دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إلى مزيد من الجهد العربي في سوريا، وإبداء المرونة من جميع الأطراف المعنية لتبديد ظلمة الانهيار الاقتصادي والانسداد السياسي وغلق صفحة الماضي بآلامها، وللسعي نحو وضع جديد يُتيح انخراط سوريا في محيطها العربي الطبيعي، وفي جامعتها العربية التي هي من دولها المؤسسة.
ودعا أبو الغيط في الجلسة الافتتاحية للقمة العربية في الجزائر، الثلاثاء، إلى مزيد من المرونة من كافة الأطراف الليبية من أجل تخطي العقبات التي تحول دون إجراء الانتخابات في القريب، وقال، إن الجامعة تستمر في متابعة الأمر بكل تجردٍ.
"مراوغون"
واعتبر الأمين العام أن الحوثيين يراوغون ويُعرقلون، وتحدث عن الاستمرار في تأييد الحكومة الشرعية ودعمها بكل قوة لمصلحة الشعب اليمني.
وقال، إن المنطقة العربية تقع في قلب الأزمات، وتعد ركيزة أساسية في معادلة إمدادات الطاقة وأسعارها العالمية، لكنها ضحية أولى للتغير المناخي وآثاره المُدمرة.
كما تعاني المنطقة من "تهديد خطير" لأمنها الغذائي، وتقع غالبية دولها في نطاق الفقر المائي، فضلاً عما تواجهه بعض دولها من تصرفات غير قانونية من جانب جيرانها من شأنها تعريض أمنها المائي للخطر.
"ثلاثية خطيرة"
وتحدث أبو الغيط عن "ثلاثية خطيرة" تشمل الغذاء والطاقة والمناخ، تُمثل حلقة متصلة، ومنظومة مترابطة، وقال، إن إنتاج الغذاء يعتمد على أسعار الطاقة واستقرار المناخ، والتغير المناخي يتأثر في الأساس بالانبعاثات المتولدة عن إنتاج الطاقة، فالعناصر الثلاثة صارت عنواناً للأزمة العالمية.
وأشار إلى حاجة الدول العربية في حاجة ماسة لاستراتيجية شاملة للتعامل مع "حالة الأزمة الممتدة" ورأى أن استراتيجية الأمن الغذائي العربي، المعروضة على القمة، نموذج ومثال لما يمكن أن تقوم به الدول العربية بشكل جماعي في مواجهة أزماتها.
وقال الأمين العام: "لا زالت بعضُ دولِنا تعيش أوضاعاً لا تُهدد فقط أمنها واستقرارها ... بل وجودها ذاته ... ولا زالت الدولة الوطنية، ذات السيادة والاستقلال والقرار المستقل، تتعرض لهجمة شرسة في بعض أركان منطقتنا ... من الإرهاب والميلشيات والجماعات المسلحة ... وأيضاً من أطراف غير عربية، في جوار الإقليم العربي، تُحرض وتُمارس تدخلاتٍ غير حميدة في المجتمعات العربية بهدف بسط النفوذ والهيمنة".
وقال أبو الغيط، إنه يعرف دولاً عربية تقوم بالكثير من أجل التخفيف من وطأة الأزمات، وضرب مثالا بدول تستضيف مئات الآلاف وأكثر من اللاجئين السوريين، ودول تفعل كل ما بوسعها لكي لا يسقط اليمنيون والصوماليون في هوة المجاعة... ".
وذكر أن إطفاء الأزمات العربية المشتعلة أصبح واجباً أكثر من أي وقتٍ مضى، مضيفاً: "لم يعد مقبولاً الإلقاء بالأزمات العربية على كاهل مجتمع دولي ينوء بأحمال ثقال، وينشغل بقضايا أخرى ضاغطة ومُلحة".
المملكة