أظهرت دراسة مسحية، تراجع قيمة الإيرادات التي تحوَّل للخزينة من القطاع السياحي لنهاية عام 2020 بنسبة 81%، وبخسارة تقدر بنحو 3.3 مليار دينار، حيث بلغت قيمة الإيرادات للقطاع 784 مليون دينار لغاية شهر كانون الأول/ ديسمبر 2020، مقارنة مع الفترة نفسها لعام 2019 التي بلغت 4.1 مليار دينار.
وبينت أنه منذ بداية جائحة فيروس كورونا المستجد، أغلق 60 مكتبا سياحيا رسمياً، ومن المتوقع أن يتضاعف هذا العدد خلال العام الحالي، كذلك أغلقت عشرات الفنادق والمطاعم السياحية والشعبية ومحلات بيع التحف الشرقية، وما يزيد عن 400 مطعم سياحي، و 400 مطعم شعبي ومقهى، كما أن 14 ألف موظف فقدوا وظائفهم في المطاعم السياحية والمقاهي المصنفة سياحية.
وأوصت الدراسة بتقديم تسهيلات تمويلية طويلة الأجل لتخفيف الضرر الكبير الذي لحق بعجلة النشاط الاقتصادي والقطاع السياحي بشكل خاص بسبب جائحة كورونا، وكذلك العمل على تنمية السياحة الداخلية من خلال التوسع في دعم برنامج "أردننا جنة"، وإشراك القطاع السياحي بالتخطيط ووضع الحلول لمواجهة تداعيات الجائحة.
الدراسة التي أجراها أمين عام منظمة السياحة العالمية السابق طالب الرفاعي، ومدير الأكاديمية الوطنية لتدريب علوم السياحة والطيران محمود الدويري، وجاءت تحت عنوان "أثر جائحة كورونا على قطاع السياحة الأردني من وجهة نظر العاملين والمستثمرين – مشاكل وحلول"، دعت إلى توفير دعم مالي للقطاعات الصغيرة والمتوسطة لاستدامة عملها أو تأمينهم بقروض ميسرة يتم سدادها بعد عودة السياحة.
وأوصت الدراسة أيضا بإعفاء المستثمرين في القطاع السياحي من رسوم الترخيص خلال مدة الجائحة من الجهات كافة، وتأجيل القروض البنكية المترتبة على المستثمرين والعاملين في القطاع وإعفائهم من الغرامات، وكذلك جدولة مستحقات ضريبة الدخل المترتبة عليهم في الأعوام السابقة.
وقال الباحث الدويري خلال الإعلان عن نتائج الدراسة الأربعاء، بحضور العين نضال القطامين، والعين عيسى مراد وعدد من رؤساء الجمعيات السياحية، وبحضور الرفاعي عبر تقنية الاتصال المرئي عن بعد، إن هذه الدراسة هي الأولى من نوعها التي تسلط الضوء على الآثار الاقتصادية والاجتماعية والبيئية لجائحة كورونا.
ولفت النظر إلى أن الدراسة سعت إلى قياس بعض المؤشرات وتسليط الضوء على المخاطر الناجمة عن الجائحة وطرح حلول للخروج منها بأقل الخسائر، وكذلك تحقيق التعافي في القطاع السياحي الأردني، وأنها تشكل دعوة لتحديد ومعالجة الآثار الاجتماعية والاقتصادية والنفسية لهذه الجائحة.
وأضاف أن جائحة كورونا تسببت بانهيار القطاعات السياحية على المستوى الوطني، وتبين من خلال الدراسة أن التأثير النفسي الذي خلفته جائحة كورونا على العاملين في قطاع السياحة، ودرجة رضاهم على الإجراءات الرسمية التي تم اتخاذها لاحتواء الجائحة الصحية ومدى تأثيرها عليهم، لا يقل خطورة عن الأثر الصحي.
وأشار الدويري إلى أن الدراسة اظهرت أن الأزمة ألحقت الضرر الأشد في المجتمعات الضعيفة التي تعتمد على السياحة اعتمادا كليا، والتي تقطن بالقرب من الاتجاهات السياحية، ولا يوجد لديها أي دخل آخر إلا المتأتي من خلالها، وكذلك بالعاملين في قطاع السياحة.
بترا