جدّد سفير الولايات المتحدة في الأردن هنري ووستر، الالتزام المستمر لبلاده بالشراكة مع الأردن، على مدى سبعة عقود، عقب التوقيع الأحد، على اتفاقية منحة أميركية سنوية لدعم الموازنة الأردنية بقيمة 845.1 مليون دولار.
وخلال لقائه مع صحفيين، أكد السفير أن بلاده تدعم رؤية جلالة الملك عبد الله الثاني للإصلاحات التي ستدفع الأردن نحو الأمام لتحقيق مستقبل أقوى وأفضل.
"ندرك أنّ من الضروري اتخاذ قرارات صعبة لتنفيذ الإصلاحات"، وفق ووستر، الذي أشار إلى أن الهدف من تحويل منحة الدعم النقدي الأخيرة، إضافة إلى مذكرة التفاهم الجديدة التي تمتد لسبع سنوات، "إعلام الأردنيين بشكل لا لبس فيه: بأن الولايات المتحدة تواصل الوقوف إلى جانبكم".
وأشار إلى أن الولايات المتحدة ستعمل مع حكومة وشعب الأردن لتحفيز التعافي الاقتصادي وتعزيز الأمن المائي وتهيئة الظروف لتزويد الأردنيين بالتعليم والرعاية الصحية وفرص العمل التي يحتاجون إليها، مؤكدا فخره بالشراكة بين الولايات المتحدة والأردن، والتطلع قدما إلى مواصلة التعاون بين البلدين.
ووقع الاتفاقية، نيابة عن الحكومة الأردنية وزيرة التخطيط والتعاون الدولي زينة طوقان، ومديرة بعثة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية بالإنابة مارغريت سبيرز، بحضور رئيس الوزراء بشر الخصاونة، في وزارة التخطيط والتعاون الدولي.
وفي ردّه على استفسارات "المملكة" بشأن مشروع الناقل الوطني للمياه، قال إن الولايات المتحدة تعهدت بتقديم 700 مليون دولار، توزعت إلى 300 مليون دولار منح و400 مليون دولار قروضا استثمارية ميسّرة.
"أكبر مساعدة في العالم"
وأوضح ووستر أن توقيع آخر اتفاقية للدفعة الأخيرة للدعم النقدي المباشر للخزينة بموجب مذكرة التفاهم للأعوام 2018-2022، إضافة إلى مذكرة التفاهم التي وقعتها الحكومة الأميركية مع الأردن في شهر أيلول/سبتمبر الماضي للأعوام 2023-2029، تشكلان "أكبر برنامج مساعدات اقتصادية أميركية في العالم".
وأشار إلى أن نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين وقعا مذكرة التفاهم الجديدة لمدة سبع سنوات بقيمة 10.15 مليار دولار بين البلدين "تعدّ أطول وأكبر مذكرة تفاهم من نوعها وقعتها حكومة الولايات المتحدة الأميركية".
مذكرة التفاهم الموقعة في عام 2018، وقعت لمدة خمس سنوات، بإجمالي مساعدات تصل إلى 6.3 مليار دولار، ليبلغ إجمالي المساعدات الاقتصادية المرصودة لمذكرتي التفاهم 16.45 مليار دولار، وفق صورة إنفوغراف للسفارة الأميركية في عمّان.
وأشار إلى أن مذكرة التفاهم الجديدة، حجمها ومدتها، تعكس الأهمية الاستراتيجية لهذه العلاقة بالنسبة للولايات المتحدة.
وزيرة التخطيط والتعاون الدولي زينة طوقان، أكدت خلال الحفل أنه بموجب الاتفاقية ستقوم الحكومة الأميركية بتحويل منحة الدعم النقدي المباشر إلى حساب الخزينة العامة خلال تشرين الثاني/نوفمبر الحالي، مشيرة إلى أهمية المنحة في المساهمة في تمويل مشاريع تنموية ذات أولوية ضمن قطاعات المالية العامة والمياه والتعليم والأشغال العامة والإسكان ودعم جهود التعافي الاقتصادي، مما سيُسهم بتخفيض عجز الموازنة العامة، ودعم خطط الحكومة الهادفة إلى تهيئة البيئة الملائمة لتنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي.
ولفتت النظر، إلى أثر المساعدات الإيجابي في دعم مسيرة الأردن التنموية، ودعم تنفيذ الخطط والبرامج الإصلاحية الاقتصادية والتنموية في مختلف القطاعات.
وقالت سبيرز "إن ما حققناه معا قد بُني على علاقة متينة ودائمة بين بلدينا، قائمة على أساس الاحترام المتبادل والالتزام والمتابعة".
الحكومة الأردنية وقعت في أيلول/سبتمبر الماضي على مذكرة تفاهم جديدة مع الجانب الأميركي لمدة 7 سنوات، تغطي الفترة (2023-2029)، حيث سيقدم الجانب الأميركي بموجبها مساعدات إجمالية خلال هذه الفترة بقيمة 10.15 مليار دولار، وبمعدل سنوي يبلغ 1.45 مليار دولار ابتداءً من العام 2023، وبزيادة في حجم المساعدات السنوية بمبلغ 175 مليون دولار مقارنة بالمساعدات المُقدمة بموجب مذكرة التفاهم السابقة، والتي ستساعد الجهود الحكومية في المضي قدما بتنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي وخارطة تحديث القطاع العام.
وفي 14 شباط/فبراير 2018، وقعت الحكومة الأميركية مذكرة تفاهم خمسية مع الحكومة الأردنية، تعهدت فيها الولايات المتحدة بتقديم ما لا يقل عن 1.275 مليار دولار سنويا مساعدة خارجية ثنائية أميركية إلى الأردن ابتداء من العام المالي 2018 وحتى العام المالي 2022.
المملكة