• 702 مدرسة في مناطق عمليات أونروا الخمسة تخدم طلبة اللاجئين الفلسطينيين

  • أونروا توفر لـ 545 ألف طفل من لاجئي فلسطين تعليما مجانيا

  • 7 من كل 10 مدارس تابعة لـ أونروا في غزة تعرضت للقصف منذ بداية الحرب

  • أكثر من 625 ألف طالب وطالبة انقطعوا عن التعليم منذ بدء الحرب

منذ أكثر من 70 عاما تعمل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى "أونروا" لضمان حصول أطفال فلسطين على التعليم الجيد في أقاليم عملياتها الخمسة (الأردن، لبنان، سوريا، الضفة الغربية، قطاع غزة)، وإدراكا منها بأن التعليم أساسي لمساعدة كل طفل على تحقيق كامل إمكاناته وحق من حقوق الإنسان قامت بتوفير التعليم الأساسي المجاني لنحو 545 ألف طفل من لاجئي فلسطين.

ولهذا الهدف قامت الوكالة بإنشاء وتأسيس 702 مدرسة في مناطق عملياتها، حيث أنشأت 196 مدرسة في الأردن، 65 مدرسة في لبنان، 102 مدرسة في سوريا، 278 مدرسة في قطاع غزة، و93 مدرسة في الضفة الغربية.

وفي مدارس أونروا يدرس الطلبة مناهج السلطات المضيفة وكتبها المدرسية، وتكمل الوكالة هذه المواد بموادها الخاصة المتعلقة بحقوق الإنسان.

كما يتم توفير التدريب المهني التقني والتعليم العالي في 8 مراكز للتدريب المهني لما يقارب 8000 لاجئ من فلسطين في أقاليم العمليات كافة، وأيضا لما مجموعه 2009 طلاب في كليتين للعلوم التربوية (معاهد تدريب المعلمين، واحدة في الضفة الغربية وواحدة في الأردن).

فيما بلغ عدد العاملين في قطاع التعليم التابع للوكالة 19877 عاملا وعاملة، منهم 4557 في الأردن، 1786 في لبنان، 1876 في سوريا، 9443 في قطاع غزة، و2215 في الضفة الغربية.

ومنذ عام 1960 حظيت الفتيات بفرصة التعليم إلى أن وصلت الأعداد لما يقارب النصف من طلاب أونروا ويعتبر طلاب الوكالة من الأكثر تعليما في المنطقة.

وتهدف أونروا من خلال نظامها التعليمي إلى ضمان تطوير طلبة لاجئي فلسطين لإمكاناتهم الكاملة وأن يصبحوا "واثقين ومبتكرين ومحبين للاستفهام وعميقي التفكير ومنفتحين على التمسك بالقيم الإنسانية والتسامح، وفخورين بهويتهم الفلسطينية ومساهمين بشكل إيجابي في تنمية المجتمع والمجتمع العالمي".

خدمات التعليم في مناطق العمليات الخمسة

الأردن

تقدم أونروا تعليما أساسيا لأكثر من 120 ألف طالب وطالبة في 169 مدرسة تابعة لها، ويتقدم الطلبة في الصفوف الرابع والثامن والعاشر لامتحانات ضبط جودة وطنية في المواضيع الرئيسة – اللغة العربية واللغة الإنجليزية والعلوم والرياضيات – وهم باستمرار يحققون نتائج فضلى.

غزة

وفي قطاع تنهكه الحرب والحصار، تقدم أونروا الخدمة لأكثر من 278 ألف طالب وطالبة، حيث هؤلاء الأطفال ينمون في ظروف قاتمة، وغالبا ما يكونون محاطين بالفقر والعنف، وتوفر المدرسة لهم أحد الأمكنة التي يستطيعون فيها تعلم المهارات من أجل مستقبل أفضل.

وأدت سنوات من نقص التمويل إلى إبقاء النظام التربوي في غزة يعمل فوق طاقته، حيث إن 63% من المدارس تعمل بنظام الفترتين، ويستضيف المبنى الواحد مدرسة وطلابها في الفترة الصباحية ومدرسة أخرى بطلاب مختلفين في الفترة المسائية، كما أن 7% أيضًا من المدارس تعمل بنظام الثلاث فترات، ونتيجة لذلك فإن تعليم الأطفال يتم اقتطاعه بشدة.

وإضافة إلى خدمات التعليم الأساسي، توفر أونروا أيضا فرصا تدريبية مهنية وفنية لنحو 1000 طالب سنويا في مراكزها التدريبية في غزة وخان يونس، وهي تستهدف الطلاب ضعيفي التحصيل الأشد فقرا والأكثر عرضة للمخاطر، ويوفر التدريب للطلاب المساحة من أجل تطوير أنفسهم وتطوير مهاراتهم، الأمر الذي يمكن أن يساعدهم في العثور على طريقهم للخروج من الفقر الذي يعيشون فيه.

الضفة الغربية

تقدم أونروا في الضفة الغربية التعليم الإعدادي فقط؛ ويتعين على طلبة الثانوية أن يلتحقوا بالمدارس الوطنية.

وتدير أونروا 96 منشأة تعليمية في الإقليم تصل خدماتها لأكثر من 46 ألف طالب، كما تقوم الوكالة بإدارة مركزين للتدريب المهني تعمل على تدريب أكثر من 1000 طالب على المهارات التجارية والصناعية.

لبنان

لبنان هو إقليم العمليات الوحيد الذي تقدم فيه أونروا تعليما ثانويا، حيث يخدم الإقليم 36960 طالبا في 65 مدرسة، كما تقوم أونروا بإدارة مركز للتدريب المهني يقدم خدماته لما مجموعه 1143 طالبا.

سوريا

تقدم أونروا في سوريا تعليما أساسيا ابتدائيا وإعداديا لما مجموعه 65479 طفلا من أطفال لاجئي فلسطين وذلك عبر 102 مدرسة تعمل جميعها وفق نظام الفترتين، وتتبع تلك المدارس المنهاج الوطني المعتمد من وزارة التربية والتعليم السورية، كما تقوم الوكالة بإدارة مركز للتدريب المهني في دمشق يقوم بإعداد الشباب من لاجئي فلسطين للتوظيف من خلال تسليحهم بالمهارات القابلة للتسويق.

التعليم تحت الهجوم

مبان وجدران تم قصفها، وأسقف منهارة، وحفر كبيرة تفتح فجوات في صفوف المقاعد المدرسية وما كانت في السابق غرفا صفية مليئة بالفتيان والفتيات، والآن باتت الملاذ غير الآمن لعديد العائلات التي خرجت من منازلها بحثا عن ملجأ، وإذ بمدارس أونروا تحتضن تلك العائلات، وتحولت من أماكن مخصصة للتعليم إلى مكان يؤوي آلاف العائلات التي لا تملك منزلا تعيش فيه.

منذ بدء الحرب على غزة في 7 تشرين الأول 2023، تعرضت 85% من المباني المدرسية للقصف أو التدمير وهي الآن بحاجة إلى إعادة إعمار أو إعادة تأهيلها بشكل كبير لتعمل من جديد.

ومدارس أونروا ليست مستثناة من هذا التدمير، وخلال الحرب التي بدأت ولا تزال مستمرة، تعرض ما يقرب من 70% من مدارس الوكالة للقصف، بعضها تعرض للقصف عدة مرات، والبعض الآخر تم تسويته بالأرض، وتضرر العديد منها بشكل كبير، وكانت 95 % من هذه المدارس تستخدم كملاجئ للنازحين، ومن بينهم العديد من الأطفال، عندما تعرضت للقصف.

وتحولت تلك المدارس من ملاذات آمنة لتعليم الأطفال الذين يعيشون تحت الحصار إلى ملاجئ مكتظة بالنازحين، وأصبحت أماكن للموت والبؤس.

ففي شهر تموز 2024 وحده، تم تسجيل 21 غارة على المدارس التي تستخدم كمراكز إيواء في جميع أنحاء قطاع غزة، ونتيجة لذلك، قتل أكثر من 270 شخصا وأصيب العشرات، وكان من بين الضحايا النساء والأطفال والمسنين وغيرهم من المدنيين، وهناك تقريبا 7 من كل 10 مدارس تابعة لـ أونروا في غزة تعرضت للقصف منذ بداية الحرب.

أكثر 625 ألف طالب وطالبة انقطعوا عن التعليم منذ بدء الحرب، نصفهم كانوا يذهبون إلى مدارس أونروا، وحرمت الحرب كل صبي وفتاة في غزة من طفولتهم وتعليمهم، وخسروا جميعهم سنة من التعليم والتعلم بسبب الحرب، مما يعرضهم لخطر أن يصبحوا جيلا ضائعا، وشهدوا جميعا فظائع لا يمكن تخيلها ولا ينبغي لأي طفل أن يمر بها.

منذ أن بدأت الحرب في 7 تشرين الأول، حولت أونروا مدارسها إلى ملاجئ طوارئ للعائلات التي أجبرت على الفرار من منازلها، ولجأت أعداد هائلة من العائلات إلى الأمان تحت علم الأمم المتحدة.

حيث أروقة المدارس والغرف الصفية والعنابر مكتظة، تعيش عدة عائلات كل يوم في المكان نفسة، وينام الكثيرون على الأرض، كما أن عدد المرافق الصحية والاستحمام غير كاف على الإطلاق، وكبار السن ينامون على السلالم، وتحاول الأمهات تهدئة أطفالهن حديثي الولادة في الغرف الصفية، ويحاول الأطفال الذين فقدوا أطرافهم التنقل في ملاجئ مؤقتة لا نهاية لها.

وطوال فترة الحرب، تعرضت مدارس أونروا التي تحولت إلى ملاجئ لضربات أو أضرار جسيمة أو حتى هدمت بالكامل - على الرغم من أن القانون الدولي ينص بوضوح على ضرورة حماية المدارس ومباني الأمم المتحدة بشكل عام.

لم تعد المدارس مكانا مبهجا للأطفال، لقد قتلوا فيها، وشاهدوا أحباءهم يموتون ويعانون من إصابات غيرت حياتهم، وهم يقضون ساعات من أيامهم يفتشون في أكوام النفايات المتراكمة، ويمشون لمسافات طويلة فقط لجمع المياه.

هناك أكثر من 10600 طفل قتلوا بحسب التقارير الواردة منذ بدء الحرب، 625 ألف طفل خارج المدرسة، وهناك ما لا يقل عن 17 ألف طفلا غير مصحوبين بذويهم، وأكثر من مليون طفل تعرضوا للصدمة وبحاجة إلى دعم الصحة النفسية والإسناد النفسي الاجتماعي.

في الأول من آب، أطلقت أونروا مع شركائها المرحلة الأولى من برنامج العودة إلى التعلم لأطفال غزة، ويوفر لهم البرنامج مساحات للعب والتعلم والنمو وإعادة التواصل مع طفولتهم وإيجاد أصدقاء قدامى وتكوين صداقات جديدة.

بعد الآن، لم يعد بالإمكان استخدام معظم مدارس أونروا للتعليم؛ لأنها مدمرة أو متضررة؛ أو لأنها تؤوي حاليا مئات الآلاف من النازحين، وعلى الرغم من مستوى الأضرار، إلا أن موظفي أونروا والمجتمعات المحلية يعملون على إيجاد أماكن لمواصلة تقديم الدعم الأساسي، بما في ذلك الأنشطة الترفيهية والتعليمية، بعد إنشاء مساحات تعليمية أولوية لاستعادة التعليم في غزة.

الشراكة بين أونروا واليونسكو

عملت الشراكة بين الوكالة واليونسكو على دعم أربعة أجيال من لاجئي فلسطين لتلقي التعليم النوعي حتى في أوقات الأزمات، وبدأت تلك الشراكة منذ أكثر من 65 عاما عندما تأسست أونروا لأول مرة من الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وفي عام 1950 بدأت أونروا بما مجموعه 93 مدرسة ونحو 35 ألف طالب وطالبة، ومنذ عام 1960، شكلت الفتيات نحو نصف طلاب أونروا.

وفي عام 2014، جدد المدير العام لليونسكو والمفوض العام للوكالة التزام الوكالتين بالعمل معا من أجل توفير التعليم النوعي للاجئي فلسطين من خلال توقيع مذكرة تفاهم، وقد تجلى الدعم طويل الأمد الذي قدمته اليونسكو لبرنامج أونروا التعليمي في إصلاح التعليم من خلال قيادة مدير التربية في اليونسكو.

المنح الجامعية

كان للتعليم الجامعي نصيب من الخدمات التي تبتنها أونروا لخلق جيل متعلم ومثقف، لذلك؛ عمل برنامج البعثات الجامعية في الوكالة على توفير سبل الوصول إلى التعليم الجامعي للشباب من اللاجئين الفلسطينيين المتفوقين أكاديميا والذين لا تتوفر لديهم الإمكانات المادية لمتابعة تحصيلهم الأكاديمي.

ويعد الوصول إلى التعليم الجامعي أمرا محدودا بالنسبة للعديد من اللاجئين؛ وذلك بسبب الظروف الاجتماعية الاقتصادية الصعبة التي يعيشون فيها.

وتساهم البعثات الجامعية في الوكالة في سبيل تنمية قوة عاملة تتمتع بمهارات عليا. وقد تبوأ العديد من الجامعيين الذين استفادوا من البعثات في السابق مناصب عليا في أونروا وفي البلدان المضيفة ودول الخليج الأخرى، وساهموا في تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة.

الجدارة الأكاديمية

يتم منح البعثات الدراسية في عدد كبير من مجالات العلوم والعلوم الاجتماعية والفنون الحرة، ويدعم البرنامج أيضا المساقات التي تدرس لمدة أربع وحتى خمس سنوات كالهندسة على سبيل المثال، وتعطى المنح وفقا للجدارة الأكاديمية، ويتم تجديدها عند إنهاء كل سنة إلى أن يتخرج الطلبة ويحصلون على شهاداتهم الجامعية الأولى.

وتغطي البعثات في العادة جزءا من كلفة التعليم، حيث إن رسوم التعليم الجامعي تعد باهظة نسبيا؛ فيما تقوم أسرة الطالب بتغطية باقي التكاليف.

تدريب المعلمين

التطوير المهني للمعلّمين

عزّزت أونروا استثمارها في معلّميها من خلال التقدّم الوظيفي وفرص التطوير المهني المستمرّ، إذ يعدّ المعلّمون المورد التعليمي الأكثر أهمية، وإنّ عملهم محوريّ في توفير التعليم الجيّد..

"سياسة المعلّمين في أونروا" اعتمدت عام 2013؛ لإضفاء الطّابع المهني على عمل المعلّمين، وتسعى هذه السّياسة إلى الاستثمار في معلّميها تماشيا مع البحوث العالميّة من خلال التعزيز والتحفيز للمعلّمين وللأنظمة التي تدعمهم، وتمّ توسيع فرص التقدّم الوظيفي للمعلّمين من خلال هذه السّياسة، كما تمّت معالجة الاختلافات السّابقة في درجات موظّفي التّعليم على المستوى الإداري للمدرسة.

المملكة