أوقفت الولايات المتحدة الجمعة تمويلها لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، مشيرة إلى أنها غير قابلة للإصلاح.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر ناورت في بيان "راجعت الإدارة المسألة بحرص وخلصت إلى أن الولايات المتحدة لن تقدم مساهمات إضافية لأونروا"، مضيفة أن نموذج عملها وممارساتها المالية "عملية معيبة بشكل لا يمكن إصلاحه".
وذكرت أن "توسع مجتمع المستفيدين أضعافا مضاعفة وإلى ما لا نهاية لم يعد أمرا قابلا للاستمرار...".
"ستكثف الولايات المتحدة الحوار مع الأمم المتحدة والحكومات المستضيفة والشركاء الدوليين حول نماذج جديدة ونهج جديد قد يتضمن مساعدات ثنائية مباشرة من الولايات المتحدة وشركاء آخرين لتوفر للأطفال الفلسطينيين مسارا يعتمد عليه نحو غد أكثر إشراقا"، يضيف البيان
ونقلت صحيفة واشنطن بوست نقلاً عن مسؤولين الجمعة إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قررت إلغاء التمويل المقدّم لـ (أونروا)، وذلك كجزء "من تصميمها على وضع أموالها حيث تكون سياستها"، إذ تسعى لإعادة حساب إنفاق المساعدات الخارجية الأميركية وإعداد خطة سلام إسرائيلي فلسطيني خاصة بها.
"في إعلان يتم إجراؤه في غضون الأسابيع القليلة المقبلة، تخطط واشنطن للإعراب عن رفضها للطريقة التي تنفق بها أونروا الأموال، وتدعو إلى تخفيض حاد في عدد الفلسطينيين المعترف بهم كلاجئين. لتسقط صفة اللجوء عن أكثر من 5 ملايين شخص بما في ذلك أحفادهم، إلى أقل من عُشر هذا العدد أو أولئك الذين ما زالوا أحياء منذ إنشاء الوكالة قبل 7عقود"، بحسب الصحيفة.
وتواجه الوكالة أزمة سيولة منذ أن قلصت الولايات المتحدة، التي كانت أكبر مانحيها، تمويلها في وقت سابق هذا العام، قائلة إن الوكالة تحتاج إلى إصلاحات لم تحددها. ودعت واشنطن الفلسطينيين إلى إحياء محادثات السلام مع إسرائيل.
وتعهدت الإدارة الأميركية بدفع 60 مليون دولار للوكالة في يناير لكنها حجبت 65 مليونا أخرى بانتظار مراجعة للتمويل. وقالت مصادر لرويتز إن هذا الجزء المحجوب سيلغى الآن.
وسيمثل إلغاء التمويل الأميريكي ضربة للوكالة التي تدعم حاليا أكثر من 5 ملايين شخص في الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية وقطاع غزة.
وبحسب الصحيفة "من شأن أي تخفيض كهذا أن يلغي فعلياً حق العودة بالنسبة لمعظم الفلسطينيين".
كما يرى العديد من خبراء السياسة الخارجية والأمن الإقليميين أن خفض ميزانية أونروا سيؤدي إلى تفاقم الحالة الإنسانية الكارثية خاصة في غزة ويزيد بشكل حاد من مستوى العنف، كما نشرت الصحيفة.
ويأتي ذلك بعد أسبوع من إعلان وزارة الخارجية الأميركية "إعادة توجيه" أكثر من 200 مليون دولار من المساعدات المخصصة لهذا العام لـ "أونروا" إلى مكان آخر، ومن المرجح أن يؤجج التوتر بين القيادة الفلسطينية وإدارة الرئيس الأميركي.
وحذّر الأردن من تبعات استمرار العجز الذي تعاني منه أونروا على المنطقة، والذي يقدر بنحو 217 مليون دولار، داعياً المجتمع الدولي للقيام بواجباته تجاه تمويل الوكالة.
ويقدر عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لدى الوكالة في الأردن بحوالي مليوني شخص. وبدأت أونروا عملها في مايو 1950 بموجب قرار صادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة لتقديم برامج إغاثة مباشرة وتشغيل لاجئي فلسطين، بعد عامين من إعلان إنشاء إسرائيل، أو عام "النكبة".
ووجه أعضاء في إدارة ترامب انتقادات علنية للوكالة من بينهم مستشار الأمن القومي جون بولتون. وأثارت القيادة الفلسطينية غضب البيت الأبيض بمقاطعة مساعيه للسلام منذ أن اعترف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها في تغيير لسياسة أميركية استمرت عقودا.
وقالت متحدثة باسم الخارجية لرويترز "ليست لدينا إعلانات بشأن تمويل أونروا في الوقت الراهن".
وفي وقت سابق اليوم، قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إن ألمانيا ستزيد مساهمتها لأونروا لأن أزمة التمويل تؤجج حالة عدم اليقين. وقال ماس "خسارة هذه المنظمة قد تفجر سلسلة من ردود الأفعال التي يصعب احتواؤها".
واتفق الأردن والسويد على تكثيف جهودهما المشتركة لحشد الدعم المالي والسياسي لـ "أونروا" على عقد مؤتمر على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر لدعوة الدول المانحة والمعنية لدعم الوكالة.
المملكة + رويترز