حذر رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي)، جيروم باول، إن المخاطر السلبية على الاقتصاد لا تزال قائمة بسبب حروب تجارية اضعفت استثمارات الشركات وتراجع التضخم، مما يشير إلى أن صانعي السياسة قد يستعدون لخفض أسعار الفائدة هذا الشهر.
"منذ اجتماع مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي في حزيران/يونيو، يبدو أن الشكوك حول التوترات التجارية والمخاوف بشأن قوة الاقتصاد العالمي لا تزال تؤثر على التوقعات الاقتصادية الأميركية، كما لا تزال ضغوط التضخم منخفضة،" وفق تصريحات أعدها باول لمشرعين أميركيين، الأربعاء.
وشرح باول بعناية الأسباب التي دفعت بها السياسة النقدية إلى تغيير وجهة نظرها هذا العام، مبينا زيادة عدم اليقين في الأسواق والاقتصاد، بالرغم من هدنة الحرب التجارية الحالية بين الولايات المتحدة والصين.
"زادت الشكوك حول التوقعات في الأشهر الأخيرة، ويبدو أن الزخم الاقتصادي تباطأ في بعض الاقتصادات الأجنبية الرئيسية، وهذا الضعف يمكن أن يؤثر على الاقتصاد الأميركي. علاوة على ذلك، لم تعالج بعض قضايا السياسة الحكومية، بما في ذلك التطورات التجارية، والحد الأقصى للديون الفيدرالية، وبريكسيت،" بحسب تصريحات بأول.
وقال: "صانعو السياسة يراقبون التطورات بعناية بما في ذلك احتمال أن تكون القراءات الضعيفة حول التضخم أكثر ثباتًا مما نتوقعه حاليًا."
بالإضافة إلى ذلك، أشار باول إلى تباطؤ في الاستثمار في الأعمال التجارية، تباطؤ النمو العالمي، وتراجع في الاستثمار السكني والإنتاج الصناعي.
شهادة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي نصف السنوية تدعم وجهة نظر الأشواق بأن البنك المركزي الأميركي يستعد لخفض تكاليف الاقتراض في اجتماعه يومي 30-31 تموز/يوليو، بالرغم من تقرير الوظائف القوي لشهر حزيران/يونيو.
وتأتي تصريحاته وسط ضغوط متزايدة من الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس على أقل تقدير.
حرب عملات
ترامب طلب من مساعديه البحث عن طرق لإضعاف الدولار، مع مخاوف أن يتسبب الدولار القوي في تهديد أجندته الاقتصادية، بحسب تقارير صحف أميركية، الأربعاء.
ونقلت وكالة "بلومبرج" عن مصادر مطلعة أن ترامب سأل بشأن الدولار في مقابلة عمل الأسبوع الماضي مع جودي شيلتون وكريستوفر وولر، اللذان اختارهما الرئيس لمقاعد مجلس بنك الاحتياطي الفيدرالي.
وقالت المصادر أن ترامب أعرب عن أسفه أن قوة العملة قد تخفف من الطفرة الاقتصادية الذي يتوقع أنها ستكون السبب في دعمه للانتقال إلى فترة ولاية ثانية.
ترامب أعلن الأسبوع الماضي، حرب عملات، حيث كتب في تغريدة في "تويتر" أن الولايات المتحدة عليها أن تباري الصين وأوروبا في لعبة التلاعب بالعملة. "يجب أن نتنافس معهم في ذلك، أو أن نستمر في أن نكون الدمى التي تجلس وتشاهد بأدب بينما تواصل البلدان الأخرى ألعابها، كما فعلوا لسنوات عديدة،" بحسب ترامب.
الأسواق الأميركية ومؤشراتها الرئيسية افتتحت الاربعاء على ارتفاع بالتزامن مع تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي، التي شكلت داعما لصعود الأسهم الأميركية، حيث حقق مؤشر S&P 500 مستوى تاريخي للأول مرة بوصوله مستويات 3000 نقطة.
انعكاسات على أسعار الفائدة في الأردن
وحول تأثير تخفيض أسعار الفائدة الأميركية "المحتمل" على الاقتصاد الأردني، فمن المتوقع أن يكون له تأثير إيجابي من حيث تخفيض تكاليف التمويل والاستثمار في حال قام البنك المركزي الأردني بتخفيض الفائدة على الدينار الأردني.
وفي حال قام البنك المركزي الاردني باتباع سياسة مجلس الاحتياطي الفدرالي بالتخفيض المتوقع، بموجب معادلة تثبيت سعر صرف الدينار الاردني مقابل الدولار، فسوف يسهم ذلك في انخفاض تكلفة التمويل والتسهيلات الائتمانية بالدينار الأردني، وربما زيادة معدلات الاقتراض، وانخفاض أسعار الفائدة على الودائع، الأمر الذي قد يساعد في الانفتاح على مشاريع تجارية واستثمارية، وربما تحسن مؤشرات بورصة عمان.
*محلل مالي
المملكة