حقّقت مبادرة محلية تعنى بالعناية بالأفراد المصابين بمتلازمة داون، إنجازات عدة تسهم في إدماج عدد من أفراد هذه الفئة في المجتمع المحلي الأردن وفي مدارس حكومية وخاصة.
وقالت الناطقة الإعلامية باسم مبادرة الهدب، باندا مساعدة، أن "المبادرة وصلت إلى 2500 شخص من المصابين بمتلازمة داون، وعملت على إدماجهم في المجتمع من خلال أنشطة سياحية وتطوعية وإبراز مواهبهم".
متلازمة داون؛ هي ترتيب طبيعي للكروموسومات يمثل حالة وجدت على الدوام لدى الإنسان وموجودة في جميع مناطق العالم ولها في الغالب تأثيرات متباينة في أساليب التعلم أو السمات البدنية أو الصحة، بحسب منظمة الصحة العالمية.
ويعتبر الحصول على الرعاية الصحية والاستفادة من برامج التدخل المبكر والتعليم الشامل للجميع على نحو ملائم وإجراء البحوث المناسبة أمورا أساسية لنماء الفرد وتنميته.
مساعدة، أوضحت أن "المبادرة استطاعت تسجيل عدد من الإنجازات مع أفراد متلازمة داون، حيث استطاعت تسجيل إنجاز يتمثل في مساعدة أحد أفراد متلازمة داون بالغطس لمسافة 5 إلى 6 متر قبل 3 أسابيع، وهو إنجاز على مستوى المملكة".
وأضافت: "جرى تأهيل أحد أفراد متلازمة داون ليكون أول دليل سياحي من خلال مبادرة الهدب، وستعمل المبادرة على إنزال جبلي في محافظة عجلون لأفراد متلازمة داون ليسجل أيضا إنجازا جديدا لهذه الفئة".
وبينت مساعدة "أنه جرى إدماج عدد من أفراد متلازمة داون بالمجتمع المحلي وبالمدارس الحكومية بعد أن كان عدد من أفراد داون يعيش في عزلة وغير قادرين على الاندماج والتفاعل مع محيطهم الخارجي، بالتعاون مع مختصي تربية خاصة".
وأوضحت أن "جميع الأنشطة التي تتم لأفراد متلازمة داون تكون تحت إشراف مختصي سلامة عامة ويتم إدماج أمهات أفراد متلازمة داون مع أبنائهن في هذه الأنشطة".
أمل العايش، والدة احدى الأفراد المصابين بمتلازمة داون، بينت لـ "المملكة"، أن "الأمر كان صعبا والعائلة هي الأساس ولكن بالتصميم والمثابرة والجهد الإضافي استطعنا تعليم آية، 16 عاما، وإدماجها في المجتمع رغم عدم تقبل المجتمع لأفراد المتلازمة".
"استطعت من خلال هذه المبادرة تسجيل إنجاز، بأن تنجح آية في الغطس لمسافة 5 أمتار ولمدة 48 دقيقة، لتكون أول فرد لمتلازمة داون في المملكة تسجل هذا الإنجاز"، بحسب العايش.
سناء ذياب، والدة هبة، إحدى أفراد متلازمة داون، قالت إنها "أصيب بصدمة عندما علمت أن طفلتها من المصابات بمتلازمة داون، مما اضطرها بالبداية لعزلها وعزل نفسها والتفكير مطولا بكيفية إدماج ابنتها في المجتمع المحيط بها وكيفية التغلب على الصعوبات التي ستواجهها".
وأضافت: "بالتصميم والإرادة استطعنا بإدماج هبة، البالغة من العمر 21 عاما، بالمجتمع والتغلب على جميع الصعوبات التي واجهتنا واستطعنا عبر المبادرة تنمية قدرتها وإدماجها بالمجتمع أكثر، وأصبحت اعتمد على هبة في المنزل".
وبحسب منظمة الصحة العالمية، يمكن تحسين نوعية حياة المصابين الذين يعانون من متلازمة داون من خلال تلبية احتياجاتهم من توفير الرعاية الصحية والتي تشمل إجراء الفحوص الطبية المنتظمة لمراقبة النمو العقلي والبدني وتوفير التدخل في الوقت المناسب سواء كان ذلك في مجال العلاج الطبيعي أو تقديم المشورة أو التعليم الخاص.
ويمكن للمصابين بمتلازمة داون تحقيق نوعية حياة مثلى من خلال الرعاية الأبوية والدعم والتوجيه الطبي ونظم الدعم القائمة في المجتمع، مثل توفير المدارس الخاصة مثلا. وتساعد جميع هذه الترتيبات على إشراك المصابين بمتلازمة داون في المجتمع لتمكينهم ولتحقيق ذاتهم.
المملكة