أُصيب أكثر من 150 فلسطينيا، بينهم إصابتان خطيرتان، بفعل اعتداء شرطة الاحتلال الإسرائيلي التي اقتحمت المسجد الأقصى فجر الجمعة، وتُحاصر حاليا مصلين في المسجد القبلي ومسجد قبة الصخرة.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني، إن عددا قليلا من الإصابات عُولج ميدانيا بينما نقلت غالبية الإصابات إلى مستشفى المقاصد لتلقي العلاج.
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي نحو 300 مصل من داخل باحات المسجد الأقصى خاصة المصلى القبلي، وفق تلفزيون فلسطين الرسمي.
وأوضح أن الإصابات كانت بسبب الرصاص المعدني المغطى بالمطاط وقنابل الصوت والاعتداء بالضرب.
واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، المسجد القبلي، وفق مراسلة "المملكة" التي أشارت إلى تجمع عدد كبير من المستوطنين في منطقة باب المغاربة.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" بأن العشرات من أفراد شرطة الاحتلال الإسرائيلي اقتحموا المصلى القبلي بعد أن أمطروا من في داخله بقنابل الغاز، واعتدوا على المرابطين بالضرب المبرح واعتقلوا العشرات منهم.
وقال المدير العام لدائرة الأوقاف الإسلامية في القدس وشؤون المسجد الأقصى عزام الخطيب لـ "المملكة"، إن شرطة الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت المسجد الأقصى واعتدت على المعتكفين داخل الحرم الشريف فجر الجمعة.
وأوضح الخطيب أن "أفراد شرطة الاحتلال الإسرائيلي استخدموا الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي في الاعتداء على المعتكفين في الحرم القدسي والمسجد القبلي تحديدا".
وقالت مراسلة "المملكة" إن قوات الاحتلال الإسرائيلي تغلق مداخل وأبواب المسجد الأقصى كافة باستثناء باب حطة.
ووصف الخطيب الوضع في الحرم القدسي "بالخطير جدا"، مشيرا إلى وقوع إصابات بين صفوف المعتكفين.
وتحدث مدير المسجد الأقصى عمر الكسواني لـ "المملكة"، عن حصار شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمصلين في مسجد قبة الصخرة والمسجد القبلي.
وأُصيب حارسان للمسجد الأقصى الأول حسام سدر وأصيب بعينه، والآخر فايز عطون أُصيب في ظهره وقدمه، وهناك إصابات بين النساء المتواجدات في الحرم، وفق الكسواني الذي أشار لوجود اعتقال عدد "كبير" من الشبان.
واستخدمت قنابل الغاز والصوت والرصاص المطاطي في المسجد القبلي ومسجد قبة الصخرة وفي الساحات، بحسب الكسواني الذي أشار إلى تواجد 24 حارسا فقط عند الاقتحام، وعدم السماح لحراس الفترة الصباحية بالدخول للحرم.
وأفاد الهلال الأحمر في القدس بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتدت على طواقم الإسعاف التابعة لها بالضرب داخل باحات المسجد الأقصى.
وقال شهود عيان، لوكالة الأنباء الفلسطينية، إن عددا من جنود الاحتلال اعتلوا أسطح المباني قرب باب السلسلة في محيط المسجد الأقصى.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني في القدس المحتلة، إنه تلقى "بلاغا بوجود عدد من الإصابات خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في المسجد الأقصى".
وأضاف الهلال الأحمر في بيان أنه استنفر كل طواقم الإسعاف التابعة له في القدس.
وأشارت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) إلى أن قوات الاحتلال لاحقت المصلين واعتدت عليهم بالضرب وأخلت معظمهم من باحات الأقصى، وأغلقت كافة البوابات المؤدية إليه، باستثناء باب حطه، ولفتت إلى أن قوات الاحتلال أطلقت قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع داخل المسجد القبلي، ما أدى إلى إلحاق أضرار مادية فيه وتحطم بعض نوافذه.
وكانت قوات الاحتلال هاجمت المسعفين والطواقم الصحفية ولاحقتهم في باحات المسجد الأقصى، واعتدت على عدد منهم بالضرب.
محاولات اقتحام من المتطرفين
مدير المسجد الأقصى عمر الكسواني، قال لـ "المملكة"، الخميس، إن شرطة الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت 8 يهود متطرفين بحوزتهم قرابين (خرفان صغيرة) قبل الدخول للمسجد الأقصى.
وذكر أن أحد المعتقلين هو نجل عضو الكنيست الإسرائيلي السابق، الحاخام المتطرف يهودا غليك.
وصدرت دعوات من حاخامات اليمين المتطرف وتعهدات من قادة جماعات "الهيكل" بإدخال "قربان الفصح" إلى المسجد الأقصى مساء يوم الجمعة.
وأوضح الكسواني أن حراس المسجد الأقصى تمكنوا من منع 3 يهود متنكرين وبأيديهم مسابح من دخول المسجد، أحدهم مُنع عند باب القطانين، واثنان عند باب المجلس، وعادت شرطة الاحتلال وأخذتهم من البوابتين، حيث لم يظهر بحوزة المستوطنين الثلاثة ما يتعلق بـ "قربان الفصح".
ودعت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس إلى شد الرحال إلى المسجد الأقصى يوم الجمعة والحضور بكثافة، وفق الكسواني الذي اعتبر أن الحضور الكثيف في المسجد الأقصى سيُفشل تلك المخططات.
وحمل الكسواني شرطة الاحتلال الإسرائيلي تبعات تنفيذ الطقوس المرتبطة بقربان الفصح داخل المسجد الأقصى.
وأدانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين، الأربعاء، دعوات المتطرفين المُحرِّضة على تكثيف اقتحامات المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القُدسيّ الشريف، وحذّرت من السماح لهم من القيام بممارسات تنتهك حرمة المسجد الأقصى المبارك باعتباره مكان عبادة خالصا للمسلمين.
وكانت الرئاسة الفلسطينية قالت، الثلاثاء، إن التهديد باقتحام المسجد الأقصى المبارك لذبح القرابين من قبل المتطرفين اليهود بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي، إلى جانب التهديد بنشر المزيد من قوات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية، سيؤدي إلى تصعيد خطير لا يمكن السيطرة عليه.
المملكة + وفا