نظمت وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلاميّة بالتعاون مع وزارة الصحة ودائرة الإفتاء العام، الاثنين، الندوة العلمية لمكافحة آفة التدخين، في قاعة المركز الثقافي الإسلامي التابع لمسجد الشهيد الملك عبدالله بن الحسين -طيب الله ثراه- بمنطقة العبدلي، بحضور وزيري الأوقاف محمد الخلايلة، والصحة فراس الهواري، والمفتي العام للمملكة أحمد الحسنات.
وقال وزير الأوقاف محمد الخلايلة خلال الحوارية: "نحن في وزارة الأوقاف ومن منطلق الدعوة إلى الله عز وجل، ومن منطلق بيان الحكم الشرعي للناس، ومن منطلق الوعظ والإرشاد؛ الذي يقضي تبصير الناس بأمور دينهم وتبصيرهم بالحلال والحرام؛ جاءت هذه الندوة لتتناول التدخين بجميع أنواعه من الناحية الشرعيّة والطبيّة".
وأضاف الخلايلة، أن من أهم مقاصد الشريعة الإسلامية حفظ الدين والنفس والمال، مشيرا إلى أن النبي الكريم بيّن عِظَمَ حرمة هذه القضايا عندما قال إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم، مضيفا أن هذه الندوة تأتي للحديث عن آفة استهلكت النفس والمال.
وأشار إلى الدور الكبير الذي يقع على عاتق الأئمة والوعاظ والدعاة والواعظات في تسليط الضوء على هذا الخطر الكبير الذي يداهم صحة الناس والآفة التي تفتك بالمجتمع.
بدوره، أشار وزير الصحة فراس الهواري، إلى أن الأردن بات في أول ثلاثة مراكز بمستويات التدخين في العالم، لذلك جئنا اليوم في هذه الندوة لتوجيه نداء استغاثة لمواجهة هذا الطاعون الذي انتشر في بلادنا، ووصل إلى مستويات غير مسبوقة، مضيفا إلى أن التبغ بجميع أشكاله من "الأرجيلة إلى التبغ المبخر والمسخن والسجائر" هو المنتج الوحيد في العالم المكتوب عليه يتسبب بالمرض والوفاة مع ذلك نضعه في جيوبنا بالقرب من قلوبنا.
وبيّن الهواري، أن الأمراض المرتبطة بالتدخين بدأت بالانتشار في المجتمع، وفي التحليل البياني للسجل الوطني للسرطان تفاجأنا بزيادة كبيرة في حالات السرطان منذ عام 2015، مشيرا إلى أن حالات السرطان وصلت إلى الحد الذي كان من المتوقع الوصول إليه في عام 2030 خلال عام 2022 أي بفارق ثماني سنوات مما كان متوقعا، مضيفا أن من قاد هذه الزيادة الكبيرة في حالات السرطان ولأول مرة هنّ السيدات.
وزاد الهواري، أن التبغ بجميع أشكاله يقوم بأمر واحد وهو إيصال مادة شديد الإدمانية " النيكوتين" إلى الدماغ لكل من يستخدم المادة أو يتعرض لها سلبا خلال جلوسه، لافتا إلى الطفل يأخذ 20 ضعف المادة السامة التي يأخذها الشخص البالغ خلال جلوسه بجوار المدخن بسبب حجمه الصغير.
وتابع الهواري، إلى أن مادة النيكوتين تأتي في المرتبة الثالثة علميا في شدة الإدمان بعد "الهيروين والكوكاكيين"، وتتفوق على "مادة الحشيش والكحول" من حيث شدة الإدمان.
من جانبه، قال مفتي المملكة أحمد الحسنات، إن الحكم الشرعي يُبنى على تصور الأمر، لذلك بعدما ثبت للعلماء والفقهاء الأضرار البدنية والعقلية والمالية من هذه النبتة لم يبقَ مجال للشك للقول بتحريم استخدامها وصناعتها وبيعها.
وبيّن الحسنات، أن الأردن من أوائل الدول التي أفتت بحرمة التدخين، مشيرا إلى أن الفتوى الأولى كانت عام 1981، وصدر قرار آخر من مجلس الإفتاء عام 2006 بحرمة التدخين استخداما وبيعا وصناعة وكل ما يتعلق بهذه النبتة.
وحضر الندوة، المدير العام لدائرة الحج والعمرة مجدي البطوش، والمدير العام لصندوق الزكاة عبد سميرات، والمدير العام لصندوق الحج فؤاد كوري، ومدير دائرة تنمية أموال الأوقاف يوسف القضاة، ومساعد الأمين العام لشؤون الدعوة والتوجيه الإسلامي مدير الوعظ والإرشاد إسماعيل الخطبا، ومدير الإعلام في وزارة الصحة سعد العمور، ومدراء الأوقاف، وممثلون عن هيئة شباب كلنا الأردن، وعدد من الوعاظ والأئمة والواعظات.
المملكة