لا تزال ردود الفعل والانتقادات على تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول عزم الولايات المتحدة بسط سيطرتها على قطاع غزة بعد إعادة توطين الفلسطينيين في أماكن أخرى، تطفو على السطح، وتأخذ حيزا كبيرا من النقاشات في الأوساط السياسية والشعبية.
واعتبر الكثيرون تصريحات ترامب فيما يتعلق بالتهجير القسري ونقل السكان لن تخرج من أفق التصريحات الإعلامية، ولن يتم ترجمتها إلى وقائع على الأرض، وأنها ستبقى في إطار التمنيات فقط.
عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف خلال حديثه لـ "المملكة" قال، إن تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى خارجه تندرج في إطار محاولة تصفية القضية الفلسطينية، وهي مرفوضة بإجماع فلسطيني، مؤكدا أن فلسطين هي للشعب الفلسطيني، ولا يمكن قبول المساس بأي من حقوق الشعب فلسطيني التي جسدتها دماء مئات الآلاف من الشهداء والجرحى والأسرى في سبيل التأكيد على حق عودة اللاجئين وتقرير المصير وإقامة الدولة فلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.
ويرى نائب أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح صبري صيدم أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يسعى لمساعدة رئيس حكومة الاحتلال ينيامين نتنياهو في تحقيق حلمه فيما يتعلق بالشرق الأوسط الجديد عبر تعزيز إزاحة الفلسطينيين والضغط على مصر والأردن لقبول مطلبه بتصدير الفلسطينيين إلى أراضيهما، وتحويل قطاع غزة إلى منتجع سياحي يتحول معه الفلسطينيون إلى عمال على أرضهم، وفي مجالات محددة.
فيما أكد الخبير بالشأن الأميركي حسين الديك أن تصريحات ترامب ترتقي إلى مستوى "جريمة حرب" والتحريض عليها عبر انتهاك المادة رقم 49 من اتفاقية جنيف الرابعة لسنة 1949 التي تحرم الإبعاد الفردي والجماعي وتحرم توطين مواطني دولة الاحتلال في الأرض المحتلة.
المادة 49 – اتفاقية جنيف
تنص المادة 49 من اتفاقية جنيف بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب أنه "يحظر النقل الجبري الجماعي أو الفردي للأشخاص المحميين، أو نفيهم من الأراضي المحتلة إلى أراضي دولة الاحتلال أو إلى أراضي أي دولة أخرى محتلة أو غير محتلة، أيا كانت دواعيه".
وتنص المادة أيضا "لا يجوز لدولة الاحتلال أن ترحل أو تنقل جزءا من سكانها المدنيين إلى الأراضي التي تحتلها".
رفض عربي مطلق لمخطط التهجير
أكد أبو واصل أن الموقف الأردني عبر عنه جلالة الملك عبد الله والحكومة والشعب الأردني بالرفض بشكل قاطع مبدأ التهجير لأبناء الشعب الفلسيطيني، وكذلك الموقف المصري واجتماع السداسية العربية الذي شدد على رفض التهجير والتمسك بالأونروا.
وشدد الديك على ضرورة أن يكون هناك موقف عربي موحد لمواجهة تصريحات ترامب إلى جانب المواقف السياسية الرسمية التي من الممكن أن تتخذها الدول العربية والجامعة العربية ومنظمة التحرير الفلسطينية المتمثلة بتقديم شكوى إلى المحكمة الجنائية الدولية ضد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إضافة إلى التحركات الشعبية في العواصم العربية والإسلامية والعالمية أمام السفارات والقنصليات الأميركية لإيصال رسالة بأن ترامب ليس بمقدوره أن يفرض على الشعب الفلسطيني أو غيره من شعوب العالم ما يريد، وأن الشعب الفلسطيني هو شعب تحت احتلال، من حقه تقرير مصيره وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة، وأن يبقى متجذراً في أرضه .
وأشار صيدم إلى أن ترامب من خلال تصريحاته يسعى إلى توسيع مساحة دولة الاحتلال، عبر ضم الضفة الغربية، وتعزيز قبول إسرائيل سياسيا واقتصاديا واجتماعيا عبر استكمال خطوات التطبيع، وفتح خطوط التجارة اللامتناهية وإحكام السيطرة على غاز غزة.
وبالرغم من التصريحات التي صدرت عن ترامب، فإن الشعب الفلسطيني يتمتع بإرادة لا تلين، عاقدا العزم ومصمما على مواصلة النضال والكفاح مستندا إلى موقف عربي جامع يرفض كل ما يتعلق بمحاولات فرض أجندة لها علاقة بالتهجير، والتأكيد على حقوقه المتمثلة بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وأنه سيتعامل مع أي قوة أجنبية في قطاع غزة وسيتم مواجهتها بكل ما أوتي من قوة.
المملكة