كشفت شركة ميناء حاويات العقبة عن استقبال رافعة جسرية متطورة بقيمة 13 مليون دولار أميركي، مخصصة لتحميل وتفريغ الحاويات بكفاءة عالية بين السفن والرصيف.

جاء ذلك خلال فعالية احتفالية أقامتها الشركة في موقع الميناء، بحضور رئيس مجلس مفوضي سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، نايف الفايز، والرئيس التنفيذي لشركة تطوير العقبة، حسين الصفدي، إلى جانب عدد من كبار الشخصيات والمسؤولين وممثلي الجهات المعنية وموظفي الشركة.

وتأتي هذه الخطوة ضمن خطة التطوير التي أطلقتها شركة ميناء حاويات العقبة، عقب تمديد اتفاقية الشراكة والامتياز مع شركة " إي بي إم تيرمينالز"، في إطار جهود الشركة المستمرة لتعزيز ريادتها الإقليمية ومواكبة التطورات المتسارعة في قطاع الخدمات اللوجستية.

وفي كلمته خلال الفعالية، أكّد رئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، نايف الفايز، على متانة الشراكة الاستراتيجية مع شركة " إي بي إم تيرمينالز".

وقال إن الاحتفال اليوم لا يقتصر على استقبال معدات متطورة، بل أيضا يجسد عمق التعاون المستمر بينا وبين الشركاء في تشغيل وإدارة الميناء.

وأوضح الفايز أن تعزيز قدرات ميناء الحاويات واستخدام معدات حديثة وصديقة للبيئة يأتي انسجاماً مع استراتيجية سلطة العقبة 2024-2028، والتي تهدف إلى تحقيق مفهوم الميناء الأخضر الذي يعدّ أحد مكونات المدينة الخضراء التي تسعى السلطة إلى تحقيقها في العقبة.

وأشار أن هذا التوجه يهدف إلى خفض الانبعاثات الكربونية والاعتماد على الطاقة البديلة في العمليات التشغيلية، ما يعزز تنافسية العقبة كمركز لوجستي إقليمي، ويعكس التزامنا بتحقيق نمو مستدام يتماشى مع التزاماتنا المناخية محلياً ودولياً.

وأضاف الفايز بالقول: "الرافعة الجديدة تجسد علامة فارقة في مسيرة التحول المتواصل الذي يشهده ميناء الحاويات، كما أنها تبرهن على التزامنا المشترك بالنمو المستدام والابتكار، متطلعين قدماً لاستدامة علاقتنا طويلة الأمد مع شركة "إي بي إم تيرمينالز" فيما تواصل الشركة جهودها التطويرية وتعزيز دورها في التجارة الإقليمية والعالمية."

ومن جهته، أكد الرئيس التنفيذي لشركة تطوير العقبة، حسين الصفدي، أن وصول الرافعة الجسرية الجديدة يعتبر إنجازاً استراتيجياً ضمن رؤية تطوير منظومة النقل والخدمات اللوجستية في العقبة، ويجسد التقدم المحقق في إطار تمديد اتفاقية الامتياز مع شركة " إي بي إم تيرمينالز" حتى عام 2046، ما يعكس عمق الشراكة الاستراتيجية والرؤية المشتركة لمستقبل مينا الحاويات والتزامنا الراسخ بتعزيز البنية التحتية للموانئ بما يدعم مكانة الأردن كمركز إقليمي للتجارة والخدمات اللوجستية."

وأضاف الصفدي أن شركة تطوير العقبة حريصة على دمج مبادئ الاستدامة في مختلف مشاريعها، حيث أن الرافعة الجديدة تُعد مثالاً حياً على تبني التكنولوجيا الحديثة للحد من الانبعاثات وتحقيق كفاءة تشغيلية أعلى، تماشياً مع أهدافنا طويلة المدى للتنمية المستدامة.

وفي السياق ذاته، أشار مدير العمليات التنفيذي في شركة ميناء الحاويات، عدنان اليعقوبي إن الرافعة الجديدة تمثل استثماراً تحويلياً يوفر تقنيات متقدمة تُمكن الميناء من تلبية متطلبات التجارة العالمية المتزايدة من خلال رفع الطاقة الاستيعابية وتعزيز المناولة، مع ضمان أعلى معايير السلامة والكفاءة، وقدرة على استقبال أكبر سفن الحاويات في العالم.

ويذكر أن الرافعة الجديدة تعد من أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في قطاع مناولة الحاويات، حيث تم تصميمها خصيصاً للتعامل مع السفن العملاقة. ويبلغ ارتفاعها الكلي نحو 56 متراً، ويصل مدى ذراعها إلى 71 متراً، وتتمتع بقدرة رفع تصل إلى 100 طن. كما أنها مزودة بأنظمة أتمتة متقدمة، تشمل أجهزة مسح ضوئي لتحليل شكل السفينة وتفادي الاصطدام، ونظام تموضع دقيق للحاويات، وتقنيات لتقليل الاهتزاز أثناء الرفع، إلى جانب نظام كشف ذاتي لاحتياجات الصيانة، وتُدار عن بُعد وتُدعم بمنظومة كاميرات متكاملة، ما يعزز الكفاءة التشغيلية عبر مسار حركة آلي بالكامل.

كما يُشار إلى أن هذه الرافعة تمثل جزءاً من جهود التحديث المستمرة في الميناء. وكانت شركة “إي بي إم تيرمينالز” قد وقّعت اتفاقية مع شركة تطوير العقبة لتمديد اتفاقية الامتياز حتى عام 2046، والتي تهدف إلى رفع الطاقة الاستيعابية السنوية للميناء عبر إضافة قدرة مناولة تصل إلى 180 ألف حاوية مكافئة سنوياً، وتمكين الميناء من استقبال سفن بطول يصل إلى 400 متر، ما يعزز دور العقبة كمحور استراتيجي في سلاسل الإمداد الإقليمية والعالمية.

المملكة