واصل جلالة الملك عبدالله الثاني، خلال وجوده في فرانكفورت الألمانية لإجراء عملية جراحية لمعالجة انزلاق غضروفي (ديسك) في منطقة العمود الفقري الصدري، أعماله ومتابعة القضايا المحلية والدولية.
وتصدرت القضية الفلسطينية، والأوضاع في المسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة أولويات جلالة الملك، حيث تابع التصعيد الإسرائيلي في المسجد الأقصى.
وخلال ترؤسه اجتماعا عبر تقنية الاتصال المرئي بشأن التطورات الأخيرة في القدس، أكد جلالة الملك الأحد، ضرورة احترام إسرائيل للوضع التاريخي والقانوني القائم في الحرم القدسي الشريف/ المسجد الأقصى المبارك، ووقف جميع الإجراءات اللاشرعية والاستفزازية التي تخرق هذا الوضع وتدفع باتجاه المزيد من التأزيم.
ووجه جلالته الحكومة، إلى الاستمرار في اتصالاتها وجهودها الإقليمية والدولية لوقف الخطوات الإسرائيلية التصعيدية وبلورة موقف دولي ضاغط ومؤثر لتحقيق ذلك.
وشدد جلالة الملك على أن الحفاظ على التهدئة الشاملة يتطلب احترام إسرائيل للوضع التاريخي والقانوني في الحرم القدسي الشريف/ المسجد الأقصى المبارك، وإيجاد أفق سياسي حقيقي يضمن تلبية جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق على أساس حل الدولتين.
وأكد جلالته أن حماية القدس ومقدساتها ستبقى أولوية أردنية، موجها الحكومة إلى الاستمرار في تكريس كل الإمكانات اللازمة من أجل الحفاظ عليها، وعلى الوضع التاريخي والقانوني القائم، وعلى هويتها العربية الإسلامية والمسيحية.
"تكثيف الاتصالات الدولية"
جلالة الملك، بحث الاثنين، هاتفياً مع عدد من القادة العرب، ومسؤولين أممين وأوروبي، آخر التطورات على الساحة الفلسطينية، والانتهاكات الخطيرة التي حصلت في القدس الشريف أخيراً.
فقد بحث جلالته التصعيد الإسرائيلي في القدس، مع جلالة الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية، رئيس لجنة القدس، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وسمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، وسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وتم الاتفاق، خلال الاتصالات التي جرت كل منها على حدة، على ضرورة مواصلة التنسيق والعمل على جميع الصعد وبذل كل الجهود إقليمياً ودولياً لوقف التصعيد الإسرائيلي الخطير بالقدس الشريف، ووقف الاعتداءات الإسرائيلية على المدينة ومقدساتها وأهلها، وإيجاد أفق سياسي يضمن تلبية جميع الحقوق المشروعة للأشقاء الفلسطينيين على أساس حل الدولتين.
وأكد جلالة الملك، خلال الاتصالات، ضرورة وقف جميع الإجراءات الإسرائيلية اللاشرعية والاستفزازية التي تخرق الوضع التاريخي والقانوني القائم في الحرم القدسي الشريف/ المسجد الأقصى المبارك، والتي ستؤدي إلى تقويض فرص تحقيق السلام، وتدفع باتجاه مزيد من التأزيم.
وشدد جلالته على أن حماية القدس ومقدساتها ستبقى أولوية أردنية، وستواصل المملكة بذل كل الجهود لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس، من منطلق الوصاية الهاشمية على هذه المقدسات.
وبين جلالة الملك أن الحفاظ على التهدئة الشاملة يتطلب احترام إسرائيل للوضع التاريخي والقانوني القائم في الحرم القدسي الشريف/ المسجد الأقصى المبارك.
وتناولت الاتصالات العلاقات الثنائية، وسبل تعزيزها في المجالات كافة.
كما بحث جلالة الملك، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، آخر التطورات على الساحة الفلسطينية وانعكاساتها السلبية على السلم والأمن في المنطقة والعالم.
وحذر جلالته من الإجراءات الإسرائيلية أحادية الجانب في الأراضي الفلسطينية، والتي من شأنها تقويض حل الدولتين وفرص تحقيق السلام الشامل، معرباً عن رفضه التام المساس بالوضع التاريخي والقانوني القائم بالقدس الشريف.
وأكد جلالة الملك أن أي محاولات للتقسيم الزماني والمكاني للحرم القدسي الشريف هو أمر مدان ومرفوض، لافتا جلالته إلى أهمية حماية المصلين وعدم فرض أي إجراءات من شأنها إعاقتهم من الوصول إلى المسجد أو استفزازهم، خاصة في شهر رمضان المبارك.
وبحث جلالة الملك خلال اتصالين هاتفيين مع جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، آخر التطورات على الساحة الفلسطينية، والتصعيد الإسرائيلي بالقدس.
وتم التأكيد، خلال الاتصالين، على ضرورة مواصلة التنسيق والعمل على الصعد كافة لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على مدينة القدس ومقدساتها، وتكثيف المساعي لتحقيق السلام العادل والشامل الذي يلبي الحقوق المشروعة للأشقاء الفلسطينيين على أساس حل الدولتين.
كما جرى التأكيد على أهمية تكثيف جهود التهدئة ووقف التصعيد في القدس واحترام حقوق المصلين في ممارسة شعائرهم الدينية في المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف.
وجدد جلالة الملك التأكيد، خلال الاتصالين، على ضرورة تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته في الوقوف بوجه الممارسات الإسرائيلية اللاشرعية في القدس، مشددا على ضرورة عدم المساس بالوضع التاريخي والقانوني القائم بالحرم القدسي الشريف.
وأعاد جلالته التأكيد على مواصلة الأردن بذل كل الجهود لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس، من منطلق الوصاية الهاشمية على هذه المقدسات.
- إشادة فلسطينية بمواقف الملك -
أشادت فلسطين وثمنت عاليا المواقف الأردنية الشجاعة التي يُعبر عنها جلالة الملك عبدالله الثاني، ورئاسة الوزراء ووزارة الخارجية وشؤون المغتربين، والبرلمان الأردني والشعب الأردني، في الدفاع عن القدس والمقدسات المسيحية والإسلامية وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك، في وجه ما تتعرض له القدس ومقدساتها من عملية أسرلة وتهويد متواصلة وعدوان احتلالي مستمر ومتصاعد ضد المسجد الأقصى المبارك والمصلين والمعتكفين فيه، بما في ذلك محاولات دولة الاحتلال تكريس التقسيم الزماني للمسجد على طريق تقسيمه مكانيا.
وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان صحفي، إن "دولة فلسطين وشعبها يقدرون عاليا الحراك السياسي والدبلوماسي الذي يقوده جلالة الملك عبدالله الثاني لفضح العدوان الإسرائيلي على المسجد الأقصى وما يرافقه من اقتحامات وانتهاكات واعتداءات وعمليات قمع وتنكيل بحق المصلين والمعتكفين بمن فيهم النساء والأطفال وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، وعمليات تفريغ المسجد من المصلين والمعتكفين لتسهيل الاقتحامات الاستفزازية، وتحذيره من التداعيات الخطيرة لذلك على ساحة الصراع والمنطقة برمتها خاصة محاولات إسرائيل استبدال الطابع السياسي للصراع بالحرب الدينية، حيث أجرى جلالته سلسلة طويلة من الاتصالات مع عديد المسؤولين في الإقليم والعالم وعلى مستوى الأمم المتحدة لحشد أوسع ضغط ممكن على دولة الاحتلال لوقف انتهاكاتها وعدوانها ضد القدس ومقدساتها، في ترجمة عملية صادقة للأبعاد والمعاني السامية للوصاية الأردنية الهاشمية على القدس ومقدساتها".
وأكدت فلسطين أن الموقف الأردني الشجاع يُمثل طليعة الموقف العربي والإسلامي في مواجهة التغول الإسرائيلي على القدس، وانحيازا أردنيا مستمرا للحق الفلسطيني والقانون الدولي والشرعية الدولية وقراراتها.
المملكة