلاق النار وفق المقترح الأميركي الأخير. لقد اجتمع الوفد التفاوضي لحركة حماس لمناقشة الرد على الورقة الأميركية، فقصفت إسرائيل هذا الاجتماع".
وتابع "رئيس الوزراء الإسرائيلي خرج بتبريرات شائنة وتفسيرات مغلوطة للعدوان".
وأردف يقول "قادة إسرائيل مصابون بالغرور وسكرة القوة لأنهم ضمنوا الإفلات من العقاب".
وعن الوساطة قال "نؤمن إيمانا كاملا بأهمية الوساطة ودورها كبارقة أمل في هذا النزاع الدامي".
واستتبع يقول "الهجوم على الدوحة انتهاك لسيادة دولة عضو بالأمم المتحدة نفذته قيادة متطرفة".
وعن تحرير المحتجزين قال "الهجوم الغادر يكشف أن تحرير المحتجزين ليس أولوية لمن قرروا تنفيذه".
وأكد آل ثاني أن دولة قطر ستواصل دورها الإنساني والدبلوماسي دون تردد، مبينا أن بلاده اختارت منهجا ولن يردعها دعاة الحرب والدمار عنه.
وتابع "إسرائيل بقيادة المتطرفين المتعطشين للدماء تجاوزت الحدود والقوانين الدولية...لا يمكن لدول المنطقة وشعوبها القبول بالسلوك الإسرائيلي والخطاب المرافق له".
ودعا آل ثاني إلى عدم الاستسلام لغطرسة المتطرفين، مؤكدا ضرورة السعي لحل الدولتين.
وأكد أن الاعتداء على قطر كشف أن تحرير المحتجزين لا يمثل أولوية لمسؤولي إسرائيل، مشيرا إلى أن المتطرفين الذين يحكمون إسرائيل اليوم لا يهتمون بالمحتجزين وليس ذلك أولوياتهم.
المملكة