أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأحد أن بلاده شنّت ضربات "دمرت بشكل تام وكامل" ثلاث منشآت نووية في إيران، وهدد بالمزيد من الهجمات إذا لم تسع طهران إلى السلام.
في ما يأتي أبرز ردود الفعل على هذه الضربات التي أتت بعد عشرة أيام من بدء إسرائيل حربا ضد الجمهورية الإسلامية عبر مهاجمة مواقع نووية وعسكرية. وترد طهران منذ ذلك الحين بإطلاق صواريخ ومسيّرات نحو إسرائيل.
- الأمم المتحدة: "تصعيد خطير" -
أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه من جراء الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة، ووصفها بأنها "تصعيد خطير في منطقة على حافة الهاوية".
وقال في بيان "في هذه اللحظة الحرجة، من الضروري تجنب دوامة الفوضى"، مضيفا "لا يوجد حل عسكري. السبيل الوحيد للمضي قدما هو الدبلوماسية. الأمل الوحيد هو السلام".
- إيران: "مؤامرات خبيثة" -
قالت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية الأحد إن طهران ستواصل أنشطتها النووية رغم الهجمات الأميركية.
وقالت المنظمة في بيان نشرته وسائل الإعلام الرسمية
"تؤكد منظمة الطاقة الذرية الإيرانية للأمة الإيرانية العظيمة أنه رغم مؤامرات أعدائها الخبيثة... فإنها لن تسمح بتوقف مسار تطوير هذه الصناعة الوطنية (النووية) التي هي ثمرة دماء الشهداء النوويين".
- الاتحاد الأوروبي يجتمع الاثنين
قالت مسؤولة السياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، إن على المجتمع الدولي عدم السماح لإيران بتطوير سلاح نووي، معتبرة أن ذلك "يمثل تهديدًا للأمن الدولي".
ودعت كالاس، عبر منصة (إكس)، جميع الأطراف إلى "التهدئة والابتعاد عن التصعيد"، مطالبة بـ "العودة إلى طاولة المفاوضات لتفادي مزيد من التوتر".
وأشارت إلى أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيناقشون التطورات في الشرق الأوسط خلال اجتماع يُعقد الاثنين.
وعبّر رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، الأحد، عن "قلقه العميق" إزاء التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط، داعيًا جميع الأطراف إلى "ضبط النفس واحترام القانون الدولي ومعايير السلامة النووية".
وأكد كوستا عبر منصة إكس أن "الدبلوماسية تبقى السبيل الوحيد لتحقيق السلام والأمن في منطقة الشرق الأوسط"، محذرًا من أن "المزيد من التصعيد سيؤدي مجددًا إلى سقوط ضحايا بين المدنيين".
وشدد على أن الاتحاد الأوروبي سيواصل التواصل مع جميع الأطراف والشركاء الدوليين من أجل إيجاد حل سلمي عبر طاولة المفاوضات.
- الناتو يراقب الوضع
قال مسؤول في حلف شمال الأطلسي لرويترز الأحد إن الحلف يراقب الوضع عن كثب بعدما قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن قوات بلاده قصفت المواقع النووية الرئيسية الثلاثة في إيران.
وعندما سئل عن رد فعل الحلف على القصف الأميركي وأي تأثير محتمل على مهمة الحلف الاستشارية غير القتالية والمعنية ببناء القدرات في العراق المجاور، قال المسؤول "إننا بالطبع نراقب الوضع عن كثب".
- السعودية تدعو لحل سياسي يكفل إنهاء الأزمة
وقالت المملكة العربية السعودية إنها "تتابع بقلق بالغ تطورات الأحداث في الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشقيقة المتمثلة في استهداف المنشآت النووية الإيرانية من قبل الولايات المتحدة الأميركية".
ووفق بيان لوزارة الخارجية السعودية، "تؤكد المملكة على المضامين الواردة في بيانها الصادر بتاريخ 13/6/2025م، والتي أكدت فيه إدانتها واستنكارها لانتهاك سيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لتعرب عن ضرورة بذل كافة الجهود لضبط النفس والتهدئة وتجنب التصعيد".
ودعت المجتمع الدولي إلى مضاعفة الجهود في هذه الظروف الحساسة للوصول إلى حل سياسي يكفل إنهاء الأزمة بما يؤدي إلى فتح صفحة جديدة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
- بريطانيا تدعو لعودة المفاوضات
قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن البرنامج النووي الإيراني يشكل تهديدًا خطيرًا للأمن الدولي، مؤكدًا أنه "لا يمكن السماح لإيران أبدًا بتطوير سلاح نووي"، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة "اتخذت إجراءً للحد من هذا التهديد".
وأضاف ستارمر، في تصريحات نقلتها "رويترز"، أن "الوضع في الشرق الأوسط لا يزال مضطربًا"، مشددًا على أن "الأولوية الآن هي تحقيق الاستقرار في المنطقة"، وداعيا إيران إلى العودة إلى طاولة المفاوضات، والتوصل إلى حل دبلوماسي ينهي الأزمة.
من جانبه، قال وزير التجارة البريطاني جوناثان رينولدز، الأحد، إن بريطانيا لم تتلقَ طلبا أميركيا لاستخدام قاعدة دييغو غارسيا التابعة لها في القصف الأميركي على إيران، ولكن جرى إخطارها قبل الهجوم.
وأكد رينولدز أن بريطانيا نقلت أصولا عسكرية إلى المنطقة، وستتخذ "جميع الإجراءات اللازمة" للدفاع عن حلفائها الرئيسيين في حال تعرضهم للتهديد.
وقال "لا أستطيع أن أخبركم متى علمنا بالأمر تحديدا، ولكن جرى إخطارنا، كما هو متوقع".
- ألمانيا تدعو للعودة إلى طاولة المفاوضات
دعا المستشار الألماني فريدريش ميترس الأحد، لعودة سريعة إلى المسار الدبلوماسي بعد الضربات الأميركية على ثلاثة مواقع نووية في إيران.
وقال المتحدث باسم المستشار شتيفان كورنيليوس إن على إيران "أن تجري فورا مفاوضات مع الولايات المتحدة وإسرائيل وأن تجد حلا دبلوماسيا للنزاع"، معربا عن اعتقاد الحكومة الألمانية بأن "أجزاء كبيرة من البرنامج النووي الإيراني تضررت جراء الضربات".
- إسرائيل: "منعطف تاريخي" -
شكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ترامب على الهجوم "الجريء"، قائلا إنه يُمثل "منعطفا تاريخيا" قد يقود الشرق الأوسط إلى السلام، وقال في رسالة عبر الفيديو موجهة لترامب باللغة الإنجليزية "أشكركم، وشعب إسرائيل يشكركم".
وأضاف "في العملية التي جرت الليلة ضد المنشآت النووية الإيرانية، أثبتت أميركا أن لا نظير لها"، معتبرا أن ترامب يفرض بذلك "منعطفا تاريخيا من شأنه أن يُسهم في قيادة الشرق الأوسط وما بعده إلى مستقبل من الرخاء والسلام"، مشيدا بـ "السلام من خلال القوة" قائلا "أولا تأتي القوة، ثم يأتي السلام".
كما اعتبر نتنياهو أنه وفى بوعده بتدمير البرنامج النووي الإيراني، وقال في كلمة متلفزة "قبل فترة وجيزة، وبالتنسيق التام مع الرئيس ترامب... هاجمت الولايات المتحدة المنشآت النووية الإيرانية الثلاث فوردو ونطنز وأصفهان".
وأضاف "تذكرون أنني منذ بداية (الحرب مع إيران التي شنتها إسرائيل في 13 حزيران)، وعدتكم بتدمير المنشآت النووية الإيرانية بطريقة أو بأخرى... تم الوفاء بهذا الوعد".
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر في منشور على منصة "إكس"، إن دونالد ترامب "حفر اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ هذه الليلة"، مضيفا "لقد اثبت عمليا أنه يستحق لقب قائد العالم الحر. وسيبقى دائما في الذاكرة الصديق الحقيقي للشعب اليهودي ودولة إسرائيل".
وقال الرئيس الإسرائيلي اسحق هرتسوغ في منشور على منصة "إكس "،"هذه الخطوة الشجاعة تخدم أمن وسلامة العالم الحر أجمع. آمل في أن تقود الى مستقبل أفضل للشرق الأوسط، وتساعد في الدفع قدما بالإفراج العاجل عن رهائننا المحتجزين في غزة".
- قطر تحذر من تداعيات كارثية
وأعربت قطر عن أسفها للتدهور الذي بلغته الأمور بقصف المنشآت النووية الإيرانية، مشيرة إلى أنها تتابع بقلق بالغ تطورات الأحداث إثر الهجمات الأخيرة على الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشقيقة من خلال استهداف منشآتها النووية، كما شددت على ضرورة وقف كافة العمليات العسكرية، والعودة فورا إلى الحوار والمسارات الدبلوماسية لحل القضايا العالقة.
وحذرت وزارة الخارجية، في بيان، من أن التوتر الخطير الذي تشهده المنطقة حاليا سيقود إلى تداعيات كارثية على المستويين الإقليمي والدولي، آملة في هذا الوقت من كافة الأطراف التحلّي بالحكمة وضبط النفس وتجنّب التصعيد الذي لا تتحمله شعوب المنطقة المثقلة بالصراعات وتأثيراتها الإنسانية المأساوية.
كما أكدت الوزارة، دعم دولة قطر الكامل لكافة الجهود الإقليمية والدولية الهادفة إلى تسوية الخلافات ونزع فتيل الأزمات بالوسائل السلميّة لتوطيد السلام والاستقرار في المنطقة.
- لبنان: القصف رفع منسوب الخوف
وقال الرئيس اللبناني جوزاف عون، إن "لبنان قيادة وأحزابا وشعبا، مدرك اليوم، أكثر من أي وقت مضى، أنه دفع غاليا ثمن الحروب التي نشبت على أرضه وفي المنطقة، وهو غير راغب في دفع المزيد ولا مصلحة وطنية في ذلك، لاسيما وأن كلفة هذه الحروب كانت وستكون أكبر من قدرته على الاحتمال".
وأضاف في بيان إن "قصف المنشآت النووية الإيرانية يرفع منسوب الخوف من اتساع رقعة التوتر على نحو يهدد الأمن والاستقرار في أكثر من منطقة ودولة"، داعيا إلى ضبط النفس وإطلاق مفاوضات بناءة وجدية لإعادة الاستقرار إلى دول المنطقة وتفادي المزيد من القتل والدمار.
- العراق يرفض الحلول العسكرية
أعربت الحكومة العراقية عن بالغ قلقها وإدانتها لاستهداف منشآت نووية داخل أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مؤكدة أن هذا التصعيد العسكري يُمثّل تهديدًا خطيرًا للأمن والسلم في منطقة الشرق الأوسط، ويعرّض الاستقرار الإقليمي لمخاطر جسيمة.
وقال الناطق باسم الحكومة العراقية باسم العوادي، إن العراق يؤكد رفضه المبدئي لاستخدام القوة في العلاقات الدولية، داعيا إلى احترام سيادة الدول، وعدم استهداف منشآتها الحيوية، خاصة تلك التي تخضع لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتُستخدم للأغراض السلمية.
وشدد على أن الحلول العسكرية لا يمكن أن تكون بديلًا عن الحوار والدبلوماسية، وأن استمرار هذه الهجمات من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد خطير ستكون له عواقب تتجاوز حدود أي دولة، وتمسّ استقرار المنطقة والعالم.
- حماس: "عدوان إجرامي" -
أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) القصف الأميركي، ووصفته بأنه "عدوان إجرامي".
وقالت الحركة الفلسطينية في بيان "ندين هذا العدوان الإجرامي ونعده نموذجا صارخا لسياسة فرض الهيمنة عبر منطق القوة وعدوانا يقوم على قانون الغاب يتناقض مع كل الأعراف والمواثيق الدولية"، منددة بـ"التصعيد الخطير".
- الديمقراطيون بواشنطن: "حرب كارثية" -
انتقد زعيم الديمقراطيين في مجلس النواب الأميركي ترامب بسبب الضربات، متهما إياه بدفع البلاد نحو الحرب.
وقال عضو الكونغرس حكيم جيفريز في بيان "لقد ضلل الرئيس ترامب البلاد بشأن نواياه، ولم يحصل على إذن من الكونغرس لاستخدام القوة العسكرية، ما يهدد بتورط أميركا في حرب كارثية محتملة في الشرق الأوسط".
- نيوزيلندا تدعو لمحادثات
وقال وزير خارجية نيوزيلندا وينستون بيترز في بيان: "إننا على علم بالتطورات التي حدثت في الساعات الأربع والعشرين الماضية، بما في ذلك إعلان الرئيس ترامب عن القصف الأميركي لمنشآت نووية في إيران. الأعمال العسكرية الجارية في الشرق الأوسط مقلقة للغاية".
وأضاف أنه "من المهم تجنب المزيد من التصعيد"، موضحا أن نيوزيلندا تدعم بقوة الجهود المبذولة في سبيل الدبلوماسية. وتحث جميع الأطراف على العودة إلى المحادثات. فالدبلوماسية ستحقق حلا أكثر استمرارية مقارنة مع المزيد من الإجراءات العسكرية.
- أستراليا: الوقت حان للسلام
وقال المتحدث باسم الحكومة الأسترالية في بيان: "كنا واضحين بأن برنامج إيران النووي وبرنامجها للصواريخ الباليستية يشكلان تهديدا للسلم والأمن الدوليين".
وأضاف "علمنا بتصريح الرئيس الأميركي بأن الوقت حان للسلام. الوضع الأمني في المنطقة متقلب للغاية. ونواصل الدعوة إلى التهدئة والحوار والدبلوماسية".
- المكسيك تدعو للدبلوماسية
ودعت وزارة الخارجية المكسيكية عبر منصة (إكس): بشكل عاجل إلى الحوار الدبلوماسي من أجل السلام بين أطراف الصراع في الشرق الأوسط.
وأضافت "تماشيا مع مبادئنا الدستورية في سياستنا الخارجية وقناعة بلدنا المسالمة، نكرر دعوتنا إلى تهدئة التوتر في المنطقة. الأولوية القصوى لاستعادة التعايش السلمي بين دول المنطقة".
- فنزويلا تدين العدوان
وأدان وزير خارجية فنزويلا إيفان جيل العدوان العسكري الأميركي على إيران وطالب بوقف فوري للأعمال القتالية.
وقال عبر تيليغرام "تدين جمهورية فنزويلا البوليفارية بحزم وبشكل قاطع القصف من جانب جيش الولايات المتحدة الأميركية، بناء على طلب دولة إسرائيل، ضد المنشآت النووية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بما في ذلك مواقع فوردو ونطنز وأصفهان".
- إدانة من كوبا
كما أدان رئيس كوبا ميجيل دياز كانل عبر منصة (إكس) بشدة قصف الولايات المتحدة لمنشآت نووية إيرانية، والذي يشكل تصعيدا خطيرا للصراع في الشرق الأوسط.
وقال إن "هذا العدوان ينتهك بشكل خطير ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي ويغرق الإنسانية في أزمة ذات عواقب لا يمكن تداركها".
المملكة + وكالات