قال جيش الاحتلال الإسرائيلي الأربعاء، إن قواته استأنفت العمليات البرية في وسط وجنوب قطاع غزة في وقت قال فيه مسؤولون محليون في قطاع الصحة، إن الضربات الجوية المستمرة لليوم الثاني أسقطت 48 شهيدا على الأقل.

وجاء استئناف العمليات البرية بعد يوم من إعلان السلطات الصحية الفلسطينية، استشهاد أكثر من 400 جراء غارات جوية شنتها إسرائيل، في أحد أعلى معدلات سقوط الشهداء في يوم واحد منذ بداية الحرب في السابع من تشرين الأول 2023، لينهار وقف إطلاق النار الذي صمد إلى حد كبير منذ كانون الثاني.

وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن عملياته بسطت سيطرته على محور نتساريم وهو المحور الأوسط في القطاع، وإنها مناورة "مركزة" الهدف لإنشاء منطقة عازلة جزئية بين شمال وجنوب القطاع.

وذكرت حركة حماس في بيان، أن التوغل البري في محور نتساريم يعد "خرقا جديدا وخطيرا" لاتفاق وقف إطلاق النار المُبرم قبل شهرين.

وأكدت الحركة "تمسكنا باتفاق وقف إطلاق النار الموقع، وندعو الوسطاء الضامنين إلى تحمل مسؤولياتهم في لجم هذه الخروقات والانتهاكات غير المسؤولة".

وقالت الأمم المتحدة، إن موظفا أجنبيا استشهد وأصيب 5 في ضربة جوية إسرائيلية على موقع يضم مقرا للأمم المتحدة في وسط مدينة غزة.

لكن إسرائيل نفت ذلك وقالت إنها ضربت موقعا لحماس رصدت فيه استعدادات لإطلاق النار صوبها.

وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة المدير التنفيذي لخدمات المشاريع جورجي موريرا دا سيلفا "إسرائيل كانت تعلم أن هذه البناية للأمم المتحدة وأن أشخاصا يعيشون ويقيمون ويعملون فيها. إنه مجمع. إنه مكان معروف جدا".

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى إجراء تحقيق شامل، وندد بجميع الهجمات على موظفي الأمم المتحدة.

وقال في بيان إن هذه الغارة رفعت عدد شهداء موظفي الأمم المتحدة في غزة إلى 280 على الأقل منذ اندلاع الحرب.

في صوفيا، أعلنت وزارة الخارجية البلغارية، نقلا عن معلومات أولية، وفاة مواطن يعمل بالأمم المتحدة الأربعاء في غزة.

الولايات المتحدة تقول الخطة المؤقتة ما زالت مطروحة

قدم سفير إسرائيل لدى صوفيا يوسف ليفي سفاري تعازيه في وفاة المواطن البلغاري في منشور على مواقع التواصل، مضيفا أن التحقيقات الأولية لا تظهر "أي صلة" لعمليات الجيش الإسرائيلي بوفاته.

ووصفت إسرائيل، التي توعدت بالقضاء تماما على حماس، أحدث الهجمات بأنها "مجرد بداية".

وأنحت وزارة الخارجية الأميركية باللائمة على حماس في اندلاع الأعمال القتالية مجددا وقالت إن الخطة الأميركية "المؤقتة" لتمديد وقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين لدى الحركة في غزة لا تزال مطروحة.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية "الفرصة لا تزال قائمة، ولكنها تتضاءل بسرعة"، مضيفا أن رد حماس "غير مقبول على الإطلاق" وأن الولايات المتحدة تقف إلى جانب إسرائيل.

وفي أحدث أعمال العنف، قال عاملون بقطاع الصحة إن غارة جوية إسرائيلية أدت إلى استشهاد 4 أشخاص وأصابت 10 آخرين في منزل في بيت حانون شمال قطاع غزة، حيث أصدر الجيش أوامر إخلاء للسكان في وقت سابق من الأربعاء.

وفي بيت لاهيا، قال مسعفون إن ضربة جوية إسرائيلية أدت إلى استشهاد 24 شخصا في خيمة أثناء إقامة عزاء.

وتتبادل إسرائيل وحماس الاتهامات بانتهاك وقف إطلاق النار الذي أتاح متنفسا لسكان القطاع المدمر البالغ عددهم نحو 2.3 مليون نسمة بعد حرب استمرت 17 شهرا حولت القطاع إلى أنقاض وأجبرت معظم سكانه على النزوح عدة مرات.

وتقول السلطات الصحية الفلسطينية، إن الحملة الإسرائيلية اللاحقة على قطاع غزة أسفرت عن استشهاد ما يزيد عن 49 ألفا وتسببت في أزمة إنسانية مع نقص الغذاء والوقود والمياه.

وتتهم إسرائيل حركة حماس باستخدام المدنيين دروعا بشرية بينما تنفي الحركة ذلك وتتهم بدورها إسرائيل بتنفيذ قصف عشوائي بلا تمييز.

والحرب هي الحلقة الأكثر تدميرا ودموية منذ عقود في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

احتجاجات في إسرائيل

وأثار قرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو استئناف القصف احتجاجات في إسرائيل إذ لا يزال 59 محتجز متبقين لدى حماس، يعتقد أن منهم 24 لا يزالون على قيد الحياة.

واتهم ائتلاف معارض، يضم أسر محتجين يرفضون إجراءات نتنياهو بحق القضاء والأجهزة الأمنية، رئيس الوزراء باستغلال الحرب لتحقيق أغراض سياسية.

وقال مسعفون فلسطينيون إن قصف الدبابات الإسرائيلية على طريق صلاح الدين الرئيسي الممتد من الشمال إلى الجنوب أدى إلى استشهاد فلسطينيا وأصاب آخرين.

وأوضح مسعفون وشهود أن العمليات الإسرائيلية منعت المارة والمركبات من استخدام الطريق.

وقال المتحدث باسم حماس عبد اللطيف القانوع، إن "إغلاق الاحتلال لطريق صلاح الدين انقلاب تام على الاتفاق وإمعان في حصار غزة وتشديد الخناق على أهلها".

وأكد أن "أي مقترح يستند للدخول لمفاوضات المرحلة الثانية ووقف دائم للحرب مرحب به ومحل نقاش".

وتابع "حريصون على وقف نزيف الدم ومنفتحون على أي جهود تفضي لوقف دائم للحرب والانسحاب من غزة".

وفي وقت سابق من الأربعاء، ألقى الجيش الإسرائيلي منشورات على مناطق في شمال وجنوب قطاع غزة تأمر السكان بإخلاء منازلهم.

ونشر يسرائيل كاتس وزير الحرب الإسرائيلي بيانا في مقطع فيديو قال فيه إن الضربات الجوية هي "خطوة أولى فحسب" وإن عدم الإفراج عن المحتجزين سيعني أن "إسرائيل ستتصرف بقوة لم تروها من قبل".

ونددت دول غربية منها فرنسا وألمانيا وأيضا الوسيطتان في مفاوضات وقف إطلاق النار قطر ومصر بتجدد أعمال العنف.

رويترز