انخفض معدل الأمية في الأردن خلال العقود الأخيرة، إذ تراجع من 11.0% في عام 2000 إلى 4.5% في عام 2024، بفضل التقدم الذي حققه قطاع التعليم.

وأشارت دائرة الإحصاءات العامة في بيان صادر الأحد، بمناسبة اليوم العالمي لمحو الأمية الذي يصادف الاثنين، إلى أن نتائج مسح قوة العمل لعام 2024 أظهرت تحسنًا ملحوظًا في معدلات الأمية، مع استمرار انخفاضها بين الجنسين، حيث بلغت بين الذكور 2.3%، مقابل 6.8% بين الإناث.

وتُعد هذه الأرقام مؤشراً على تقدم إيجابي مقارنة بالسنوات السابقة، مما يعكس أثر السياسات التعليمية والتوعوية التي بدأت تؤتي ثمارها.

وأوضحت الدائرة أن هذا التوجه يمثل فرصة لتعزيز الجهود الرامية إلى سد الفجوة النوعية، من خلال تمكين المرأة تعليمياً وتوسيع نطاق المبادرات التي تستهدف الفئات الأكثر عرضة للأمية، بما يضمن مستقبلًا أكثر إنصافًا واستدامة في التعليم للجميع.

ويُعتبر مؤشر محو الأمية أحد أهداف التنمية المستدامة، حيث تعمل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) على دعم الأردن في تحقيق هذا الهدف، لخفض معدل الأمية بين كبار السن بحلول عام 2030. ويتضح ذلك من خلال الجهود المتواصلة للحكومات المتعاقبة، والمنظمات الدولية، ومنظمات المجتمع المحلي.

وبيّنت نتائج مسح قوة العمل أن أدنى معدل للأمية سُجل بين الأفراد في الفئة العمرية 15-24 عامًا، حيث بلغت النسبة 0.7%، ما يدل على نجاح السياسات التعليمية في الوصول إلى فئة الشباب واقتراب تحقيق "الأمية الصفرية" بينهم. في المقابل، تركز أعلى معدل للأمية بين الأفراد الذين تبلغ أعمارهم 65 سنة فأكثر، إذ وصل إلى 23.3% على مستوى المملكة، مما يعكس التحديات المرتبطة بتوفير التعليم للفئات الأكبر سنًا.

وأظهرت النتائج انخفاضًا كبيرًا في معدلات الأمية بين النشطين اقتصاديًا، حيث بلغت 0.6% بين المشتغلين الأردنيين ممن أعمارهم 15 سنة فأكثر، كما انخفضت بين المتعطلين إلى 0.5%، في حين بلغت 6.6% بين السكان غير النشيطين اقتصاديًا.

ويحتفل العالم باليوم العالمي لمحو الأمية سنويًا في الثامن من أيلول منذ عام 1967، بهدف تذكير صانعي السياسات والخبراء والمجتمعات بأهمية محو الأمية بوصفه ركيزة أساسية لبناء مجتمعات أكثر عدالة واستدامة وسلامًا، وتعزيز المهارات الأساسية في القراءة والكتابة. كما يُعد هذا اليوم مناسبة لتجديد الالتزام العالمي بتوفير التعليم للجميع وتسليط الضوء على التحديات التي تواجه الفئات المحرومة من فرص التعلم.

المملكة