تحاول مصر الخميس إخراج ناقلة حاويات ضخمة تُعطل منذ الأربعاء حركة الملاحة في قناة السويس، الممر التجاري الحيوي بين أوروبا وآسيا، ما قد يبطئ النقل البحري العالمي لعدة أيام إضافية.
مستشار الرئيس المصري لمشروعات قناة السويس مهاب مميش توقع في حديث لـ"المملكة"، عودة الحركة في قناة السويس كالمعتاد في فترة من 48-72 ساعة.
وتحدث مميش عن شركات متخصصة، تعمل على تخفيف حمولة الناقلة وتوزيع الأحمال في السفينة؛ لتعويمها، ثم سحبها بالقاطرات.
وقال إن ناقلة الحاويات عالقة في مكان يعيق حركة السفن في كلا الاتجاهين (الشمال والجنوب)، مشيرا إلى أن حجمها كبير.
والخميس أعلنت هيئة قناة السويس تعليق حركة الملاحة "مؤقتا" حتى الانتهاء من تعويم ناقلة الحاويات الضخمة التي تعيق تدفق السفن منذ صباح الأربعاء.
وأوضح الناطق باسم الهيئة جورج صفوت أنه تم "تعليق حركة الملاحة بالقناة مؤقتا الخميس، لحين الانتهاء من أعمال تعويم سفينة الحاويات البنمية العملاقة".
وأضاف أن "13 سفينة من بورسعيد ضمن قافلة الشمال (آتية من المتوسط).... بالانتظار في منطقة البحيرات الكبرى لحين استئناف حركة الملاحة بشكل كامل".
وأشار إلى أن "جهود تعويم السفينة شملت القيام بأعمال الشد والدفع بواسطة 8 قاطرات عملاقة".
وتظهر خريطة تفاعلية لموقع "فيسيلفاينادر" المتخصص بحركات السفن، أن عشرات السفن تنتظر عند جانبي القناة وفي منطقة الانتظار في وسطها.
وأبطأ الحادث الذي وقع ليل الثلاثاء الأربعاء، عمليات تسليم النفط وسلع تجارية اخرى.
وساهم النبأ في ارتفاع أسعار النفط الأربعاء.
وتحاول قاطرات أرسلتها هيئة قناة السويس إزاحة ناقلة الحاويات الضخمة منذ صباح الأربعاء.
من جهتها، أعلنت شركة "شوي كيسن كايشا" أنها المالكة لناقلة الحاويات الضخمة الجانحة في قناة السويس، وتواجه "صعوبة قصوى" في تعويمها.
ويتوقع أن يبطئ الحادث النقل البحري مدة أيام إلا أن التبعات الاقتصادية ستبقى محدودة مبدئيا في حال لم يطل الوضع، على ما أفاد خبراء.
- مناورات دقيقة -
وذكر بيورنار تونهوغن من مكتب "رايستاد" أن التبعات على الأسعار ستكون رهن فترة التعطيل موضحا لوكالة فرانس برس أنه "يرجح أن تكون الآثار ضعيفة ومؤقتة".
وأضاف "أما اذا استمر التعطيل لأيام قد يكون لذلك آثار أكبر على الأسعار ولفترة أطول".
وقال رانجيث راجا المسؤول عن الأبحاث النفطية في شركة ريفينيتيف الأميركية للبيانات المالية "لم نشهد مثيلا لهذا من قبل، لكن من المحتمل أن يستغرق الازدحام (...) عدة أيام أو أسابيع حتى يخف، حيث سيمتد تأثيرها على الشحنات الأخرى والجداول الزمنية والأسواق العالمية".
لكن الأوضاع الاقتصادية الحالية على خلفية الأزمة الصحية والقيود التي تعيق الانتعاش، لن تساهم في ارتفاع الأسعار حاليا.
وجنحت سفينة "إم في إيفر غيفن" البالغ طولها 400 متر وعرضها 59 متراً وحمولتها الإجمالية 224 ألف طن، خلال رحلة من الصين متجهة إلى روتردام في الناحية الجنوبية للقناة، قرب مدينة السويس.
ويعقد حجم السفينة الضخم عمليات تعويمها كما قال جان ماري ميوسيك الأستاذ في جامعة بول فاليري في مونبولييه (جنوب شرق فرنسا) الاختصاصي في النقل البحري.
وأضاف "لهذه السفن غاطس كبير خصوصا أنها كانت محملة بكامل طاقاتها. تحت العارضة يكون مستوى الماء ضئيلاً" مؤكدا أن على السلطات أن تأخذ الوقت الضروري "للتحرك بشكل جيد".
وتابع "يجب الحرص أيضا على عدم إلحاق الضرر ببنية السفينة في المناورات لتعويمها وتوزيع الجهود بعناية على طول هيكلها". وأكد أن "خبرات الخدمات التقنية لهيئة القناة عالية" للقيام بعمليات كهذه.
وقالت شركة "برنارد شولته شيبمانجمنت" (بي أس أم) ومقرها في سنغافورة التي تشرف على الإدارة التقنية للسفينة أن أفراد الطاقم الخمسة والعشرين سالمون. ولم تلحق أي أضرار أو تلوث بحمولة السفينة.
ورجح خبراء أن تكون رياح عاتية وراء الحادث. وعزت هيئة القناة أيضا الحادث إلى انعدام الرؤية الناتجة عن سوء الأحوال الجوية نظرا لهبوب عاصفة رملية على البلاد.
وافتتحت قناة السويس التي تربط بين البحرين الأحمر والمتوسط في 1869. وأعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في 2015 مشروعا لتطوير القناة يهدف إلى تقليل فترات الانتظار ومضاعفة عدد السفن التي تستخدمها بحلول عام 2023. ولهذه الغاية، كان المصريون حفروا في 2014 مجرى جديدا هو الذي علقت فيه سفينة الحاويات.
وتؤمن قناة السويس عبور 10% من حركة التجارة البحرية الدولية، وتشكّل صلة وصل بين أوروبا وآسيا.
أ ف ب