توفي عبد القدير خان، مهندس البرنامج النووي الباكستاني عن 85 عاما، كما أفادت محطة "بي تي في" التلفزيونية الحكومية الأحد.
وتوفي عالم الذرة الباكستاني الذي يعتبره البعض "بطلا قوميا لأنه جعل بلاده أول قوة نووية إسلامية في العالم"، فيما يعتبره الغرب مسؤولا عن تهريب تكنولوجيا إلى إيران وكوريا الشمالية وليبيا، بعد نقله إلى المستشفى بسبب مشكلات في الرئة.
وكان خان أدخل المستشفى في آب/أغسطس بعدما ثبتت إصابته بكوفيد-19، ثم أعيد إلى المنزل قبل أن تتدهور حالته صباح الأحد، كما أوضحت المحطة.
وكتب الرئيس الباكستاني عارف علوي على تويتر معربا عن "حزن عميق" لوفاة العالم الذي كان يعرفه منذ العام 1982.
وأضاف "لقد ساعدنا في تطوير رادع نووي حيوي لبقاء الأمة، والبلاد لن تنسى أبدا خدماته".
واكتسب خان مكانته كبطل قومي في أيار/مايو 1998 عندما أصبحت جمهورية باكستان الإسلامية رسميا قوة عسكرية ذرية، بفضل اختبارات أجريت بعد أيام قليلة من الاختبارات التي أجرتها الهند.
وبعد ذلك، وجد نفسه في قلب جدل واتهم بتسريب تقنيات لإيران وليبيا وكوريا الشمالية، ووضع قيد الإقامة الجبرية في إسلام أباد منذ العام 2004.
أصيب بسرطان البروستات في العام 2006 وتعافى بعد خضوعه لعملية جراحية.
في العام 2009، قضت محكمة بإنهاء وضعه رهن الإقامة الجبرية. ومنذ ذلك الحين، بقي خاضعا لرقابة شديدة، وكان مجبرا على إبلاغ السلطات بكل تحركاته.
- أفضل رادع -
كان خان الذي ولد في الأول من نيسان/أبريل 1936 في مدينة بوبال الهندية، قبل 11 عاما من التقسيم الدموي للإمبراطورية البريطانية الهندية الذي أدى إلى ولادة باكستان والهند في 14 و15 أغسطس/آب 1947، وراء تطوير برنامج الصواريخ في البلاد.
حصل على شهادة العلوم في جامعة كراتشي عام 1960، ثم تابع دراسة الهندسة المعدنية في برلين قبل استكمال دراساته المتقدمة في هولندا وبلجيكا.
تمثلت مساهمته الحيوية في البرنامج النووي الباكستاني في شراء مخطط لأجهزة الطرد المركزي التي تحول اليورانيوم إلى وقود يستخدم في صنع الأسلحة للمواد الانشطارية النووية.
ووجهت إليه تهمة سرقتها من هولندا أثناء عمله في المجموعة الانكليزية الهولندية الالمانية للهندسة النووية "يورينكو" وإعادتها إلى باكستان عام 1976.
وبعد عودته إلى باكستان، عين رئيس الوزراء وقتها ذو الفقار علي بوتو خان مسؤولا عن مشروع الحكومة الجديد لتخصيب اليورانيوم.
وبحلول العام 1978، قام فريقه بتخصيب اليورانيوم وبحلول العام 1984 كانت البلاد قد أصبحت لديها القدرة على تفجير قنبلة نووية، كما قال خان لاحقا في مقابلة صحافية. وأكّد خان أن الدفاع النووي هو أفضل قوة ردع.
وبعد إجراء إسلام أباد تجارب ذرية في العام 1998 ردا على تجارب قامت بها الهند، أصر خان على أن باكستان "لم ترغب مطلقا في صنع أسلحة نووية. اضطرت للقيام بذلك".
لكن الجدل الذي طال الحياة المهنية لخان لم يؤثر على في شعبيته داخليا على ما يبدو.
فقد سميت العديد من المدارس والجامعات والمعاهد والمستشفيات الخيرية في كل أنحاء باكستان تيمنا باسمه، كما تزين صورته لافتاتها وأدواتها المكتبية ومواقعها الإلكترونية.
أ ف ب