أعلنت أمانة عمّان الكبرى ووزارة السياحة الآثار، في بيان مشترك، الخميس، عن وقف العمل نهائيّا في مشروع العبارة الصندوقيّة في منطقة وسط العاصمة عمّان، بعد الاكتشافات الأثرية التي رافقت أعمال الحفريات ضمن أحد مسارات العمل في المشروع.
وأفاد البيان المشترك أنّ قرار وقف العمل في المشروع جاء بناء على توصيات اللجنة الاستشاريّة المتخصّصة والمحايدة، التي تمّ تشكيلها بالتنسيق ما بين الوزارة والأمانة، لدراسة الوضع القائم، ورفع تقرير فني بخصوص المنطقة، وكيفيّة التعامل مع المكتشفات الأثريّة التي ظهرت.
ونوّه البيان إلى أنّ دائرة الاثار العامة وبالتعاون مع الجامعة الهاشمية نفّذت أعمال مسح جيوفيزيائي للمسار المتبقي من مشروع العبارة الصندوقية ولمسافة 300 متر تقريباً، بناء على إحدى توصيات اللجنة الاستشاريّة، حيث أكّدت نتائج المسح وجود بقايا أثريّة كثيرة في المسار، وأسفل الشارع، وأنّ هذه البقايا الأثريّة تمثّل مظاهر معمارية لأقبية وجدران وأرضيّات تحتاج إلى أعمال تنقيب أثري ودراسات لمدة طويلة، ولإمكانات ماديّة وفنيّة.
وبناء على نتائج المسح الجيوفيزيائي، وتوصيات اللجان، عقد وزير السياحة والآثار وأمين عمّان عدّة اجتماعات مع أعضاء من اللجنة الاستشاريّة والكوادر الفنيّة المتخصّصة لمناقشة التوصيات، ووضع تصوّر مشترك حول كيفية العمل في هذا الموقع، وتمّ التوافق خلالها على وقف العمل نهائيّاً في مشروع العبّارة الصندوقيّة لتلافي الإضرار بالآثار المكتشفة.
كما تقرّر بناء على التوصيات أيضاً، تشكيل لجنة فنيّة مشتركة ما بين أمانة عمّان الكبرى ووزارة السّياحة والآثار من خلال دائرة الآثار العامّة، لإجراء دراسة شاملة للموقع، تراعي احتياجات البنية التحتيّة الضروريّة لتحصين الموقع الاثري وكذلك حماية المنطقة الاقتصاديّة والمتاجر من السيول المتكرّرة.
وستتولّى اللجنة الفنيّة التي سيتمّ تشكيلها دراسة كيفيّة التعامل مع أيّ مكتشفات أثريّة مستقبليّة في الموقع قد تنتج بسبب أعمال البنية التحتيّة، وفقاً للممارسات الدوليّة المعتمدة من حيث توثيق المكتشفات وإجراء الدراسات اللازمة لها ليصار لاحقاً إلى الاعتماد على هذه الدراسات والتوصيات عند تنفيذ مشاريع البنية التحتيّة. وأكّد البيان أنّ المكتشفات الأثريّة من فخاريات ومنحوتات رخامية قد تمّ توثيقها من كوادر دائرة الآثار العامّة، ونقلها إلى المستودعات الآمنة والمتخصّصة وفقاً للإجراءات المعتمدة في مثل هذه الحالات.
وفيما يخصّ بقايا الحمام الروماني الذي تمّ الكشف عنه خلال أعمال الحفريّات، فقد تقرّر تغليفه وإعادة تغطيته وفق الأسس العلميّة والمعايير العالميّة المتبعة، وضمن الإمكانيّات المتوفرة حاليّاً في دائرة الاثار العامة، وذلك للإبقاء على خيار تطوير هذه الآثار مستقبلاً عندما تتوفر الامكانيات المناسبة لذلك.
وقال رئيس اللجنة الفنية المختصة بدراسة الآثار زيدان كفافي لـ "المملكة"، إنه عند اكتشاف الآثار دعا وزير السياحة والآثار المجلس الاستشاري لدائرة الآثار العامة، وانبثق عنه لجنة فنية كلفت بدراسة ووضع توصيات لما سيؤول إليه الأمر.
اللجنة قامت بزيارات ميدانية وعقدت عدة اجتماعات ورفعت توصيات إلى وزير السياحة والآثار وكان من ضمنها أنه لا بد من إجراء دراسات ميدانية، خاصة إجراء مسح لمنطقة الشارع الممتد من شارع الهاشمي وحتى المسجد الحسيني.
وبعد إجراء مسح للمنطقة بأشعة الرادار التي تكشف ما تحت الأرض، تكونت الصورة لدى اللجنة بوجود آثار ومبان أخرى، الأمر الذي أدى إلى توصية من وزير السياحة والآثار بضرورة وضع دراسة شاملة لكامل منطقة وسط البلد لتهيئة هذه المنطقة للأغراض السياحية، وفق كفافي.
كفافي أوضح أن عملية تطوير منطقة وسط البلد للأغراض السياحية ذات فائدة كبيرة لتجار وسط البلد.
بترا + المملكة