استضاف الأردن، الأربعاء اجتماعا وزاريا ضم الوزراء المعنيين بشؤون الكهرباء في كل من الأردن، سوريا ولبنان، تم خلاله الاتفاق على تزويد لبنان بجزء من احتياجاتها من الطاقة الكهربائية من الأردن عبر الشبكة الكهربائية السورية.

وجرى خلال اجتماع عقد في وزارة الطاقة والثروة المعدنية في عمّان، تقديم خطة عمل وجدول زمني لإعادة تشغيل خط الربط الكهربائي بين الأردن وسوريا وإجراء كافة الدراسات الفنية وإعداد الإتفاقيات اللازمة لتنفيذ عملية التزويد.

وقال وزير الكهرباء السوري غسان الزامل، الأربعاء، إن الحكومة السورية باشرت بإعادة تأهيل خط الربط الكهربائي مع الأردن، وأنهت "جزءا جيدا من هذا الخط".

وأضاف، خلال مؤتمر صحفي مع وزيرة الطاقة والثروة المعدنية هالة زواتي ووزير الطاقة اللبناني وليد فيّاض في عمّان، أن الرئيس السوري بشار الأسد وجه بسرعة تأهيل خط الربط الكهربائي بين الأردن وسوريا وإيصال الكهرباء إلى لبنان.

وأكد الزامل التزام سوريا بالتوافق الذي جرى مع الأردن حول تصدير الكهرباء إلى لبنان.

وأضاف أن "ورشات المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء باشرت بإعادة تأهيل خط الربط الكهربائى الذي دمرته العصابات الإرهابية المسلحة وتأمين المواد اللازمة لذلك بالرغم من الصعوبات التي نعاني منها جراء الحصار الجائر المفروض على الشعب السوري حيث تم تأمين معظم المواد وجاري العمل على تأمين النقص".

وتابع الزامل: "بدأنا بتجميع المعلومات اللازمة عن محطات التوليد لتزويدها للجانب الأردني من أجل إتمام الدراسات الفنية اللازمة والخاصة بالربط التزامني بين الشبكتين السوريه والاردنية والتي تحتاج لمدة ثلاثة أشهر نكون بذلك قد أنهينا إعادة تأهيل خط الربط".

زواتي، قالت الأربعاء، إن "تصدير الكهرباء إلى لبنان سيتم بمجرد انتهاء تأهيل البنية التحتية لخط الربط الكهربائي في سوريا"، موضحة أنه "جرى وضع خارطة طريق واضحة لتصدير الكهرباء إلى لبنان قريبا".

وبينت أن  الاجتماع يهدف بشكل أساس لوضع خطة عمل واضحة محددة وبرنامج زمني لتزويد لبنان بالكهرباء الأردنية عبر الشبكة الكهربائية السورية من خلال إعادة تشغيل خطوط الربط الكهربائية القائمة بين الشبكات الثلاث، لمساعدة اللبنانيين لسد جزء من احتياجاتهم من الطاقة الكهربائية، تنفيذا لتوجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني للوقوف مع الأخوة اللبنانيين ومساندتهم في تجاوز العقبات التي يواجهونها في قطاع الطاقة.

وأكدت الوزيرة أهمية الاجتماع الذي يأتي في إطار التعاون المشترك مع الأشقاء في لبنان وسوريا لدعم المشاريع المشتركة في مجال الطاقة، وبما يحقق مصلحة البلدان الثلاث، كما يأتي الاجتماع في أعقاب اجتماع رباعي ضم الأردن ومصر وسوريا ولبنان لإيصال الغاز المصري إلى لبنان عبر الأردن وسوريا، وبالتالي تخفيض كلف توليد الطاقة الكهربائية في لبنان وضمان استقرارية تزويد الغاز لمحطة دير عمار.

وأشارت إلى أن اجتماعاً فنيا ضم المعنيين في شركات نقل الكهرباء في الدول الثلاث جرى عقد الثلاثاء، للتحضير للاجتماع الوزاري، تم خلاله مراجعة جاهزية شبكات الكهرباء في الدول الثلاث وتحديد المتطلبات الفنية والتجارية اللازمة لإتمام عملية تزويد الكهرباء الأردنية للبنان.

ووفق زواتي، تم أيضا تحديد خطة عمل واضحة وجدول زمني للتنفيذ، وتم تشكيل فرق فنية متخصصة وتم تكليفها بإنجاز الأعمال اللازمة ضمن مدة محددة، وأن يتم رفع النتائج بالخصوص ليتم اعتمادها والعمل بمضمونها، مؤكدة أن خطة العمل ركزت على تأهيل البنية التحتية على الجانب السوري وكذلك جاهزية الأطراف الثلاثة بالاتفاقيات اللازمة لتزويد الكهرباء للبنان.

وزير الطاقة والمياه اللبناني وليد فياض، قال إن اللقاء يؤكد متانة العلاقات مع الأشقاء في الأردن وسوريا وتهدف إلى تعزيز أمن الطاقة في لبنان والمنطقة العربية بتحقيق استقرارية قطاع الطاقة.

وأضاف أن الوزراء الثلاثة اتفقوا على خارطة طريق تذلل العقبات الفنية فيما تتركز خطوتنا المقبلة في موضوع التمكين التمويلي للاتفاقيات من خلال البنك الدولي، مشيدا بالدور الريادي الأردني في تعزيز التعاون مع لبنان وأهمية الزيارة التي أجراها رئيس الوزراء بشر الخصاونة إلى لبنان للتأكيد على هذه العلاقة وضرورة تعزيزها.

ويرتبط الأردن وسوريا كهربائيا من خلال خط نقل على جهد 400 ك.ف منذ عام 2001، إلا أن خط الربط خارج الخدمة حالياً منذ منتصف عام 2012 لأسباب فنية، في حين ترتبط سوريا ولبنان من خلال عدة خطوط ربط على الجهد 400 و 230 66 ك.ف.

وترتبط الدول الثلاث باتفاقية تبادل عامة واتفاقية ربط عامة ضمن مجموعة الربط الكهربائي الثماني  وهو يضم كلا من الأردن ومصر والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين وليبيا بالإضافة إلى تركيا.

 

المملكة