أكّد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أنّ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة سيدخل حيّز التنفيذ الأحد، كما هو مقرّر، وذلك رغم القصف العنيف الذي استهدف القطاع المحاصر الخميس وتأخر حكومة الاحتلال الإسرائيلي في المصادقة على الهدنة.

واتّهمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي حماس بـ"التراجع" عن بنود من اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلنت الدول الوسيطة الأربعاء التوصل إليه بعد أكثر من 15 شهرا من حرب خلّفت عشرات آلاف الشهداء ودمارا واسعا وكارثة إنسانية في القطاع الفلسطيني، الأمر الذي نفته حماس.

وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنّ "مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي لن ينعقد حتى يؤكد الوسطاء بأنّ حماس وافقت على كل عناصر الاتفاق"، متّهما الحركة بـ"محاولة الابتزاز للحصول على تنازلات في اللحظات الأخيرة".

ومساء الخميس، قال مسؤول إسرائيلي إنّ الحكومة الإسرائيلية ستصوّت الجمعة على اتفاق الهدنة.

وحضّت القاهرة التي شاركت إلى جانب الدوحة وواشنطن في التوسّط للتوصل الى الاتفاق، على ضرورة "البدء من دون تأخير" بتطبيق وقف إطلاق النار.

وفي واشنطن، قال بلينكن في مؤتمر صحافي "أنا واثق وأتوقع أنّ التنفيذ سيبدأ، كما قلنا، يوم الأحد".

وينصّ الاتفاق على 3 مراحل، على أن تشمل مرحلته الأولى التي ستمتدّ على 6 أسابيع، على وقف العدوان الإسرائيلي العسكرية والإفراج عن 33 من المحتجزين في قطاع غزة، مقابل إطلاق أسرى فلسطينيين من سجون الاحتلال.

وسيتم التفاوض على إنهاء الحرب بشكل كامل خلال هذه المرحلة الأولى.

كما تنصّ هذه المرحلة الأولى من الاتفاق على إدخال مساعدات إنسانية مكثفة الى قطاع غزة.

ورحبّت الأمم المتحدة ودول عدّة في كل أنحاء العالم بإعلان الاتفاق.

"زلزال"

واحتفل آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر والمدمر جراء الحرب بإعلان الاتفاق، قبل أن ينغّص عليهم فرحتهم قصف إسرائيلي عنيف بدأ ليل الأربعاء واستمر ساعات طويلة.

واستفاق سكان غزة صباح الخميس على أعمدة من الدخان فوق القطاع، وأشلاء شهداء، وركام، بعد غارات إٍسرائيلية تواصلت لساعات وخلّفت خلال 24 ساعة، بحسب وزارة الصحة في قطاع غزة، 81 شهيدا.

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن "سلاح الجو قصف خلال الساعات ال24 الأخيرة نحو 50 هدفا في أنحاء مختلفة من قطاع غزة"، مضيفا أن "بين الأهداف عناصر في حركتي حماس والجهاد الإسلامي".

وحذّرت حماس إسرائيل من أنّ القصف قد يعرّض حياة المحتجزين في غزة للخطر.

"صفقة خطيرة"

وكان الرئيس الإسرائيلي اسحق هرتسوغ اعتبر الأربعاء أنّ الاتفاق هو "الخيار الصحيح" لإعادة المحتجزين.

في المقابل، ندّد وزير المال الإسرائيلي، اليميني المتطرّف، بتسلئيل سموتريتش الخميس بـ"صفقة خطرة" لأمن إسرائيل، موضحا أن وزراء حزبه سيصوّتون ضدها.

وكانت حركة حماس أكّدت الأربعاء أن الاتفاق "إنجاز" للمقاومة و"ثمرة صمودها الأسطوري".

واستشهد أكثر من 46788 فلسطينيا، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، في الحرب الإسرائيلية على غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة في غزة تعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وبحسب آخر تقييم للأضرار أجراه مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية (يونوسات)، فقد تضرّر، حتى الأول من كانون الأول/ديسمبر، أو دُمّر ما يقرب من 69% من مباني القطاع، أي ما مجموعه 170,812 مبنى.

وأعلن ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية ريك بيبركورن الخميس أنّ إعادة بناء النظام الصحي في قطاع غزة تتطلب 10 مليارات دولار على الأقل خلال الأعوام المقبلة.

أ ف ب