كان وسط مدينة غزة معروفا بالازدحامات المرورية الخانقة والمقاهي والمتاجر، لكنه استحال ركاما وتحول إلى مشهد "مروع" من جثث متناثرة في الشوارع ومبان مدمرة في أعقاب العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع.

وقال المدرّس طارق غانم (57 عاما) لوكالة فرانس برس من حي الرمال "خلّف جيش الاحتلال دمارا هائلا ومباني محروقة قبل انسحابه". وتساءل "لا أعرف ما ذنب المدنيين... اشتعلت الدور والقذائف طالت كل مكان"، مشيرا إلى أن الناس غادروا منازلهم.

وأضاف "نحن صابرون، لكن الوضع سيئ جدا ولا يُحتمل. هناك جثث على الطرق منذ أسبوع وأخرى منذ أربعة أو خمسة أيام. لا يوجد من ينتشلها. هناك مصابون في كلّ مكان ولا أحد يستطيع الوصول إليهم".

وأعلن الدفاع المدني في قطاع غزة العثور على نحو 60 جثة في حيين جنوب غرب مدينة غزة هما الصناعة وتل الهوى، بعد يوم من العثور على 60 جثة غيرها في حي الشجاعية شرق المدينة.

وأفاد بأن هناك عشرات الجثث "في الطرق وتحت الأنقاض" في تل الهوى والصناعة، حيث تستمر قوات الدفاع المدني بالبحث.

في الشهر العاشر من العداون الإسرائيلي، سويت مبان بأكملها بالأرض وأصبحت أخرى متفحمة على طول الكورنيش المطل على البحر وسط المدينة.

وأفاد مراسل وكالة فرانس برس بأن الأرض في كل مكان مليئة بالغبار والقمامة وقطع من الخردة المعدنية والخرسانة.

وقالت المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لويز ووتريدج لوكالة فرانس برس "في كل اتجاه تنظر إليه في مدينة غزة، تجد تدميرا يفوق الخيال".

وبعد زيارة ميدانية، وصفت ووتريدج الوضع بـ"المروع".

كان جيش الاحتلال أصدر أوامر إخلاء لأحياء الرمال وتل الهوى ومناطق أخرى في مدينة غزة الاثنين.

وقالت ووتريدج إن الأونروا طردت من مقرها في مدينة غزة و"غير موجودة رسميا هناك منذ تشرين الأول/أكتوبر".

والجمعة، كتب على أحد جدران مقر الوكالة "سنعيد بناءه".

رويترز