أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، مارك روته، أن الناتو يواجه أخطر تحد أمني منذ عقود، محذرا من تصاعد التهديدات من روسيا والصين، وداعيا إلى زيادة الإنفاق الدفاعي لمواجهة هذه المخاطر.

وقال روته: "الأمن العالمي في خطر كبير، وعلينا التحرك الآن؛ لتجنب تكاليف أكبر في المستقبل، مضيفا أن الحرب الروسية على أوكرانيا لم تهدف فقط إلى تدمير أوكرانيا، بل تسعى إلى إعادة تشكيل النظام الأمني في أوروبا".

روسيا والصين: تهديدات متزايدة

وتحدث روته، في حدث استضافته مؤسسة كارنيجي أوروبا في بروكسل، عن استعداد روسيا لمواجهة طويلة الأمد، مشيرًا إلى أن موسكو ستخصص بين 7-8% من ناتجها المحلي الإجمالي للإنفاق العسكري بحلول عام 2025، وهو أعلى مستوى منذ الحرب الباردة.

كما أشار إلى الدعم الذي تحصل عليه روسيا من دول مثل الصين وإيران وكوريا الشمالية.

من ناحية أخرى، انتقد روته التوسع النووي الصيني السريع، متوقعا أن تمتلك الصين أكثر من 1000 رأس نووي بحلول عام 2030، بالإضافة إلى استثماراتها الهائلة في تقنيات الفضاء والذكاء الاصطناعي.

وقال: "روسيا والصين تسعيان لتقويض حريتنا، وإعادة تشكيل النظام العالمي لصالحهما".

الإنفاق الدفاعي: ضرورة عاجلة

وأكد الأمين العام أن الناتو يقوم بتحسين قدراته الدفاعية، مشيدًا بزيادة الإنفاق الدفاعي وتسريع الابتكار وتنفيذ تدريبات عسكرية واسعة النطاق، ولكنه شدد على أن هذه الجهود غير كافية لمواجهة التحديات القادمة خلال السنوات الأربع أو الخمس المقبلة.

ودعا روته إلى تبني "عقلية زمن الحرب" مشيرًا إلى أهمية زيادة الإنتاج الدفاعي وسرعة توفير الأسلحة الحديثة.

وانتقد الإجراءات البيروقراطية التي تعيق الإنتاج الدفاعي في دول الناتو، قائلاً: "لا يمكننا تحمل التأخير بينما تتزايد التهديدات على أعتابنا".

وأكد روته أن الإنفاق الدفاعي الحالي لدول الناتو أقل بكثير مما كان عليه خلال الحرب الباردة، مشددًا على أن الوقت قد حان لزيادة الاستثمار في الدفاع.

وقال: "بدون دفاع قوي، لا يمكن تحقيق الأمن. وبدون الأمن، لا يمكننا الحفاظ على حريتنا ومستقبل أجيالنا".

ودعا إلى دعم سياسي وشعبي لزيادة الإنفاق الدفاعي وتوحيد الجهود لمواجهة التحديات الأمنية، إذ قال "إذا لم ننفق المزيد معًا الآن لمنع الحرب، فسوف ندفع ثمنًا أعلى بكثير لاحقًا لمحاربتها".

روته، حذر من أن الوضع الأمني الحالي هو "الأسوأ منذ عقود"، مشيرًا إلى قرب الصراع من حدود أوروبا، مؤكدا أن روسيا، بدعم من إيران والصين وكوريا الشمالية، تستعد لمواجهة طويلة الأمد مع أوكرانيا وحلفائها الغربيين.

وأضاف أن الهجمات الإلكترونية، والاعتداءات على أراضي دول الحلف، والتدخل في المجتمعات الديمقراطية باتت تشكل تهديدًا مباشرا للحلف.

وفيما يتعلق بالإنفاق الدفاعي، أوضح روته أن التزام دول الحلف بإنفاق 2% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع لم يعد كافيًا، وقال: "علينا إنفاق أكثر من ذلك إذا أردنا الحفاظ على أمننا وحريتنا".

واختتم الأمين العام خطابه برسالة تفاؤل، مؤكدًا أن حلف الناتو، الذي يضم 32 دولة، ويمثل نصف القوة الاقتصادية والعسكرية للعالم، قادر على مواجهة التحديات إذا اجتمعت الإرادة السياسية والعمل الجماعي، وقال: "لقد نجحنا في الماضي، وسننجح مرة أخرى إذا وقفنا معًا".

المملكة