توقع نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين، أيمن الصفدي، الاثنين، أن يبدأ الأردن بتزويد العراق بالطاقة الكهربائية في بداية العام المقبل، وذلك "بعد إكمال أعمال البنى التحتية الضرورية".
وأوضح الصفدي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيريه العراقي فؤاد حسين، والمصري سامح شكري في بغداد، أنه "فيما يتعلق بموضوع الربط الكهربائي، الأردن ومصر بينهما ربط كهربائي، واتفقنا نحن والعراق على الربط الكهربائي، وتم توقيع الاتفاقية والعمل مستمر".
"نتوقع أن يبدأ الأردن بتزويد العراق بالطاقة الكهربائية في بداية العام المقبل -2023 -، بعد إكمال أعمال البنى التحتية الضرورية" على ما ذكر الصفدي.
وكان مدير عام شركة الكهرباء الوطنية أمجد الرواشدة قال بتصريح نهاية العام 2020 لـ"المملكة" إنّ "الأردن مع نهاية عام 2022 سيكون جاهزا لتزويد العراق بالطاقة الكهربائية".
وقعت حكومتا الأردن والعراق في سبتمبر/ أيلول 2020، عقدا لربط شبكة الكهرباء وبيع الطاقة الكهربائية بين البلدين، بحسب وزارة الطاقة والثروة المعدنية.
وأكّد الصفدي، الاثنين، التزام الأردن بتعزيز التعاون الأردني-المصري-العراقي في إطار آلية التعاون الثلاثي وفق توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني، الذي حمل الصفدي تحياته إلى القيادات العراقية خلال لقائه بها في بغداد.
ونقل الصفدي، خلال زيارته وشكري إلى بغداد، ولقائه الرئيس العراقي برهم صالح ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، بعد عقده وشكري محادثات موسعة مع نظيرهما العراقي فؤاد حسين، رسالةً من جلالة الملك عبدالله الثاني أكدت وقوف الأردن بكامل إمكاناته إلى جانب العراق.
وانتهت المحادثات إلى توافق على اعتماد آلية مؤسساتية لمتابعة تنفيذ المشاريع المُقدمة ضمن آلية التعاون الثلاثي، وتنسيق الخطوات المستقبلية لإعطائها زخماً أكبر، خصوصاً في ضوء التحديات الاقتصادية التي جعلت من التعاون الممنهج ضرورة أكثر إلحاحاً لخدمة المصالح المشتركة.
وفي مؤتمرٍ صحافي مشترك مع نظيريه المصري والعراقي قال الصفدي إن زيارته ونظيره المصري إلى العراق جاءت في سياق متابعة آلية التعاون الثلاثي، "التي أطلقتها قياداتنا من أجل تعزيز عملنا المشترك خدمةً لشعوبنا، وخطوةً مؤسساتيةً ممنهجةً لتحقيق الأفضل في جميع مجالات التعاون الكثيرة والمتاحة أمامنا."
وأضاف الصفدي "تشرفنا اليوم بلقاء القيادات العراقية، فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس الوزراء وسيادة رئيس مجلس النواب، وتشرفت بنقل تحيات سيدي صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله إليهم وإلى أهلنا في العراق."
وقال الصفدي "رسالتنا اليوم أننا نرى إلى تعاوننا المشترك حاجةً وضرورةً من أجل زيادة قدرتنا على مواجهة التحديات الكثيرة والمتنامية في منطقتنا، سواء فيما يرتبط بتبعات الأزمة الأوكرانية وانعكاساتها على الأمن الغذائي والطاقة وأسعار السلع، وأيضاً فيما يتعلق بالتحديات الإقليمية التي نعمل جميعاً من أجل تجاوزها، وتحقيق الأمن والاستقرار والسلام الذي نحتاجه جميعاً."
وأكّد الصفدي أن الدول الثلاثة ماضيةٌ في تعزيز تعاونها حيث "الرؤى واضحة، الإرادة صلبة، والعمل ممنهج ومستمر."
وشدّد على "أننا نقف إلى جانب العراق الشقيق في مواجهة كل التحديات، لأن أمن العراق أمننا، واستقرار العراق استقرارنا، وإنجاز العراق هو إنجازٌ لنا جميعاً."
وزاد "نقف إلى جانب العراق الشقيق بكل طاقاتنا، وبكل إمكاناتنا، وبكل قدراتنا. ونرى في آلية التعاون الثلاثي سبيلاً لتعظيم قدراتنا المشتركة على الإنجاز وعلى مواجهة التحديات".
وأشار الصفدي إلى أنه خلال اجتماعات القمة التي انعقدت تحت مظلة التعاون الثلاثي "قطعنا مسافات واسعة باتجاه تعريف الفرص التي يمكن أن نعمل معاً عليها سواء في قطاعات التجارة، الصناعة، الاقتصاد، النقل البري، الربط الكهربائي إلى غير ذلك. واليوم توافقنا بشكل أساسي على خطوةٍ باتجاه مأسسةٍ أعمق لهذا التعاون عبر إنشاء آلية تضمن متابعة حثيثة ومستمرة وناجعة للإنجاز الذي يتم."
وقال الصفدي إن المحادثات تناولت الوضع الإقليمي "وجهودنا المشتركة من أجل تعزيز الأمن والاستقرار" وشملت المحادثات "قضيتنا الأساس، القضية الفلسطينية، وجهودنا المستمرة من أجل إسناد أشقائنا الفلسطينيين في سعيهم للحصول على حقوقهم المشروعة كاملةً، وفي مُقدمها حقهم في الحرية والدولة المستقلة ذات السيادة على ترابهم الوطني وعاصمتها القدس المحتلة."
وقال إنه سيتبع اللقاء اجتماعات على مستويات متعددة، قطاعية ومهنية وفنية، "لأننا نعتقد أنه في ضوء التحديات المتعاظمة، يجب أن يتعاظم جهدنا وعملنا المشترك".
وأشار الصفدي إلى "وجود خريطة طريق واضحة لتحقيق خطوات عملية باتجاه إنجاز المزيد من التعاون تنفيذاً لرؤى قياداتنا" عِبر عملٍ جادٍ ممنهجٍ منتجٍ خدمةً لمصالح الدول الثلاثة وإسهاماً في تعزيز العمل العربي المشترك."
وفي رد على سؤال قال الصفدي إن العمل في إطار آلية التعاون الثلاثي انطلق بتعريف مساحات التعاون وقطاعاته، لافتاً إلى إنجازات في مجالات النقل والتجارة، وبات الوضع أفضل مما كان قبل انطلاق هذه العملية.
وبدوره، ذكر وزير الخارجية العراقي بأن زيارة الصفدي وشكري تأتي في سياق آلية التعاون الثلاثي والتنسيق والتداول المستمر "حول قضايا تخص البلدان الثلاث وأيضاً قضايا تخص المنطقة والعالم".
وأضاف أنه "وفي الفترة الحالية وفي هذه المرحلة نواجه جميعاً تحديات كبيرة وعديدة، وبعد التحدي الكوني في مواجهة فيروس كورونا، بدأنا نتحدى أيضاً تحدي ليس أقل خطراً من مرض كورونا وهو تحدي الحرب".
وأضاف بأن "الحرب الروسية-الأوكرانية جغرافياً لها علاقة بأوروبا، ولكن أبعاد هذه الحرب تؤثر على الكثير من الدول والعديد من المجتمعات ومن ضمنها المجتمعات والدول في هذه المنطقة، فقد تمّ دراسة تأثيرات وابعاد هذه الحرب على الوضع السياسي والوضع الاقتصادي والتضخم الاقتصادي المتواجد في المجتمعات والاسواق وايضا تأثير هذه الحرب على أزمة الطاقة وادارة أزمة الطاقة وارتفاع أسعار الطاقة".
وذكر حسين أن اللقاء تطرق إلى مجموعة من القضايا التي تخص المنطقة، وفي كيفية العمل المشترك في مواجهة التحديات التي تحتاج الى العمل والتخطيط والتنظيم المشترك في الإطار الثلاثي، وأضاف "تحدثنا عن العلاقات، والاجتماعات الأخيرة بين الوزارات القطاعية، وتحديد النتائج التي وصلت إليها هذه الاجتماعات. حيث أن هناك تطور مستمر ونتائج ملموسة للعلاقات الثنائية بين البلدان".
ومن جانبه، أكد وزير الخارجية المصري بأن هذه فرصة سانحة للتأكيد مُجدداً على التوجيهات لدى قيادات البلدان الثلاثة والعلاقات السياسية القوية التي تربطها لتعزيز هذا الإطار من التعاون الثلاثي المصري العراقي الأردني خدمةً لمصالح الشعوب الثلاثة على أرضيةٍ راسخةٍ من التاريخ المشترك، والحضارة والعلاقات المتينة التي تربط البلدان على المستوى الشعبي، إضافة إلى العلاقات الطويلة التي تربط المؤسسات في الدول الثلاثة.
وذكر شكري بأن "الهدف منذ انشاء الإطار الثلاثي هو دعم العراق، ودعم استقراره، والحفاظ على سيادته للارتقاء به بعد سنوات من التحديات"، مهنئاً العراق وشعبه على الإنجازات التي تمت في مواجهة الإرهاب والنجاح في التغلب على هذا التحدي واستمرار العمل الدؤوب لرفعة العراق واستعادتها الكاملة لوضعيتها الإقليمية والدولية.
وفيما يخص التحديات التي تواجه المنطقة، ذكر وزير الخارجية المصري أنه يتم العمل معا "لتكوين رؤية موحدة لكيفية التعامل مع هذه التحديات والتغلب عليها"، مشيراً إلى العمل في إطار تعزيز الآليات والتباحث حول الإنجازات المتحققة في إطار التعاون الثلاثي في القطاعات المختلفة، وتشكيل الآلية للتنسيق، و"إيجاد فرص ومجالات جديدة من التعاون تعزز من هذه العلاقة والفوائد العائدة على شعوب البلدان الثلاثة".
وأعرب شكري عن تطلعه إلى استمرار العمل والتنسيق وتعزيز الأمن القومي العربي ليس فقط من خلال إطار آلية التعاون الثلاثي بل أيضاً من خلال جامعة الدول العربية، والتنسيق الوثيق ما بين الدول انطلاقاً من الحفاظ على مستقبل شعوبها، والتطلع الى الارتقاء بالعلاقات الى مستويات تتواكب مع تطلعات شعوبها والشعوب العربية بصفة عامة.
المملكة