وقّعت الفصائل الفلسطينية، الخميس، في الجزائر العاصمة اتفاق مصالحة تلتزم بموجبه بإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في غضون عام.
وأشار وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، أن اللقاء ينعقد في القاعة ذاتها التي أعلن منها الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات دولة فلسطين في 15 تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1988.
السفير الفلسطيني لدى الجزائر فايز أبو عيطة، قال قبيل التوقيع إن المبادرة الجزائرية جاءت انطلاقا من القناعة الراسخة بأن الوضع الراهن الذي تمرّ به القضية الفلسطينية من جراء استمرار الاحتلال الإسرائيلي الممنهج والاعتداءات المتكررة على الشعب الفلسطيني وعلى المقدسات الإسلامية والمسيحية خاصة في القدس والمسجد الأقصى، والانسداد والفشل الحاصل في مسار السلام في الشرق الأوسط، مما يشكل خطرا جسيما على القضية الفلسطينية، وكذلك انقسام البيت الفلسطيني وما ترتب عته من آثار سلبية.
وقال السفير إن الفصائل اتفقت على المبادئ الآتية:
1. التأكيد على أهمية الوحدة الوطنية أساسا للصمود والتصدي ومقاومة الاحتلال لتحقيق الأهداف المشروعة للشعب الفلسطيني واعتماد لغة الحوار والتشاور لحل الخلافات على الساحة الفلسطينية بهدف انضمام الكل الوطني إلى منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
2. تكريس مبدأ الشراكة السياسية بين مختلف القوى الوطنية الفلسطينية بما في ذلك عن طريق الانتخابات وبما يسمح بمشاركة واسعة بالاستحقاقات الوطنية المقبلة في الوطن والشتات.
3. اتخاذ الخطوات العملية لتحقيق المصالحة الوطنية عبر إنهاء الانقسام.
4. تعزيز وتطوير دور منظمة التحرير الفلسطينية وتفعيل مؤسساتها بمشاركة جميع الفصائل الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني بجميع مكوناته ولا بديل عنها.
5. يتم انتخاب المجلس الوطني الفلسطيني في الداخل والخارج حيث ما أمكن بنظام التمثيل النسبي الكامل وفق الصيغة المتفق عليها والقوانين المعتمدة بمشاركة جميع القوى الفلسطينية خلال مدة أقصاها عام واحد من تاريخ التوقيع على هذا الإعلان، وتعرب الجزائر عن استعدادها لاحتضان انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني الجديد.
6. الإسراع بإجراء انتخابات عامة رئاسية وتشريعية في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس عاصمة الدولة الفلسطينية وفق القوانين المعتمدة في مدة أقصاها عام من تاريخ التوقيع على هذا الإعلان.
7. توحيد المؤسسات الفلسطينية وتجنيد الطاقات والموارد المتاحة الضرورية لتنفيذ مشاريع إعادة الإعمار ودعم البنية التحتية والاجتماعية للشعب الفلسطيني بما يدعم صموده في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
8. تفعيل آلية الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية لمتابعة إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية والشراكة السياسية الوطنية.
9. يتولى فريق عمل جزائري عربي الإشراف والمتابعة لتنفيذ بنود هذا الاتفاق بالتعاون مع الجانب الفلسطيني، وتدير الجزائر عمل الفريق.
تأجيل لوقت لاحق
وتحدث عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف عبر برنامج "العاشرة"، عن وجود خلاف حول تشكيل حكومة تلتزم بقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي.
وأضاف أبو يوسف أن حركة حماس لا تريد أن تلزم نفسها بقرارات الشرعية الدولية، وأشار إلى تأجيل موضوع الاتفاق على حكومة وحدة وطنية فلسطينية لوقت لاحق.
وقال أبو يوسف إن الجزائر دعت 14 حركة فلسطينية للحوار.
وأدّت الانتخابات التشريعية الفلسطينية الأخيرة التي جرت عام 2006، إلى فوز حركة حماس، الأمر الذي لم يعترف به المجتمع الدولي، وبعد بضعة أشهر، اندلعت اشتباكات دموية بين المعسكرَين، ممّا أدى إلى نشوء سلطتين منفصلتين في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة.
وتمّ تأجيل الانتخابات التشريعية والرئاسية الأولى منذ خمسة عشر عاما، والتي كان من المقرّر إجراؤها في 22 أيار/مايو و31 تموز/يوليو 2021، إلى أجل غير مسمى.
أطلق الرئيس الجزائري تبون مبادرة في نهاية عام 2021 للمصالحة بين فتح وحماس، وتمكّن في أوائل تموز/يوليو من الجمع بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس وإسماعيل هنية في الجزائر العاصمة، في لقاء اعتبر "تاريخيا".
أ ف ب + المملكة