أعلنت المؤسسة العامة للغذاء والدواء، الثلاثاء، إعطاء الإجازة الطارئة للقاح أسترازينيكا الواقي من فيروس كورونا المستجد، والذي يُعد اللقاح الثالث الذي يحصل على الإجازة في الأردن.
وقال المدير العام للمؤسسة نزار مهيدات لـ "المملكة"، إن وزارة الصحة تقدمت بالأوراق الثبوتية للقاح أسترازينيكا والتي كانت مطلوبة كنواقص فنية لاستكمال إجراءات الإجازة الطارئة.
وأوضح مهيدات أن شركة "جونسون آند جونسون" تعتزم استكمال النواقص الفنية بشأن لقاحها في 15 شباط/فبراير، بعد استكمال الدراسات الفنية، كما تنتظر المؤسسة الأوراق المطلوبة من الشركة المنتجة للقاح "سبوتنيك في" الروسي.
وتحتاج عملية الإجازة "الطارئة" عالميا 15 يوما، لكن فترة استكمال الملف لا تعد من ضمن تلك الفترة، وفق تصريح سابق لمهيدات.
الأردن أجاز "الاستخدام الطارئ" للقاح فايزر-بيونتيك في 14 كانون الأول/ديسمبر 2020، والذي وصلت شحنة منه في 11 كانون الثاني/يناير.
وأعلن مهيدات في 9 كانون الثاني/يناير عن إجازة الاستخدام الطارئ للقاح الصيني- الإماراتي "سينوفارم"، والذي وصلت شحنة منه في اليوم ذاته.
وبدأت وزارة الصحة، في 13 كانون الثاني/يناير 2021 بتنفيذ حملة برنامجها الوطني للتطعيم ضد فيروس كورونا المستجد.
تقنية تقليدية"
ويعتمد لقاح أسترازينكا الذي طورته جامعة أكسفورد البريطانية وشركة أسترازينيكا السويدية البريطانية على "تقنية تقليدية تجعله أقل كلفة وأسهل للتخزين من اللقاحات المنافسة التي تعتمد تقنية الحمض النووي الريبوزي المرسال مثل لقاحي فايزر وموديرنا، ما يجعله أداة أساسية في حملات التلقيح المكثفة بما في ذلك في الدول الفقيرة".
"لقاح أسترازينيكا/أكسفورد يعتمد على نسخة موهنة من فيروس شائع لدى القرود تم تعديله جينيا. ويعمل الفيروس بطريقة وصفت بـ"حصان طروادة"، فيمدّ الخلايا بمواد جينية تعطيها أمرا بمهاجمة فيروس كورونا المستجد".
وكانت بريطانيا أول دولة ترخص اللقاح في كانون الأول/ديسمبر 2020، الذي يعتمد على إعطاء جرعتين كاملتين منه.
وتعد كلفة اللقاح "ضئيلة" وتقارب 2.5 يورو للجرعة الواحدة، وهو سهل التخزين إذ يتطلب حرارة تراوح بين درجتين وثماني درجات مئوية، وهي حرارة البرادات العادية، خلافا للقاحي موديرنا وفايزر/بيونتيك اللذين لا يمكن تخزينهما على المدى الطويل إلا بدرجات حرارة متدنية جدا تصل إلى 20 درجة تحت الصفر للقاح الأول، و70 درجة تحت الصفر للقاح الثاني.
وأعلن المختبر البريطاني في تشرين الثاني/نوفمبر لدى كشف النتائج المرحلية للتجارب السريرية، أن لقاحه فعال بنسبة متوسطة قدرها 70%، في مقابل أكثر من 90% للقاحي فايزر/بيونتيك وموديرنا.
لكن هذا المتوسط كان ينطوي على تباين كبير بين طريقتين متّبعتين، إذ ترتفع نسبة الفاعلية إلى 90% لدى المتطوعين الذين تلقوا في المرة الأولى نصف جرعة وبعد شهر جرعة كاملة، وينخفض إلى 62% لدى مجموعة ثانية تم تلقيحها بجرعتين كاملتين.
شكوك بشأن الفاعلية على كبار السن
ويُتهم اللقاح بأنه أقل فعالية لدى الأشخاص فوق الخامسة والستين من العمر. كما أن فعاليته هي الآن موضع تشكيك ضد المتحور الجنوب إفريقي من فيروس كورونا.
ودافع مختبر "أسترازينيكا" البريطاني عن فعالية لقاحه ضد كوفيد-19 لمن تزيد أعمارهم عن 65 عاما بعد توصية ألمانية لاستخدامه للفئة العمرية بين 18 و64 سنة.
وأعلن متحدث باسم المجموعة البريطانية-السويدية "آخر التحاليل (...) تدعم فرضية فعالية اللقاح لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 سنة" بانتظار قرار من الوكالة الأوروبية للأدوية بشأن الموافقة على استخدام اللقاح في الاتحاد الأوروبي "في الأيام المقبلة".
وأثارت وسيلتا إعلام ألمانيتين شكوكا بشأن فاعلية اللقاح، مؤكدتين أنها لا تتخطى 8% عند الذين تفوق أعمارهم 65 عاماً. ونفت الشركة المصنعة تلك المعلومات وكذلك فعلت الحكومة الألمانية التي رأت أن وسيلتي الإعلام قد "خلطتا" بين عدة بيانات.
وأقر المدير العام للمجموعة بوجود "بيانات" محدودة جدا بشأن الأشخاص المتقدمين في السن"، معتبرا أنه "يحتمل" لذلك أن تفضل بعض الدول عدم إعطائه لتلك الفئة في الوقت الحالي.
وأكد أيضا أن لقاح مجموعته يؤمن حماية بنسبة 100% من الأشكال الخطيرة من كوفيد-19 ومن ضرورة الدخول إلى المستشفى عند الإصابة.
وقال أيضا إن اللقاح قادر على الحماية من الطفرة التي اكتشفت في إنكلترا ويعتقد أنها أكثر قدرة على نقل العدوى.
وأظهرت دراسة جنوب إفريقية الأحد أن اللقاح البريطاني الذي طورته جامعة اكسفورد ومختبرات أسترازينيكا يوفر "حماية محدودة من الأشكال المعتدلة من مرض كوفيد-19 الناجمة عن المتحور الجنوب إفريقي لدى البالغين الشباب" من دون أن يشمل البحث الأشكال الخطرة منه.
إلا ان ناطقا باسم أسترازينيكا اتصلت به وكالة فراس برس قال "نعتبر ان لقاحنا سيحمي رغم ذلك من الأشكال الخطرة من المرض لأن نشاط الأجسام المضادة المعطِلة (للفيروس) مماثل للقاحات أخرى مضادة لكوفيد-19 أظهرت فعاليتها حيال الأشكال الخطرة، ولا سيما عندما تفصل بين الجرعتين فترة تراوح بين ثمانية و12 أسبوعا".
وقالت سارة غيلبرت الباحثة التي أشرفت على تطوير اللقاح في جامعة أكسفورد أن الأمر قد يستغرق "بعض الوقت" قبل التمكن من تحديد فعاليته ضد السلالة الجديدة التي تنتشر بشكل متزايد في بريطانيا، خصوصا في صفوف المسنين.
وصادقت دول أخرى والاتحاد الأوروبي على استخدام لقاح أسترازينيكا. إلا أن بعض الدول فضّلت أن تستخدمه حصرا لمن هم دون 65 عاماً، بسبب غياب المعطيات الكافية بشأن المسنين.
تأخير في التسليم
لقاح أسترازينيكا هو ثاني لقاح توافق على استخدامه الوكالة التنظيمية للأدوية ومنتجات الرعاية الصحية في بريطانيا التي تسجل أعلى عدد وفيات ناجمة عن الفيروس في أوروبا (أكثر من 100 ألف). وطلبت بريطانيا 100 مليون جرعة من هذا اللقاح، ستصبح عشرات الملايين منها متاحة بحلول نهاية آذار/مارس.
وأعلنت أسترازينيكا قد أعلنت أنها لن تتمكن من تسليم إلا "ربع" الجرعات التي اتفق عليها مسبقا مع الاتحاد الأوروبي في الفصل الأول من العام، بسبب "تراجع الإنتاجية" في أحد مواقع التصنيع الأوروبية.
وأثار ذلك قلق دول الاتحاد الأوروبي.
وتقول أسترازينيكا إن الأمر يعود إلى مشاكل في الإنتاجية في وحدات التصنيع الأوروبية والواقع أن عقدها مع لندن وقع قبل ثلاثة أشهر من توقيع العقد مع الاتحاد الأوروبي.
المملكة + أ ف ب