أكد عدد من قادة وممثلي الدول العربية، المشاركين في أعمال القمة العربية غير العادية التي تستضيفها مصر بعنوان "قمة فلسطين"، على رفضهم تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة أو الضفة الغربية المحتلة، وعلى ضرورة إعادة إعمار قطاع غزة.

وتأتي هذه القمة بطلب من دولة فلسطين، من أجل تنسيق المواقف وتوحيد الرؤى تجاه التحديات والمستجدة الخطيرة للقضية الفلسطينية، خاصة التوافق العربي على خطة إعادة الإعمار في قطاع غزة دون تهجير أهلنا، وتثبيت وقف إطلاق النار، وتولي دولة فلسطين مسؤولياتها في قطاع غزة، ووقف الممارسات والمخططات الإسرائيلية في الضفة والقدس، والعمل على تنفيذ حل الدولتين، وصولا إلى إنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية على خطوط عام 1967، بعاصمتها القدس الشرقية، وعندها يتحقق السلام العادل والشامل والدائم في المنطقة.

- السعودية -

قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، إن المملكة ترفض بشكل قاطع المساس بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.

وأضاف، في كلمته خلال القمة العربية الطارئة المنعقدة في العاصمة الإدارية لبحث تطورات القضية الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، أنَّ المملكة ترفض المساس بهذه الحقوق سواء من خلال سياسات الاستيطان أو ضم الأراضي الفلسطينية أو السعي إلى تهجير الفلسطينيين.

وشدد على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره على أرضه وإقامة دولته المستقلة، على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وأشار إلى أن المعاناة غير المسبوقة التي تعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة تستوجب تكاتف المجتمع الدولي للعمل على عودة الحياة إلى طبيعتها في القطاع، وإعادة إعماره وتمكين الشعب الفلسطيني من العيش بكرامة على أرضه دون محاولة تغيير الواقع على الأرض.

وشدد على ضرورة إيجاد ضمانات دولية وقرارات أممية تفرض استدامة اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وعدم تعرُّضه للعدوان مجددًا، وتحقيق الأمن والاستقرار في غزة وكل الأراضي الفلسطينية.

ولفت إلى أهمية مساندة السلطة الوطنية الفلسطينية والوقوف إلى جانبها للقيام بمهامها بما في ذلك إدارة قطاع غزة وتوفير الخدمات الإنسانية لسكانه.

- الكويت -

قال ولي عهد الكويت الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، إن الظروف في هذه المرحلة استثنائية ومعقدة غير مسبوقة تجاه القضية الفلسطينية، حيث أدت آلة حرب الاحتلال الإسرائيلي إلى استشهاد الآلاف الغالبية العظمى منهم من النساء والأطفال، وتدمير البنية التحتية في القطاع.

وأضاف، في كلمة بالقمة العربية الطارئة، المنعقدة في مصر، الثلاثاء، أن منح الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة للعيش في أرضه لن يتحقق بالحلول المتجزئة وأن طرح التهجير هو جريمة تطهير عرقي في حق شعب أصيل، ولذلك على المجتمع الدولي وقف الاحتلال ومنع محاولات التهجير القسري والتوسع الاستيطاني.

وشدد على أن دعم القضية الفلسطينية واجب إنساني وديني وعربي، و"علينا عدم العودة للسابق بل يجب أن تكون هناك خارطة طريق واضحة ومدروسة، وعلينا صياغة موقف عربي موحد لمواجهة تصفية القضية الفلسطينية على حساب دول المنطقة، ونرفض تحميل الدول تبعات التهجير، وعلينا صياغة خطط إعادة إعمار قطاع غزة وتحميل إسرائيل إعادة بناء ما دمرته آلة حربها الوحشية، والمحاسبة لتحقيق العدالة عبر تطبيق القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ومحكمة العل الدولية ذات الصلة".

وحث كافة الأعضاء بالأمم المتحدة على الاعتراف بدولة فلسطين والحصول على العضوية الكاملة لدى الأمم المتحدة، وتوحيد الصف الفلسطيني وتعزيز قدرات الحكومة الفلسطينية للقيام بواجباتها، وتعزيز الدعم المالي والسياسي للأونروا ورفض تقليص دورها.

- الجزائر -

قال وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، إن الشعب الفلسطيني يواجه مختلف التحديات، وتحمل أكثر صور المعاناة شدة وقسوة، وقدم تضحيات ما لا يعد ولا يحصى ولا يوصف.

وأضاف، في كلمته خلال القمة العربية الطارئة، اليوم الثلاثاء، أنَّ ما يعتري سبيل الشعب الفلسطيني في الوقت الحالي هو الأخطر.

وأوضح أن الخطر اليوم هو خطر تبديد شعب بعد محاولة إبادته، وهو خطر تصدير شعب بعد مصادرة أرضه، وهو خطر إجهاض مشروع وطن بتجريده من حامليه، وهو خطر إخراج الشعب الفلسطيني من التاريخي.

وأكد رفض بلاده لمخططات تهجير الفلسطينيين من أرضهم، وتنديدها بالمحاولات اليائسة لفصل غزة عن باقي الأراضي الفلسطينية، وإدانتها جميع المناورات لضم الضفة الغربية وانتزاعها من حضنها الفلسطيني.

وشدد على حاجة الشعب الفلسطيني للدعم من أجل تثبيت وقف إطلاق النار وإطلاق جهود إعادة الإعمار وإذكاء شعلة الحل النهائي والعادل عبر إقامة الدولة الفلسطينية.

- موريتانيا -

رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية محمد ولد الشيخ الغزواني، قال إن الوضع الراهن يتطلب منا العمل وتنسيق المواقف ورص الصفوف أمام بشاعة ما تعرض ويتعرض له الشعب الفلسطيني خاصة في قطاع غزة، من قتل وإبادة وتدمير وجرائم إنسانية وتنكيل بالقوانين الدولية.

وأضاف، في كلمته بالقمة العربية الطارئة، "يتوجب علينا تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار وتنفيذ بنوده ومراحله على النحو المتفق عليه دون تهديد أمن واستقرار الدول العربية، وعلينا العمل لإعادة إعمار قطاع غزة وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني وحقه في دولة مستقلة ذات سيادة، ولا بد من العمل على حل الدولتين كشرط أساسي للأمن المستدام في المنطقة"، مجددا دعم بلاده كل المبادرات الهادفة لإعادة الإعمار وقيام حل الدولتين.

- الصومال -

قال رئيس مجلس وزراء جمهورية الصومال الفدرالية حمزة عبدي بري، إن التحديات التي نمر بها تتطلب منا تعزيز التعاون المشترك بين دولنا والتواصل والتخطيط والتنسيق الكامل، مؤكدا رفض المخططات الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية، واعتبرها تهديدا للسلم الدولي ولاتفاقيات حقوق الانسان.

كما أكد رئيس وزراء الصومال، في كلمته خلال القمة العربية الطارئة، حق الشعب الفلسطيني في أرضه، مثمنا صموده أمام جرائم الاحتلال، ومشددا على أهمية تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار والسماح بتدفق المساعدات الإنسانية ودعم خطة التعافي المبكر للقطاع.

- جزر القمر -

من جانبه، جدد رئيس جمهورية جزر القمر غزالي عثماني رفضه دعوات تهجير الشعب الفلسطيني، المخالفة للقرارات والمواثيق الدولية.

وقال الرئيس عثماني، في كلمته أمام القمة العربية الطارئة، إن المنطقة تمر في تصعيد خطير أمام ما ترتكبه قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، مما أدى لاستشهاد وإصابة عشرات الآلاف أغلبهم من النساء والأطفال الأبرياء، الأمر الذي يتطلب منا قرارات واضحة تليق بتضحيات الشعب الفلسطيني.

وأكد أن السلام يجب أن يكون هو الخيار، وشدد على تضامن بلاده مع الشعب الفلسطيني، مطالبا بوقف إطلاق النار الفوري والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية، والوقف الدائم للحرب، مرحبا بالرؤية المصرية الشاملة لما بعد الحرب.

وبين أن بلاده شاركت في الدعوى التاريخية لدى محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل بسبب جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبتها ضد الشعب الفلسطيني في غزة، مؤكدا الحق المشروع للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

- جيبوتي -

فيما قال رئيس جمهورية جيبوتي اسماعيل عمر جيلا، إن علينا البحث معا عن سبيل نصرة الشعب الفلسطيني ورفع الظلم عنه والتهجير لهم من أراضيهم ووقف العدوان فورا، مؤكدا وقوف بلاده مع الشعب الفلسطيني ونضاله العادل ومسيرتهم نحو التحرر والحرية والكرامة.

وأضاف، في كلمته بالقمة العربية الطارئة، اليوم الثلاثاء، إن قمتنا اليوم هي إعلان عن التزامنا تجاه القضية الفلسطينية حتى تكون للفلسطينيين دولة مستقلة وحرة وعاصمتها القدس الشريف، مشيدا بصمود الشعب الفلسطيني "الذي يتطلب منا العمل معا بما يليق بعظمة هذا الشعب وتضحياته".

- اليمن -

كما جدد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي دعم بلاده حقّ الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، ورفض مشاريع التهجير والاستيطان والتجويع.

وأضاف، في كلمته بالقمة العربية الطارئة، أن انعقاد هذه القمة غير العادية يحمل دلالات استراتيجية مهمة تدفع المجتمع العربي للاستجابة العاجلة للاحتياجات والتحديات المتشابكة، مؤكدا أنه لا بديل عن الحق العادل للقضية الفلسطينية لبناء نظام إقليمي ينعم بالسلم والتنمية، "ففلسطين هي القضية المركزية للشعوب العربية".

السودان

شدد رئيس مجلس السيادة الانتقالي للسودان فريق أول ركن عبد الفتاح البرهان على أهمية تنسيق المواقف تجاه القضية الأولى وهي القضية الفلسطينية، مؤكدا موقف بلاده الثابت والداعم للشعب الفلسطيني في دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ورفض أي مخططات تهدف للتهجير تحت أي مبرر أو مسمى كونه يمثل تهديدا للأمن القومي العربي والإقليمي والدولي.

وأشار البرهان، في كلمته بالقمة العربية الطارئة، إلى أهمية التحرك الدبلوماسي الفعال للأشقاء في الدول العربية الهادف لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني وصولا لإنهاء الحرب، وبدء مرحلة التعافي والبناء والتأكيد على وقف إطلاق النار لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني وتمكينه من العيش الكريم.

- ليبيا -

وأكد رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد يونس المنفي، "أهمية اتخاذ موقف عربي موحد أمام التحديات والذي ينبع من مسؤوليتنا وموقفنا تجاه الشعب الفلسطيني والقضايا العربية"، داعيا إلى اتخاذ موقف موحد لدعم الشعب الفلسطيني وعدم القبول بفكرة تهجير أهالي غزة عبر إرادة موحدة لكف العدوان والإبادة والإفراج عن الأسرى، وضمان دخول المساعدات وإعادة الإعمار بدعم من العرب والمجتمع الدولي.

وشدد، في كلمته، بالقمة العربية الطارئة المنعقدة في جمهورية مصر العربية، على أن التهجير بدعوى الإعمار يتعارض مع مبادئ الشرعية الدولية والإسلامية، معربا عن مساندة بلاده الجهود المصرية والقطرية لوقف العدوان على غزة.

وقال: "نحن نعتبر قضية فلسطين قضية وجدانية، لم ولن نساوم تجاه الأخوة في فلسطين حتى يسترد هذا الشعب المناضل حقوقه".

وتأتي هذه القمة بطلب من دولة فلسطين، من أجل تنسيق المواقف وتوحيد الرؤى تجاه التحديات والمستجدة الخطيرة للقضية الفلسطينية، خاصة التوافق العربي على خطة إعادة الإعمار في قطاع غزة دون تهجير أهلنا، وتثبيت وقف إطلاق النار، وتولي دولة فلسطين مسؤولياتها في قطاع غزة، ووقف الممارسات والمخططات الإسرائيلية في الضفة والقدس، والعمل على تنفيذ حل الدولتين، وصولا إلى إنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية على خطوط عام 1967، بعاصمتها القدس الشرقية، وعندها يتحقق السلام العادل والشامل والدائم في المنطقة.

المملكة