ترأس نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي ونظيرته السويدية آن ليندي، الثلاثاء، أعمال المؤتمر الوزاري الدولي لدعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، الذي ينعقد في بروكسل، لحشد "الدعم السياسي والمالي المستدام للوكالة"، بمشاركة واسعة من ممثلي الدول والمنظمات الإقليمية والدولية.
وبحسب وزارة الخارجية فقد "بذل الأردن جهودا دولية حثيثة منذ العام 2018 لسد فجوة العجز المالي في ميزانية أونروا"، وقالت إن "الأردن تمكن وبالشراكة مع السويد، ومن خلال حشد الدعم الدولي، من تقليص العجز في السنوات السابقة من 446 مليون دولار إلى 100مليون دولار وحتى يومنا هذا".
وبلغ حجم التعهدات في مؤتمر روما 122 مليون دولار، كما وصل حجم التعهدات في العام 2020 إلى 130مليون دولار وفق ما أكدت الوزارة.
وشارك 29 وزيراً للخارجية ووزراء دولة ونواب للوزراء، وممثل عن 61 دولةً ومنظمةً دوليةً في المؤتمر الوزاري الدولي لدعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأنروا) والذي نظمته الأردن والسويد لحشد الدعم السياسي والمالي لوكالة (الأنروا).
وتحدّث بالمؤتمر الوزاري الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حول الدور الأساسي الذي تلعبه الوكالة في حياة أجيالٍ من اللاجئين الفلسطينيين، ودورها المحوري في تعزيز الاستقرار الإقليمي، مشدداً على أنه وبالرغم من موافقة الدول على التكليف الأممي الممنوح للأنروا إلا أنها لا تزال تواجه أزمة وجودية، داعياً إلى ضرورة تقديم التمويل الكافي والمستدام الذي يمكن التنبؤ به لتمكينها من تقديم خدماتها الحيوية للاجئين الفلسطينيين، ولسد فجوة التمويل بصورة فورية، قائلا "الاستثمار في الأونروا هو استثمار في السلام والأمل".
وفي كلمة افتتاحية في المؤتمر، أكد الصفدي ضرورة استمرار المجتمع الدولي في توفير الدعم المالي اللازم للوكالة حتى تتمكن من تقديم خدماتها الحيوية للاجئين.
وقال الصفدي إن الانروا تتعرض لعجزٍ مالي وصل إلى100 مليون دولار أميركي لهذا العام، مشدداً على ضرورة دعم الوكالة لتتمكن من تقديم خدماتها لأكثر من خمسة ملايين لاجيء فلسطيني وتوفير حياة كريمة لهم ولموظفي الأنروا الذين يعولون على رواتبهم الشهرية للعيش بكرامة.
كما شدد الصفدي على ضرورة ضمان حق أكثر من خمسمائة ألف طفلاً فلسطينياً في التعليم، وحق اللاجئين في الخدمات الصحية حقوق غير قابلة للتصرف، وإن دور الوكالة لا غنى عنه وعامل استقرار في المنطقة.
ورفض الصفدي الطروحات التي كانت استهدفت الأنروا، وزعمت استحالة إدامتها بسبب نقص التمويل. وشدد على أن إدامة عمل الأنروا هو مسؤولية يجب تحملها عبر آلية تضمن مبدأ تقاسم الأعباء.
وثمن الصفدي قرار الولايات المتحدة الأميركية التي استأنفت مساعداتها للوكالة، وقدمت حوالي ٣١٨ مليون دولاراً أمريكياً لها هذا العام. وشدد على ضرورة وجود موازنات طويلة الأمد ومتعددة السنوات لتمكينها من تقديم خدماتها الحيوية وفقاً لتكليفها الأممي.
وقال الصفدي أنه يجب ان تستمر الوكالة في تقديم خدماتها إلى حين حل قضية اللاجئين وفق القانون الدولي، وفي سياق حلٍ شاملٍ على أساس حل الدولتين الذي يُجسد قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران ١٩٦٧ لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل.
وفي مداخلة ختامية في المؤتمر، أكد الصفدي أن المملكة التي تمثل الداعم الأكبر للوكالة وللاجئين الفلسطينين، ستظل تعمل مع الشركاء ومع الوكالة لضمان استمرار تقديم التمويل اللازم للوكالة وسد العجز في موازناتها.
وقال الصفدي أن دعم الأنروا هو دعم لحق اللاجئين في الحياة الكريمة، مؤكداً أن الوكالة التي تعمل في ظروف صعبة أثبتت مركزية دورها واستحالة الاستغناء عن الخدمات التي تقدمها بفاعلية وكفاءة. وأشار الصفدي إلى أن انعقاد هذا المؤتمر والدعم الذي أظهرته الدول المشاركة يؤكد أن المجتمع الدولي يدعم الوكالة ويرسل رسالة للاجئين بأن المجتمع الدولي يقف معهم ومع حقوقهم ولن يتخلى عنهم.
وشكر الصفدي وزيرة خارجية السويد على شراكتها المؤثرة والراسخة في جهود دعم الوكالة، وثمن تواجدها في المؤتمر الذي نُظم بشراكة مع السويد رغم أن الحكومة السويدية الآن هي حكومة تصريف أعمال.
كما شكر الصفدي المفوض العام للوكالة وزملائه في الأنروا على جهودهم.
وبدورها عبّرت وزيرة الخارجية السويدية عن تقديرها لجهود الوكالة في هذه الظروف الصعبة، مشددة على أن مؤتمر اليوم يوفر فرصةً لتجديد التضامن مع اللاجئين الفلسطينيين وتفويضها الدولي ودورها الأساسي الذي لا غنى عنه. كما أكدت على ضرورة الاستمرار في دعم الأنروا إلى حين إيجاد تسوية لقضية اللاجئين. لافتةً إلى أهمية مواكبة الدعم السياسي للوكالة مع الدعم المالي التي تعد في أمس الحاجة للمزيد منه، ويمكنها من القيام بالحد الأدنى من عملياتها في مناطق عملها. وفي هذا السياق أكدت ليندا الحاجة لتوفير موازنة مستدامة ومستقرة للوكالة.
ومن جانبه، شكر المفوض العام لوكالة الأنروا فيليب لازاريني الصفدي وليندا على تنظيم عقد هذا المؤتمر، مشدداً على أن رؤية الأنروا تستند إلى الالتزام بأن "لا يتخلف أي لاجئ فلسطيني عن الركب"، وأن "تستمر خدمات الأنروا في مرافقة جميع اللاجئين في رحلتهم التحولية نحو الاعتماد على الذات".
وذكر لازاريني بأن التحديات المالية والسياسية ذات الطابع الوجودي تعمل ضد هذه الرؤية، وإذ لم يتم معالجة هذه التحديات بشكل حاسم، فمن شأنها خلق فراغ وكارثة إنسانية لا تستطيع هذه المنطقة تحمل تبعاتها. داعياًِ إلى ضرورة دعم الأنروا بما قيمته ١٠٠ مليون دولارا أمريكي لإعادة الأنروا وطواقمها للعمل بكامل قدراتها.
ووفقاً للمفوض العام فقد تمكن المؤتمر من الحصول على تعهدات من الدول وصلت إلى ٣٨ مليون دولار أمريكي.
ويعتبر هذا المؤتمر هو الثالث في سلسلة المؤتمرات التي عقدت بتنظيمٍ أردنيٍ سويديٍ منذ مؤتمر روما الذي انعقد في العام ٢٠١٨ مستهدفاً حشد الدعم الدولي السياسي والمالي اللازمين للوكالة وتخفيض العجز المالي الذي واجهته، مما أثمر عن سد العجز المالي غير المسبوق الذي واجهته بقيمة تعهدات بلغت ١٢٢ مليون دولار.
كما عُقد المؤتمر الوزاري الدولي للمانحين للوكالة خلال شهر حزيران للعام ٢٠٢٠ وبمشاركة ما يزيد عن خمسين دولة وممثلين عن المنظمات الدولية والاقليمية وتم خلاله حشد دعم بقيمة ١٣٠ مليون دولار للمساهمة في تمكين الوكالة من تقديم خدماتها الحيوية للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس وفقاً لتكليفها الأممي، والعمل جارٍ على تخفيض العجز المالي الذي تواجهه الوكالة، وضمان تعهدات طويلة الأمد وتحديد مصادر تمويل إضافية ومبتكرة.
وصدر عن المؤتمر بيان مشترك لرئيسيّ المؤتمر الأردن والسويد أكد على الدور الأساسي للأنروا في دعم اللاجئين الفلسطينيين، وتعزيز الاستقرار في المنطقة، وضرورة تميكنها لمواصلة العمل للاستجابة لاحتياجات هؤلاء اللاجئين.
وأعرب المشاركون فيه عن قلقهم العميق من أن الوكالة لا تزال تواجه نقصاً متكرراً وكارثياً في التمويل. كما استعرض البيان خطط الأنروا لضمان عمل فاعل وكفوء في تنفيذ مهامها وفقاً للولاية المناطة بها من الأمم المتحدة، والتي ستسهم في العمل على استراتيجية الوكالة المقبلة متعددة السنوات والتي سيتم الانتهاء منها في عام ٢٠٢٢. وأعرب المشاركون عن دعمهم القوي لهذه الخطط، ويشمل ذلك الاستفادة من الفرص التي توفرها تكنولوجيا المعلومات والاستفادة من الدروس المستفادة من تجربة التعامل مع جائحة كوفيد- ١٩.
كما أتاح المؤتمر فرصة لإعادة التأكيد على أهمية الأونروا وموظفيها في دعم قيم الأمم المتحدة والمبادئ الإنسانية. وجددت الأونروا التزامها الراسخ بهذه القيم والمبادئ، وعملها المستمر لضمان انعكاس ذلك في عملياتها.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية، هيثم أبو الفول، إن الأردن يؤكد "ضرورة استمرار المجتمع الدولي في توفير الدعم الكافي اللازم للوكالة لتتمكن في الاستمرار من تقديم خدماتها الحيوية والمهمة لأكثر أكثر من 5 مليون لاجئ فلسطيني في مجالات مختلفة منها الصحية والتعليمية والاغاثية، ووفق تكليفها الأممي".
وأشار أبو الفول لـ "المملكة"، إلى أن الأردن يؤكد من خلال المؤتمر "أهمية تفعيل مبدأ تقاسم الأعباء" خاصة أن "أونروا تتعرض لعجز مالي يقدر بـ 100 مليون دولار هذا العام، ولا بد من دعمها ودعم العاملين فيها ودعم الخدمات الحيوية التي تقدمها".
وعبر أبو الفول عن أمله في "التوافق على آليات تمويل طويلة المدى ومستدامة تحول دون انقطاع أي خدمات أساسية وحيوية توفرها الوكالة".
"مؤتمر اليوم يوفر منبرا ومنصة للمشاركين لتقديم التعهدات بالدعم السياسي والمالي للوكالة لاتخاذ خطوات فعالة نحو تحقيق تمويل كافي ومستدام للوكالة ولتوسيع قاعدة المانحين" بحسب أبو الفول.
وتحدث عن "تحضير جيد للمؤتمر" مشيرا إلى "حراك دبلوماسي ونشاطات مستمر لوزير الخارجية (أيمن الصفدي) خلال الأشهر الماضية" خاصة "الاجتماع في نيويورك في أيلول/سبتمبر الماضي للإعداد الجيد لهذا المؤتمر بحيث أن تكون نتائجه ملبية للطموحات".
وقبيل المؤتمر، أجرى الصفدي ونظيرته السويدية آن ليندي والمفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فيليب لازاريني، اجتماعا ثلاثيا.
يُعقد المؤتمر الدولي لدعم "أونروا" بمشاركة 60 دولة ومنظمة دولية من بينها الولايات المتحدة، وسط معاناة الوكالة من عجز مالي متكرر وصل حاليا لأكثر من 100 مليون دولار.
مديرة الاتصالات الاستراتيجية في أونروا والناطقة الرسمية تمارا الرفاعي، قالت لـ "المملكة"، إن المؤتمر الذي يعقد على مدار يوم واحد يسعى لتحقيق هدفين، الأول هو حشد موارد لسد الفجوة المالية لعام 2021 في ظل الحاجة إلى 100 مليون دولار للشهرين الأخيرين من العام الحالي.
أما الهدف الثاني هو حشد مبالغ مرصودة لأكثر من عام، أي تعهدات متعددة السنوات تمكن الوكالة من التخطيط لمدة 3 سنوات على سبيل المثال من دون الاقتراب من الانهيار كل عام، وفق الرفاعي.
وأكدت الرفاعي مشاركة الولايات المتحدة، من بين 45 دولة، وسيُمثل أكثر من نصف الدول على مستوى وزاري.
جهود أردنية
وشدد جلالة الملك عبدالله الثاني، خلال مجموعة لقاءات في لندن، الشهر الماضي على أهمية الاستمرار في دعم أونروا لتتمكن من الاستمرار في تقديم خدماتها.
وقال الصفدي العام الماضي "لا بديل عن الوكالة ولا تنازل عن ولايتها ولا قبول لأي طرح يحد من قدرتها على القيام بدورها، لأن لذلك تبعات سياسية غير مقبولة وتبعات إنسانية أيضا مرفوضة وغير مقبولة."
وكان الأردن قد نظّم، في العام 2018 في روما بالشراكة مع السويد، مؤتمراً وزارياً دولياً للمانحين لوكالة أونروا، بمشاركة الأمين العام للأمم المتحدة.
وفي نسخته للعام 2020، وبمشاركة أكثر من 50 دولة ومنظمة، عمل الأردن والسويد على حشد الدعم لخفض العجز المالي للوكالة لتستمر بتقديم خدماتها في مناطق عملياتها الخمس.
وتأسست "أونروا" كوكالة تابعة للأمم المتحدة بقرار من الجمعية العامة في عام 1949، وفُوضت بتقديم المساعدة والحماية لنحو 5.7 ملايين لاجئ من فلسطين مسجلين لديها.
وتُقدم "أونروا" المساعدة للاجئي فلسطين في الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، وتشمل خدمات "أونروا" التعليم والرعاية الصحية والإغاثة والخدمات الاجتماعية والبنية التحتية وتحسين المخيمات والحماية والإقراض الصغير.
والتقى الصفدي على أعمال المؤتمر لدعم "أونروا"، مفوض شؤون التوسع وسياسة الجوار بالاتحاد الأوروبي، أوليفر فارهيلي، لبحث أهداف المؤتمر، إضافة إلى استعراض برامج الشراكة الأردنية- الأوروبية وسبل تطويرها، وآخر المستجدات الإقليمية.
وكذلك، التقى الصفدي، وزيرة التنمية البلجيكية، مريم كتير، على هامش أعمال مؤتمر دعم أونروا، لبحث أهداف المؤتمر إضافة إلى سبل تطوير التعاون الثنائي مع بلجيكا، وفي إطار الاتحاد الأوروبي.
المملكة