فيما يستمر إضراب معلمي ومعلمات المدارس الحكومية في أسبوعه الثالث، يحاول أحمد عادل، كغيره من طلبة الثانوية العامة (التوجيهي)، التأقلم مع الأمر، وتعويض ما خسره من أيام دراسية.
الإضراب، الذي دعت له نقابة المعلمين، ويشارك فيه نحو 80 ألف معلم ومعلمة في مسعى للحصول على مطالب، أهمها علاوة مهنية بنسبة 50%، عطّل دراسة نحو 1.5 مليون طالب وطالبة في أكثر 3800 مدرسة.
وتقول نقابة المعلمين، إنها ستعوّض الطلبة عما فاتهم من حصص مدرسية، وإن لديها خطة "مبدئية" لهذا.
لكن عادل لا يزال قلقا من استمرار الإضراب في ظل غياب توافق واضح بين الحكومة والنقابة لتعليقه أو إنهائه.
"إضراب المعلمين مفتوح حتى هذه اللحظة، ولا أعلم هل سيظل مستمرا، أو سيتوقف في وقت قريب، وهذا شيء مقلق" يقول طالب الفرع العلمي، عادل، لـ "المملكة".
"أخشى أن يتسبب استمرار الإضراب في تراكم المنهاج الدراسي وتأخره. يختلف التوجيهي عن غيره من المراحل؛ إذ يحتاج إلى وقت وجهد أكثر" بحسب عادل، الذي يعيش في منطقة الهاشمي الشمالي، شرقي عمّان.
يقول عادل، إنه يضطر للاستعانة بدروس خصوصية لتعويض ما فاته، الأمر الذي قد يكون عبئا ماليا؛ إذ تبدأ أسعار ساعة الدرس الخصوصي من 10 دنانير على الأقل.
"لم أجد سوى اللجوء للدروس الخصوصية من أجل التعويض قدر الإمكان" يضيف عادل.
ويتفق مع عادل، طالب الفرع الأدبي، عبد الله مروان.
"أتلقى دروسا خصوصية في مادتي الرياضيات والحاسوب وغيرها في المنزل، من معلمين مضربين، بعد انتهائهم من المشاركة اليومية في الإضراب من داخل المدارس" يقول مروان لـ "المملكة" من سكان ضاحية الأمير حسن.
"بالنسبة لي، لم أجد حلا في الوقت الراهن إلا الدروس الخصوصية؛ من أجل تفادي تراكم المواد التي تحتاج إلى متابعة دائمة ومستمرة" يضيف مروان، الذي لم يخفِ قلقه.
خطة "مبدئية"
وتقول نقابة المعلمين، إن لديها "خطة مبدئية" لتعويض الطلبة.
"النقابة تعهّدت بأن تعوّض الطلبة عن الحصص المدرسية التي تغيّبت بسبب الإضراب ... وزارة التربية والتعليم هي الجهة الوحيدة المخولة في تحديد آلية تعويض الطلبة عما فاتهم من حصص" بحسب نور الدين نديم، الناطق باسم النقابة.
"الخطة المبدئية تشمل تقديم التقويم المدرسي بقدر عدد أيام الإضراب الكلي، ويمكن إضافة حصة في جداول الطلبة، واستغلال حصص النشاطات المدرسية، والاستفادة من أيام السبت، وجزء من عطلة ما بين الفصلين (11 يوما) ، وتأخير العطلة الصيفية" يضيف نديم لـ "المملكة".
"تدرك النقابة تماما جميع الأضرار التي لحقت بالطلبة في المراحل الدراسية كافة، وستقوم بمعالجتها فور انتهاء الإضراب".
ويرى نديم أن الدروس الخصوصية "قد تكون أمرا سلبيا، إلا أنها تلبي جزءا من احتياجات المعلم، وجزءا من احتياجات المنهاج".
"إحباط"
ويعتقد مختصون أن تعطّل الدراسة قد تؤثر على رغبة الطلبة في الذهاب إلى المدرسة، وعلى حياتهم اليومية.
"تعويض الطلبة عما فاتهم من حصص دراسية قد يكون غير مفيد، خاصة أن انتقال الخلاف بين النقابة والحكومة إلى الطلبة ربما يسبب خللا تربويا لهم" تقول رئيسة جمعية علم الاجتماع، عبلة وشاح، التي تدرّس علم الاجتماع في جامعة خاصة.
وفيما تقول وشاح إن استمرار الإضراب قد يؤثر على مفهوم الطلبة لبعض القيم، يعتقد دكتور علم النفس في الجامعة الأردنية، راكان العلوان، أن الإضراب قد يسبب إحباطا للطلبة.
"استمرار الإضراب سيحدث فراغا وخللا في نظام معيشة الطلبة اليومي، وقد يتحول هذا إلى إحباط" يقول العلوان لـ "المملكة".
"ذلك الإحباط قد يسبب مشكلات نفسية واجتماعية" بحسب العلوان.
المملكة