كلّف الرئيس التونسي قيس سعيّد الأربعاء، لأول مرّة في تاريخ البلاد، امرأة هي نجلاء بودن، بتشكيل حكومة جديدة؛ إثر إقالته رئيس الوزراء السابق، وتعليقه أعمال البرلمان، وتوليه السلطات منذ أكثر من شهرين.
وقالت الرئاسة في بيان "عملا بأحكام الأمر الرئاسي عـدد 117 لسنة 2021 المؤرخ في 22 أيلول/سبتمبر 2021 المتعلق بتدابير استثنائية وخاصة على الفصل 16 منه، كلّف رئيس الجمهورية قيس سعيّد، اليوم الأربعاء 29 أيلول/ سبتمبر 2021، السيدة نجلاء بودن حرم رمضان بتشكيل حكومة، على أن يتم ذلك في أقرب الآجال".
وقال سعيّد في فيديو بثته الرئاسة خلال تكليف بودن "قررت تكليفكم بتشكيل حكومة جديدة، وسيكون هذا لأول مرة في تاريخ تونس، لأول مرة امرأة تتولى رئاسة حكومة حتى نهاية هذه التدابير الاستثنائية".
ونجلاء بودن رمضان (63 عاما) هي أستاذة تعليم عال في المدرسة الوطنية للمهندسين في تونس مختصّة في علوم الجيولوجيا، تشغل حاليا خطّة مكلفة بتنفيذ برامج البنك الدولي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
وقال سعيد إنه يتعين الإسراع في اقتراح أعضاء الحكومة معتبرا أن تونس أضاعت وقتا كثيرا. وأشار إلى أن تعيين امرأة رئيسة للوزراء هو تكريم وشرف للمرأة التونسية.
وطالب سعيد أن تكون مقاومة الفساد أولوية الحكومة التي ستواصل عملها حتى نهاية التدابير الاستثنائية التي أقرها قبل شهرين.
والأسبوع الماضي، ألغى الرئيس أغلب أجزاء الدستور، قائلا إنه يستطيع أن يحكم بمرسوم ويسيطر على الحكومة بنفسه خلال فترة استثنائية لم يعلن عن موعد نهايتها.
وتواجه تونس أزمة تلوح في الأفق بسرعة في المالية العامة بعد سنوات من الركود الاقتصادي تفاقمت بسبب الوباء والصراع السياسي الداخلي. وتتعرض السندات الحكومية لضغوط ووصلت تكلفة التأمين ضد التخلف عن السداد إلى مستوى قياسي.
وسيتعين على الحكومة الجديدة التحرك بسرعة كبيرة للحصول على الدعم المالي للميزانية وتسديد الديون بعد أن أدى استئثار سعيد بالسلطة في تموز/ يوليو إلى تعليق المحادثات مع صندوق النقد الدولي.
ومع ذلك، وبعد إعلان سعيد الأسبوع الماضي أن الحكومة ستكون مسؤولة أمام الرئيس وأنه يمكنه اختيار أو إقالة الوزراء، سيكون دور رئيس الوزراء أقل أهمية مما كان عليه في الإدارات السابقة منذ انتفاضة 2011.
وترفض معظم النخبة السياسية السابقة في تونس، بما في ذلك أغلب الأحزاب في البرلمان المعلق، انتزاع سعيد للسلطة.
المملكة + رويترز