قال النائب العام الفلسطيني المستشار أكرم الخطيب، الخميس، إن جنديا من جيش الاحتلال الإسرائيلي أطلق الرصاص بشكل مباشر على شيرين أبو عاقلة من جهة رأسها اليسرى.
وأوضح النائب العام الفلسطيني، في مؤتمر صحفي، أن كل أركان وعناصر الحادثة تؤكد "جريمة القتل العمد لـشيرين أبو عاقلة"، وهي جريمة حرب وفق المعايير الدولية.
"ثبت بشكل قاطع أن استهداف شيرين أبو عاقلة من قبل الاحتلال جاء بشكل مباشر ومتعمّد"، وفق النائب العام.
وسلّم النائب العام الفلسطيني ملف التحقيق الخاص باغتيال شيرين أبو عاقلة للرئيس الفلسطيني محمود عباس، الخميس.
وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن التقرير يتهم إسرائيل بشكل مباشر بقتل شيرين.
وأوضح الخطيب أن النيابة العامة انتقلت مباشرة إلى مستشفى ابن سينا برفقة فريق من الطب العدلي والأدلة الجنائية لإجراء الكشف الظاهري على الجثمان، وتقرر حينها إحالة الجثمان إلى معهد الطب الشرعي في مستشفى جامعة النجاح الوطنية لإجراء عملية التشريح من قبل فريق متخصص في الطب الشرعي وإعداد تقرير مفصل بالنتائج لغايات الوقوف على السبب المباشر للوفاة وظروفها وطبيعتها.
وكُلف خبراء الأدلة الجنائية في الشرطة الفلسطينية بمعاينة مسرح الجريمة وسماع شهود الواقعة المتواجدين في مسرح الجريمة عند وقوعها، ورصد وتحليل مقاطع فيديو التي وثقت الجريمة، وإحالة المقذوف الناري المستخرج من الجثمان والخوذة والسترة الواقية التي كانت الشهيدة ترتديها إلى مختبر الأدلة الجنائية لإجراء الخبرة الفنية اللازمة لإعداد تقرير فني.
وخلصت نتائج التحقيقات، إلى أنه في صباح الأربعاء 11 أيار/مايو ما بين الساعة السادسة صباحا إلى السادسة والنصف صباحا وأثناء تواجد صحفيين من ضمنهم الشهيدة أبو عاقلة بالقرب من دوار العودة في مدينة جنين للتغطية الصحفية للعملية العسكرية لقوات الاحتلال الإسرائيلي في منطقة مخيم جنين، وكان جميع الصحفيين يرتدون زي الصحافة المتعارف عليه دوليا ومحليا والمتمثل بخوذة الرأس و السترة الواقية والتي تحمل علامات واضحة تشير إلى هوية الصحافة والمتمثلة بكلمة press باللغة الإنجليزية، وكانوا يقفون بمكان معروف للكافة بكونه مكانا لتجمع الصحفيين وفي الجهة المقابلة لهم و على بعد حوالي 200 متر في الطريق الفرعي المؤدي إلى المخيم الجديد و منطقة الجبريات كانت تتمركز قوة من جيش الاحتلال الإسرائيلي وفي منتصف الشارع.
وكان الشارع الفرعي الذي تقف فيه في وسطه قوة إسرائيلية ولم يكن هناك ما يعيق الرؤية لتلك القوة.
ومكث الصحفيون فترة من الوقت على مدخل الطريق الفرعي المذكور، مما يؤكد رؤية قوة الاحتلال للصحفيين بشكل جلي.
وبعد أن اتبع 4 صحفيين الإجراءات المتعارف عليها في التغطية الميدانية، بأن قاموا بالكشف وإظهار أنفسهم وبلباسهم الصحفي لقوات الاحتلال بدأوا بالتقدم في الشارع الفرعي مسافة أمتار قليلة ولم يصدر عن قوات الاحتلال أي إشارة تفيد بعدم الاقتراب أو التراجع، ومباشرة بدأت قوات الاحتلال المتمركزة في وسط الشارع بإطلاق الأعيرة النارية باتجاههم الأمر الذي دفع الصحفيين للانسحاب من المكان ومحاولة الاحتماء، وأثناء ذلك أصيب الصحفي علي سمودي برصاصة مباشرة في الجهة العليا اليسرى من الظهر.
وبعد إصابة السمودي استمر جنود الاحتلال باستهداف الصحفيين رغم محاولتهم الهروب من المكان حيث كان إطلاق النار بشكل متقطع ومباشر.
وثبت قيام أحد أفراد جيش الاحتلال الإسرائيلي المتمركز في منتصف الشارع الفرعي بإطلاق عيار ناري أصاب الصحفية الشهيدة شرين أبو عاقلة بشكل مباشر في الرأس من الجهة الخلفية اليسرى أثناء محاولتها الهرب من الطلقات النارية المتتالية التي أطلقها جنود الاحتلال، وهذا ما أكده تقرير الطب الشرعي من أن سبب الوفاة هو تهتك مادة الدماغ الناجمة عن الإصابة بمقذوف ناري في الرأس من الجهة اليسرى إلى اليمين، وبمسار من الأسفل إلى الأعلى، ومن الخلف إلى الأمام بما يفيد أن الشهيدة أبو عاقلة كانت بوضعية هروب وانحناء إلى الأمام وتبين ذلك من خلال جرح المدخل ومسار المقذوف الناري الذي ارتطم بعد خروجه من الجمجمة بالجدار الداخلي لخوذة الرأس وارتد ليستقر داخل أنسجة الدماغ المتهتكة أسفل جرح المخرج .
وتوصل التقرير بناء على حجم التهتك الواسع والكسور المتعددة لعظمة الجمجمة، إلى أن المقذوف الناري الذي قتل الشهيدة من المقذوفات النارية ذات السرعة العالية.
وتبين من خلال التقرير الفني الخاص بفحص المقذوف الناري المستخرج من رأس الشهيدة وخوذة الرأس ومعاينة مسرح الجريمة، تبين أن المقذوف الناري الذي أصاب رأس الشهيدة ابو عاقلة وقتلها يحتوي في مقدمته على جزء حديدي خارق للدروع ومرمز باللون الأخضر ووفقا للمعايير المعتمدة لذخيرة حلف شمال الأطلسي فهذه الذخيرة خارقة للدروع.
وأشار التقرير إلى أن المقذوف الناري على الرغم من كونه خارق للدروع لم يخترق جدار الخوذة وذلك نظرا لتغير الوسط بعد اصطدامه بعظام الجمجمة حيث بدأ المقذوف بتغيير حركته الكلاسيكية مما أدى إلى خروجه بوضعية مختلفة عن دخوله وهذا ثابت من العلامات الموجودة على المقذوف والخوذة وكذلك من اختلاف قياسات جرح المدخل عن جرح المخرج.
وتبين من فحص المقذوف الناري أنه من عيار 5.56 ملمتر ويحمل علامة وخصائص عامة وفردية تتطابق مع العلامات العامة لسلاح من نوع "مني فورتي روجر" وهو سلاح نصف آلي قناص.
وتبين أن المقذوف الناري أصاب رأس الشهيدة بشكل مباشر ولم يصطدم بأي جسم صلب آخر قبل إصابة رأس الشهيدة أبو عاقلة، كما تبين أن مصدر إطلاق النار كان بشكل مباشر من الناحية الجنوبية لمكان وقوف الشهيدة أبو عاقلة ومن معها من الصحفيين، أي من مكان تمركز قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي ومن نقطة ثابتة في منتصف الشارع بين 170 و180 متر.
وتبين أيضا أن آثار إطلاق النار الموجودة على جذع الشجرة في مسرح الجريمة كانت متركزة ومتلاصقة جميعها وبتتبع مساراتها تبين أنها أطلقت من موقع نقطة واحدة وهو نفس موقع مطلق النار على الشهيدة، كما أن ارتفاع آثار المقذوفات النارية الموجودة على الشجرة المذكورة كانت بارتفاعات أقلها 127 سم وأكثرها 178 سم عن الأرض، مما يدلل على أن مطلق النار كان يستهدف الأجزاء العلوية للجسم مما يؤكد نية القتل.
واعتمادا على مجمل التحقيقات والأدلة المادية و البينات الشفوية والتقارير الفنية، أعلن النائب العام أنه ثبت وبشكل قاطع أن استهداف الشهيدة أبو عاقلة ومجموعة الصحفيين الذي كانوا برفقته من قبل قوات جيش الاحتلال جاء "بشكل مباشر ومتعمد وذلك ثابت من نوع السلاح المستخدم مني فورتي روجر ونوع الذخيرة الخارق للدروع، ومسافة إطلاق النار التي تتراوح بين 170 و180 متر من مكان تواجد الشهيدة أبو عاقلة في مكان مفتوح دون أي عوائق للرؤية، وكذلك طبيعة و مكان الإصابة في الرأس من الخلف بوضعية الهروب بالإضافة إلى أنها كانت ترتدي زي الصحافة بشكل واضح وجلي لقوات جيش الاحتلال.
وتشكل الوقائع المرتكبة من قبل قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي والمثبتة بالأدلة الدامغة أركان وعناصر جريمة القتل الواقعة على الصحفية الشهيدة شرين أبو عاقلة، وأركان وعناصر جريمة الشروع بالقتل العمد الواقعة على الصحفي علي سمودي وباقي الصحفيين المرافقين لها وذلك وفقا للقوانين الوطنية السارية، وتشكل في الوقت ذاته جريمة حرب وفقا للمواثيق والمعايير الدولية.
المملكة