بحثت لجنة مشتركة في مجلس الأعيان، سبل تعزيز التنمية الثقافية والشبابية في المملكة، وضمان وصول المشاريع والبرامج إلى مختلف المحافظات، بما فيها المناطق النائية، إلى جانب إطلاق الأندية الوطنية لتعليم تقنيات المستقبل.
جاء ذلك خلال لقاء اللجنة المشتركة، المكونة من لجنتي الخدمات العامة برئاسة العين مصطفى الحمارنة، والثقافة والشباب والرياضة برئاسة العين هيفاء النجار، اليوم الخميس، مع وزراء الثقافة مصطفى الرواشدة، والاقتصاد الرقمي والريادة سامي سميرات، والشباب رائد العدوان.
وجاء اللقاء في إطار الدور الرقابي والتشريعي لمجلس الأعيان، وسعيه لضمان تكافؤ الفرص أمام جميع المواطنين للاستفادة من المشاريع الثقافية والشبابية، بما يعزز الهوية الوطنية والانتماء، ويحفز الإبداع والابتكار لدى الشباب الأردني.
وقال العين الحمارنة، إن الثقافة والتكنولوجيا الحديثة تمثلان ركيزتين أساسيتين في التنمية الوطنية الشاملة، مشددًا على ضرورة توزيع المشاريع الثقافية والأندية الرقمية بشكل عادل على جميع المحافظات، لضمان وصول فرص التعليم والتدريب التقني حتى المناطق النائية والريفية.
وأشار إلى حرص اللجنة على متابعتها دوريًا على تنفيذ تلك المشاريع لضمان فاعليتها وتقديم الدعم اللازم للأنشطة الثقافية والتقنية المحلية.
من جانبها، شددت العين النجار على أن الاستثمار في الثقافة والتعليم الرقمي هو استثمار في الإنسان الأردني، مؤكدة أهمية إتاحة الفرص المتساوية أمام الشباب في كافة المحافظات لاكتشاف قدراتهم الإبداعية والتقنية، وهو ما يُسهم في تعزيز الانتماء الوطني وتعميق الهوية الثقافية.
وأشارت إلى أن اللجنة حريصة على المتابعة مع الوزارات بشأن خطوات الأخيرة العملية لضمان وصول الأندية الوطنية لتعليم تقنيات المستقبل والبرامج الثقافية إلى المستفيدين في المناطق المهمشة، وفتح آفاق الابتكار وريادة الأعمال للشباب.
من ناحيته، قال وزير الثقافة مصطفى الرواشدة إن الوزارة تعمل على تطوير البنية التحتية للمراكز الثقافية في جميع المحافظات، إضافة إلى تنفيذ برامج نوعية تهدف إلى تعزيز العدالة الثقافية وتمكين الشباب من إظهار قدراتهم الإبداعية.
وأكد أهمية الشراكة مع البلديات والهيئات المحلية لضمان استدامة الحراك الثقافي وفاعليته، وتحقيق تكامل بين مختلف الجهات الحكومية والمجتمعية.
بدوره استعرض وزير الاقتصاد الرقمي والريادة سامي سميرات مشروع الأندية الوطنية لتعليم تقنيات المستقبل، الهادف إلى تمكين الشباب من مهارات البرمجة، والذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، والروبوتات.
وأوضح أن هذه الأندية ستُقام بالتعاون مع القطاع الخاص، لضمان وصول فرص التعلم الرقمي بشكل متكافئ لجميع المحافظات، وتحفيز ريادة الأعمال التقنية، وإعداد جيل قادر على المنافسة في سوق العمل المحلية والإقليمية والدولية.
من جهته، أكد وزير الشباب رائد العدوان أن المشروع يتكامل مع الاستراتيجية الوطنية للشباب، من خلال توفير مساحات عملية للتعلم والتدريب، تسهم في تطوير مهارات القيادة والابتكار، وتعزز فرص المشاركة في سوق العمل، مشيرًا إلى أن الأندية ستكون منصات حاضنة للمشاريع الريادية والأفكار الإبداعية للشباب، بما يدعم بناء مجتمع شبابي متمكن ومسؤول.
وناقش اللقاء عددًا من رش العمل والفعاليات الفنية والمهرجانات الثقافية التي ستُقام في المحافظات، إلى جانب برامج تدريبية للشباب في مجالات المسرح والفنون التشكيلية والموسيقى والتراث الشعبي، وكذلك مبادرات رقمية ضمن الأندية الوطنية، وذلك بهدف تنمية المهارات الإبداعية وفتح أفق المشاركة المجتمعية الفاعلة.
وأكد الحضور أن الثقافة والتعليم الرقمي يشكلان معًا أداة للتنمية المستدامة، تسهم في تعزيز القيم الوطنية والاجتماعية، وتمكّن المبدعين الشباب من تطوير مشاريعهم وتحويلها إلى إنجازات ملموسة تعود بالنفع على المجتمع ككل.
المملكة