قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته إن أوكرانيا يجب أن تشارك في أي محادثات سلام وإن أي اتفاق نهائي يجب أن يكون "مستداما"، بعدما اتفق الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على بدء مفاوضات.

وقال روته لصحفيين قبل اجتماع لوزراء دفاع الدول الأعضاء في الناتو "من المهم عندما نتحدث عن أوكرانيا أن تكون أوكرانيا منخرطة بشكل وثيق في كل ما يتعلق بأوكرانيا".

ومن مقر الحلف في بروكسل، أكد روته أن هناك إجماعًا داخل الحلف على ضرورة التوصل إلى سلام دائم في أوكرانيا، مشددًا على أهمية ضمان أن تكون كييف في أفضل وضع ممكن عند بدء أي محادثات.

وأشار إلى أن أي اتفاق مستقبلي يجب أن يكون قويًا ومستدامًا، بحيث لا يتكرر سيناريو اتفاقات "مينسك"، التي سمحت لروسيا لاحقًا بمواصلة اعتداءاتها.

وقال روته: "لا يمكننا السماح لبوتين بمحاولة السيطرة على أجزاء جديدة من أوكرانيا في المستقبل"، مشيرًا إلى أن الناتو ملتزم بدعم أوكرانيا لضمان تحقيقها انتصارًا حاسمًا في الصراع.

وتطرق الأمين العام للناتو إلى مسألة زيادة الإنفاق الدفاعي داخل الحلف، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تتوقع من الدول الأوروبية تحمل نصيبها العادل من الأعباء الدفاعية.

وأضاف: "علينا إنفاق المزيد ليس فقط بسبب توقعات واشنطن، بل لأن التهديدات القادمة من روسيا وغيرها من الخصوم تتزايد".

وأوضح روته أن أحد القضايا الرئيسية التي سيتم مناقشتها هو تعزيز القدرات الصناعية الدفاعية لدول الناتو، مؤكدًا أن الإنتاج الحالي للأسلحة والذخائر غير كافٍ لتلبية الاحتياجات الأمنية للحلف.

وقال: "روسيا تنتج في ثلاثة أشهر من الذخائر ما يعادل إنتاج دول الناتو خلال عام كامل، وهذا وضع غير مستدام على الإطلاق".

ردًا على سؤال حول تصريحات وزير الدفاع الأميركي الجديد، بيتر هيغسيث، وما إذا كانت قد تسببت في إرباك داخل الحلف، أكد روته أن الناتو، كتحالف ديمقراطي، يشهد دائمًا نقاشات داخلية، لكنه يرى أن هناك إجماعًا على القضايا الجوهرية، مثل دعم أوكرانيا وزيادة الإنفاق العسكري.

وحول المكالمة الهاتفية التي أجراها الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، وما إذا كانت بداية لمفاوضات سلام، أشار روته إلى أن ترامب أجرى أيضًا محادثة مطولة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مضيفًا: "علينا متابعة التطورات خطوة بخطوة، لكن من الضروري أن تكون أوكرانيا شريكًا رئيسيًا في أي مفاوضات تتعلق بمستقبلها".

وفيما يتعلق بمسألة انضمام أوكرانيا إلى الحلف واستعادة أراضيها المحتلة، أكد روته أن الأولوية الحالية تكمن في ضمان أن تكون كييف في موقف قوي يجبر بوتين على الجلوس إلى طاولة المفاوضات بشروط واضحة، تضمن عدم تكرار سيناريو 2014 عندما تم توقيع اتفاق لم يصمد أمام الأطماع الروسية.

أكد روته في ختام حديثه أن الحلف سيواصل تنسيق جهوده لدعم أوكرانيا وتعزيز قدراته الدفاعية، مشددًا على أهمية اتخاذ قرارات تضمن استقرار الأمن الأوروبي والعالمي على المدى الطويل.

المملكة