التقى جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، في قصر بسمان الزاهر الأحد، شخصيات سياسية واقتصادية وإعلامية، في اجتماع تناول الشأن المحلي والإقليمي.
وقال الملك إنه: "يجب أن يكون هدفنا دائما الحفاظ على مصلحة الطلبة، وهذا الذي يجب أن نركز عليه جميعا، والوصول له من خلال الحوار المسؤول".
وأضاف خلال اللقاء، أن "الأولوية القصوى في الفترة الحالية تخفيض معدلات البطالة، وتحسين المستوى المعيشي للمواطنين".
وشدد الملك على أهمية اغتنام الفرص الاقتصادية، وإزالة العوائق أمام المستثمرين المحليين والأجانب، وتسريع الإجراءات المرتبطة بإقامة مشاريعهم.
وركز خلال اللقاء على ضرورة أن تكون الأولويات للسنوات المقبلة واضحة، ضمن استراتيجية اقتصادية تهدف إلى تحفيز الاستثمار، وزيادة الصادرات والتنافسية الاقتصادية.
وأكد أهمية الشراكة الفاعلة بين الحكومة والبرلمان؛ لتحسين الظروف المعيشية للمواطن، وتعزيز مشاركته في صنع القرار.
ولفت الملك إلى ضرورة تفعيل دور الشباب، وتبني إبداعاتهم ودعمهم خاصة في إقامة المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
وأكد أهمية مواصلة العمل على زيادة فرص العمل للشباب، والاستثمار في قطاعات الزراعة والطاقة والسياحة العلاجية والدينية والمغامرات وغيرها.
كما أكد الملك أهمية الشراكة الفاعلة بين القطاعين العام والخاص، والانتقال من مرحلة وضع الاستراتيجيات إلى مرحلة التنفيذ بتشاركية ووضوح.
وشدد على أن الدولة ماضية في محاربة الفساد، وأن سيادة القانون هي الضمانة لذلك، مشددا على أن القضاء يجب أن يأخذ مجراه بهذا الخصوص.
وخلال اللقاء، أكد الملك أنه يجب أن يكون هدفنا دائما الحفاظ على مصلحة الطلبة، وهذا الذي يجب أن نركز عليه جميعا، والوصول له من خلال الحوار المسؤول.
كما أكد أهمية دور قادة الرأي والإعلاميين في تناولهم للقضايا الوطنية، عبر إطلاق نقاشات بناءة حولها، بهدف المساعدة والمشاركة في إيجاد الفرص وتقديم حلول مقترحة.
وقال جلالته، إن من واجب الجميع نشر الوعي وبث الروح الإيجابية، وتوضيح الصورة الحقيقية أمام الأردنيين.
وبخصوص القضية الفلسطينية، جدد الملك التأكيد على موقف الأردن الثابت والواضح تجاه القضية الفلسطينية بدعم الأشقاء الفلسطينيين لنيل حقوقهم العادلة والمشروعة، وقيام دولتهم المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية على أساس حل الدولتين.
ولفت الملك إلى أنه سيلتقي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، عددا من القيادات والمسؤولين الدوليين، للتأكيد على موقف الأردن الثابت حيال القضية الفلسطينية، مضيفا جلالته أنه واجبنا أن نقف إلى جانب إخواننا الفلسطينيين.
وأكد الملك أن علاقة الأردن مع أشقائه العرب متينة، وتربطه علاقات أخوية قوية مع الجميع، لافتا النظر إلى التعاون الاقتصادي بين الأردن والعراق، والتنسيق المستمر مع الأشقاء العراقيين بهذا الخصوص.
ويأتي لقاء الملك، ضمن سلسلة اللقاءات المستمرة، التي يحرص جلالته على عقدها مع مختلف الفعاليات والشخصيات الوطنية، لمناقشة مجمل القضايا التي تهم الوطن.
بدورهم، أكد المتحدثون ضرورة أن تتبنى الحكومة خططا لحل الأوضاع الاقتصادية وفق مدد زمنية واضحة، مبينين أن على الجميع العمل وفق مبدأ الاعتماد على الذات.
وثمنوا توجيهات الملك للحكومة خلال ترؤسه جانبا من جلسة مجلس الوزراء مؤخرا، والتي شدد فيها على ضرورة أن تعلن الحكومة للمواطنين مواعيد إنجاز المشاريع، وعلى أهمية الوضوح في بيان أسلوب العمل، بإلاضافة إلى توضيح الخطط والبرامج للمواطنين، والوصول إلى نتائج قبل نهاية العام.
وأشاروا إلى ضرورة تعزيز الثقة بين المسؤول والمواطن، والنهوض بالخدمات الصحية والتعليمية والعمل على تحسين الظروف المعيشية للمواطن، لافتين النظر إلى أن التحدي الأكبر يتمثل بمعالجة الفقر والبطالة.
وبينوا أن ثمة حاجة ماسة لتخطيط اقتصادي طويل المدى قائم على التقييم والوضوح للنهوض بالواقع الاقتصادي وتشجيع الاستثمار، مشيرين إلى أن ذلك يتطلب استقرارا في التشريعات الاقتصادية، وإشراك أصحاب العلاقة في ذلك.
وتطرقوا إلى أهمية الاستفادة من الفرص المتاحة خصوصا في قطاعي السياحة والزراعة، والاستثمار في التعليم التقني والمهني الذي يتواءم مع متطلبات سوق العمل الحالية، وضرورة تكريس ثقافة التشغيل الذاتي بدل التوظيف في ظل عدم قدرة الحكومة على توفير وظائف، وتعزيز مشاركة المرأة في العمل وتمكينها في مختلف القطاعات.
وأشاروا إلى أهمية الاستفادة من السمعة الكبيرة للقطاع الطبي الذي يتميز بها الأردن، والتركيز على السياحة العلاجية، ووضع سياسات لحماية المنتج المحلي.
وأكدوا ضرورة إبراز المنجزات التي تحققت وما زالت في مؤسسات الدولة، وفي مختلف القطاعات.
ولفتوا النظر إلى أهمية الأوراق النقاشية التي نشرها الملك في تعزيز مسيرة التطوير السياسي، وتفعيل المشاركة في الحياة السياسية.
وفيما يتعلق بمواجهة الشائعات، أشاروا إلى ضرورة مواجهتها بالحقائق والمعلومات الدقيقة، وهو أمر يقع بشكل أساسي على عاتق الإعلام من خلال ممارسة دوره في الرقابة والنقد البناء، وبث الإيجابية في المجتمع.
وأشاد الحضور بجهود الملك في الدفاع عن القضية الفلسطينية ومواقفه المشرفة بهذا الخصوص، لافتين النظر إلى المكانة الكبيرة والاحترام والتقدير الذي يكنه العالم للأردن بقيادة الملك.
وفيما يتعلق بموضوع المعلمين، أكد عدد من الحضور ضرورة تغليب لغة الحوار بعيدا عن خيارات التصعيد التي تضر بالمجتمع والدولة.
المملكة