أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء، غداة إجرائه اتصالا هاتفيا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين وبعد محادثة هاتفية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أنّ المحادثات للتوصل إلى اتفاق على وقف لإطلاق النار في أوكرانيا تسير على "الطريق الصحيح".
ووفق المتحدثة باسم البيت الأبيض، أجرى ترامب اتصالا هاتفيا "رائعا" مع زيلينسكي، في ما يمثّل تغييرا جذريا اثر المشادّة الكلامية التي دارت بين الرئيسين في واشنطن خلال شباط.
من جانبه، تحدث زيلينسكي عن مباحثات "إيجابية وجوهرية وصريحة للغاية".
وأثناء تلاوتها بيانا أصدرته وزارة الخارجية والبيت الأبيض، شدّدت كارولاين ليفيت على أنّ فولوديمير زيلينسكي الذي يتهمه بعض المسؤولين الأميركيين بالجحود، "شكر" دونالد ترامب مرارا على ما قام به.
وقال ترامب في منشور على منصته "تروث سوشال": "أجريت للتو مكالمة جيدة للغاية مع الرئيس الأوكراني زيلينسكي. استمرت نحو ساعة. ارتكز جزء كبير من المحادثة على المكالمة التي جرت مع الرئيس بوتين لمواءمة مطالب واحتياجات كلّ من روسيا وأوكرانيا. نحن على الطريق الصحيح".
وأكد البيت الأبيض أنّ الرئيس الأوكراني، الذي لا يريد أن يبقى خارج الحوار الوثيق بين الرئيسين الأميركي والروسي، "أُطلع بالكامل" على مضمون المكالمة الهاتفية بين ترامب وبوتين.
دفاعات جوية
وقالت ليفيت إنّ "الرئيس زيلينسكي طلب أنظمة دفاع جوي (...) والرئيس ترامب وافق على العمل معه لرؤية ما هو متوافر وخصوصا في أوروبا"، مضيفة أن "تقاسم المعلومات الاستخباراتية العسكرية للدفاع عن أوكرانيا سيستمر".
وكانت الولايات المتحدة علّقت المساعدات العسكرية وتبادل المعلومات مع كييف، إلى أن وافقت الأخيرة على اقتراح أميركي بوقف إطلاق نار شامل لمدّة 30 يوما. ومع ذلك، لم يتمكّن دونالد ترامب من إقناع فلاديمير بوتين بالموافقة على هذا الاقتراح.
وأشارت المتحدثة باسم البيت الأبيض إلى أنّ ترامب طرح خلال مكالمته مع زيلينسكي، إمكان استحواذ واشنطن على محطات الطاقة الأوكرانية. وأضافت أنّ هذه "ستكون أفضل حماية لهذه البنية التحتية ودعما لبنية الطاقة الأوكرانية".
وفي هذا السياق، أكد الرئيس الأوكراني استعداد كييف لوقف ضرباتها على البنى التحتية للطاقة وتلك المدنية في روسيا، بعدما قدّم الرئيس الروسي التزاما مماثلا الثلاثاء.
وقال زيلينسكي على منصة إكس بعد مكالمته مع ترامب التي استمرّت لساعة، إنّ "احدى المراحل الاولى نحو نهاية الحرب قد تكون وقف الضربات على البنى التحتية للطاقة والبنى التحتية المدنية الاخرى. أيدت هذا الاجراء وأكدت اوكرانيا أننا مستعدون لتنفيذه".
كذلك، تعهّد ترامب اتخاذ إجراءات لإعادة الأطفال الأوكرانيين "المختطفين" منذ بداية الهجوم الروسي في شباط 2022.
وجاء ذلك فيما أعلنت روسيا وأوكرانيا تبادل 175 أسير حرب من كلّ جانب.
محادثات في السعودية
لا تزال العديد من الأسئلة من دون إجابة بعد المكالمة الطويلة التي جرت الثلاثاء بين الرئيس الأميركي الذي وعد بإحلال "السلام" في أوكرانيا، ونظيره الروسي.
ومن بين هذه الأسئلة، تلك المتعلّقة بمستقبل المساعدات الغربية لأوكرانيا التي طالب فلاديمير بوتين بوقفها وتلك المرتبطة بـ"التقاسم" المحتمل للأراضي، وهو كان قد تطرّق إليه الرئيس الأميركي مؤخرا، وما يكفي لإثارة قلق كييف.
ومن المتوقع أن تتواصل المحادثات في السعودية خلال الأيام المقبلة بين الأميركيين والروس من جهة، والأميركيين والأوكرانيين من جهة أخرى.
أما الهدف منها، فهو أولا التوصّل إلى هدنة تمتد إلى البحر الأسود، ثمّ وقف إطلاق النار الشامل، وأخيرا مفاوضات سلام.
ميدانيا، استمرّت المعارك في أوكرانيا طوال ليل الثلاثاء الأربعاء.
وأوردت وزارة الدفاع الروسية ان ضربة أوكرانية "متعمدة" استهدفت ليلا مستودع وقود في منطقة كراسنودار (جنوب).
واستُهدفت اوكرانيا ليلا بستة صواريخ و145 مسيرة قتالية روسية، بحسب الجيش الذي اوضح ان الدفاع الجوي تمكن من اسقاط 72 مسيرة.
وقتل شخص (29 عاما) واصيب ثلاثة آخرون في ضربة اخرى في منطقة سومي، استهدفت مبنى سكنيا بحسب السلطات. كذلك، اصيب مستشفى آخر "باضرار جسيمة" في ضربة اخرى تسببت باندلاع حريق.
وصباح الاربعاء، أسفر قصف روسي عن مقتل مدني في خيرسون (جنوب) وفق السلطات المحلية.
أ ف ب