نجح المنتخب البرازيلي الساعي إلى ترصيع قميصه بالنجمة السادسة في كأس العالم في فك شيفرة الدفاع الصربي في الشوط الثاني، ليخرج فائزاً عليه بهدفين نظيفين الخميس على ملعب لوسيل، ضمن منافسات المجموعة السابعة في مونديال قطر 2022 التي شهدت فوز سويسرا على الكاميرون بهدف.

في المواجهة الأولى، كان مهاجم توتنهام الانجليزي ريشارليسون بطل المباراة بتسجيله الهدفين في الدقيقتين 62 و73.

وكرّر المنتخب البرازيلي بالتالي فوزه على صربيا بالذات في النسخة الماضية في روسيا عام 2018 وبالنتيجة ذاتها بهدفين لباولينيو وتياغو سيلفا.

وتعرّض أبطال العالم خمس مرات لنكسة بخروج نجمهم نيمار مصابا في الدقيقة 80 في كاحله الايمن، حيث التقط مصورو "فرانس برس" صورًا تُظهر تورما واضحا في كعب القدم.

ولنيمار ذكريات بشعة جدا مع الاصابات وفي طليعتها الاصابة بكسر في الظهر التي تعرّض لها امام كولومبيا في الدور ربع النهائي من مونديال 2014 والتي حرمته من خوض مباراة الدور نصف النهائي امام المانيا.

وتصدّرت البرازيل المجموعة برصيد 3 نقاط، بفارق الأهداف عن سويسرا الفائزة على الكاميرون 1-صفر في وقت سابق. وتسعى البرازيل الى احراز لقب سادس قياسي والأوّل منذ عام 2002.

ووصف ريشارليسون شعوره بعد المباراة "إنه حلم الطفولة أصبح حقيقة".

وتابع "لعبنا مباراة جيدة، خصوصًا في الشوط الثاني، عندما تعب المنافس، وتمكنا من الاستفادة من ذلك".

بدوره، قال لاعب الوسط لوكاس باكيتا "حاولنا القيام بعملنا وكنا نعرف أن المباراة صعبة. سنخلد الآن إلى الراحة".

وعن الهدف الثاني الرائع لريشارليسون، أضاف "كان هدفاً رائعاً، نعمل بهذا الشكل، ونحاول فرض أسلوب لعبنا.

ولم يخسر المنتخب البرازيلي في آخر 15 مباراة في دور المجموعات ففاز في 12 وتعادل في 3.

تصدّر مجموعته في النسخ العشر الاخيرة كما لم يخسر في آخر 19 مباراة افتتاحية محققا الفوز في 16 منها، من ضمنها المباريات الافتتاحية الخمس في السنوات التي شهدت تتويجه بالقابه الخمسة حتى الان.

وكانت المفاجأة في صفوف المنتخب الصربي اشراك مهاجم فولهام الانجليزي الكسندر ميتروفيتش أساسياً رغم انه لم يشارك في اي مباراة منذ منتصف الشهر الماضي، علماً بانه سجّل 36 هدفاً في 43 مباراة لناديه ومنتخب بلاده خلال العام الحالي.

وكانت صربيا خاضت تصفيات أوروبية مميّزة، فتصدّرت مجموعتها واجبرت البرتغال القوية على خوض الملحق من أجل التأهل. لكن المنتخب البلقاني لم ينجح في التأهل عن دور المجموعات في مشاركتيه السابقتين عامي 2010 و2018.

استحوذ المنتخب البرازيلي على الكرة بنسبة كبيرة لكن سيطرته كانت عقيمة بالمجمل وسط تكتل صربي منظم ومدافعين اقوياء البنية نجحوا في تنظيف منطقتهم بشكل جيد، فلم تشكل خطورة حقيقية على حارس المرمى فانيا ميلينكوفيتش-سافيتش.

وكانت أوّل تسديدة برازيلية من كازيميرو ضعيفة بين يدي الحارس الصربي من خارج المنطقة (22).

ثم مرّر تياغو سيلفا قائد البرازيل كرة امامية بينية رائعة لفينيسيوس، لكن الحارس كان اسرع منه الى الكرة (27).

وفي اخطر هجمة برازيلية تبادل باكيتا ورافينيا الكرة، لكن الاخير الذي انكشف امامه المرمى سددها زاحفة ضعيفة بين يدي الحارس (34).

ريشارليسون يلمع

ونزل المنتخب البرازيلي في الشوط الثاني مصمماً على افتتاح التسجيل، فكان ايقاعه اسرع ما أربك الدفاع الصربي.

وارتكب مدافع صربيا غوديلي خطأ فانتزع منه رافينيا الكرة وانفرد بالحارس لكنه سدذد في جسده (46).

ومرّر فينيسيوس كرة متقنة باتجاه نيمار المتربص عند نقطة الجزاء لكنه أطاحها عاليا (55).

ثم جرّب اليكس ساندرو حظه من مسافة 25 مترا، فارتدت كرته من اسفل القائم من دون أن يجد من يتابعها داخل الشباك (59).

أثمر الضغط البرازيلي أوّل الأهداف، بعد مجهود فردي رائع لنيمار وتسديدة لولبية لفينيسيوس تصدّى لها الحارس من دون أن يلتقطها ليتابعها ريشارليسون داخل الشباك من مسافة قريبة (62).

وحاول المنتخب الصربي القيام بردّ فعل، لكنه ترك مساحات واسعة في الخلف.

ومنها استغل المنتخب البرازيلي هجمة مرتدة سريعة وصلت فيها الكرة الى فينيسيوس فمرّرها باتجاه ريشارليسون الذي سيطر عليها واستدار على نفسه وسددها أكروباتية رائعة داخل الشباك الصربية (73).

وكاد كازيميرو يعزّز تقدم فريقه لكنه كرته اللولبية ارتدت من العارضة (80). وجرب فريد حظه من خارج المنطقة لكن الحارس الصربي كان له بالمرصاد (83).

فوز هزيل لسويسرا

وحققت سويسرا فوزا هزيلا على الكاميرون بهدف نظيف سجلها ابن الكاميرون الذي حصل على الجنسية السويسرية بريل إمبولو الخميس على ملعب الجنوب في الوكرة.

وسجل إمبولو، الكاميروني الأصل والمولود في العاصمة ياوندي، الهدف الوحيد في الدقيقة 48 مستثمرا كرة عرضية وبدا متأثراً ولم يحتفل.

وبعد هذا الفوز، قال القائد السويسري غرانيت تشاكا أن بإمكان سويسرا "الفوز على أي كان"، مضيفاً "الأمر ليس صدفة. عندما تنظر الى آخر 10، 12 سنة، ترى أننا كنا متواجدين في البطولات الرئيسية (مونديال وكأس أوروبا)".

وعبّر مدرب الكاميرون وقائده السابق ريغوبرت سونغ عن شعوره بالخيبة من الخسارة "تعيّن علينا أن نقدم أكثر من ذلك. في الشوط الأول أردنا المزيد، لكن كما تعلمون فان المستوى العالمي يُحسم بالتفاصيل. تراخينا قليلاً واستقبلنا الهدف. فريقنا شاب نوعاً ما".

وكانت الكاميرون، أول منتخب إفريقي يبلغ ربع النهائي عندما فعلها عام 1990 ومفاجأته المدوية في المباراة الافتتاحية بتغلبه على الارجنتيني حاملة اللقب 1-صفر.

أ ف ب