تشهد سماء الأردن والعالم الأربعاء المقبل بدرا عملاقا مخسوفا جزئيا، وفق رئيس الجمعية الفلكية الأردنية، عمار السكجي، الأربعاء.

وتبدأ ظاهرة الخسوف الجزئي، الساعة 3:41 صباحا حسب توقيت الأردن، بدخول البدر العملاق في شبة ظل الأرض حيث يفقد وميضه، ويلاحظ ذلك الفلكيون المحترفون بصعوبة ويستمر البدر ينغمر في شبه ظل الأرض حتى الساعة 5:12 صباحا وحينها يبدأ الخسوف الجزئي إلى أن يصل إلى أقصى قيمة للخسوف في الساعة 5:45 صباحا حيث يظلل 8.5% من سطح القمر ونسبة هذا الخسوف قليلة، ويكون البدر قريبا من الأفق وعلى ارتفاع 8 درجات جهة الغرب وهذا قد يصعب رصده أو تصويره بسبب فيزياء الغلاف الجوي والمعايير الفلكية الرصدية.

وينتهي الخسوف الجزئي الساعة 6:15 صباحا إلى أن يختفي البدر وهو في شبه ظل الأرض حيث يغيب تحت الأفق الساعة 6:27 صباحا ويستمر في شبه الظل وهو تحت الأفق إلى الساعة 7:47 صباحا.

ويشاهد الخسوف الجزئي في العديد من دول العالم، جزء كبير من آسيا، إفريقيا، أميركا الشمالية والجنوبية، المحيط الهادئ، المحيط الأطلسي، المحيط الهندي، القطب الشمالي، والقارة القطبية الجنوبية.

ويحدث البدر العملاق في نفس الليلة أي الساعة 5:33 صباحا حيث يتزامن البدر في مداره من الحضيض تقريبا وهي الأقرب إلى الأرض، ويسمى أحيانا ببدر الحضيض، حيث يبتعد عن الأرض مسافة 356 ألف كيلومتر ويكون جهة الغرب وعلى ارتفاع 9 درجات فوق الأفق، وهو أكبر قليلا من بدر آب الماضي.

ومصطلح البدر العملاق لا يعني أنه أكبر كثيرا من البدر العادي، حيث إن قرص البدر أكبر بـ 8% من البدر العادي في المتوسط ومن الصعب ملاحظته بالعين المجردة، ولمعانه أكبر بـ 15% من البدر العادي في المتوسط، وقد يلاحظ فرق اللمعان بالعين المجردة الفلكي المتمرس، وفق السكجي.

ودعا إلى توثيق صور البدر العملاق المخسوف، في صور جمالية "من دون مبالغات في إعداد وضبط الكاميرات والخلفيات بحيث يظهر البدر وكأنه عملاق وكبير جدا وهذا مخالف للواقع الفعلي، ويكون البدر العملاق قريب من الأفق بلون أحمر أو برتقالي خلاب، خاصة في أوقات الشروق والغروب عندما يكون قريب من الأفق (خداع القمر)، ويعطي صورة ايقونية في خلفيات مختلفة وخاصة المناطق الجبلية والسياحية والآثارية والمدن وفوق البنايات والمآذن والكنائس والمعالم الأخرى".

وبدر أيلول يسمى ببدر الحصادين أو بدر الحصاد في ثقافات نصف الكرة الشمالي (خطوط عرض 50 فما فوق) لأنه يرتفع من غروب الشمس إلى شروقها، مما يمنح المزارعين تاريخياً ضوء القمر الإضافي لمساعدتهم على جلب الحصاد، وفقا للثقافات الأنجلوسكسونية، خاصة عندما يكون البدر قريبا من الاعتدال الخريفي الساعة 3:43 م يوم الأحد 22 أيلول 2024 ويسمح للمزارعين في أميركا وأوروبا بإنهاء محاصيلهم قبل وصول صقيع الخريف، ويسمى أيضا عند هذه الثقافات بقمر الذرة و قمر الخريف أو قمر الأوراق المتساقطة أو قمر الميد او قمر الشعير، وقمر الاغنية وهو أيضًا الثاني من بين أربعة أقمار عملاقة متتالية هذا العام.

وطرائق حسابات خسوف القمر أو كسوف الشمس تعتمد على دورة ساروس Saros وهي عبارة عن 223 شهرا اقترانيا وتساوي 18 عاما، أو 10 أو 11 أو 12 يوما (اعتمادا على عدد السنوات الكبيسة)، و8 ساعات، وهذه الدورة استخدمت عند الكلدانيين، بعد كل دورة من ساروس تعود الشمس والقمر والأرض على نفس الوضعية أي بعد دورة ساروس واحدة سيحدث قمر جديد في نفس العقدة من مدار القمر.

وخسوف هذا القمر الجزئي يصنف برقم 118 من الخسوفات القمرية التي تتضمن 73 حدثا فلكيا وترتيبه 52 من 73 حدثا في دورة ساروس 118. ويحدث الخسوف الجزئي بعد 12 دقيقة من البدر الكامل وقبل 9.6 ساعة من وصول القمر إلى نقطة الحضيض، ويكون القمر في كوكبة الحوت.

المملكة