عقدت الأربعاء، قمة أردنية إماراتية بحرينية في أبوظبي؛ لبحث آفاق التعاون والعمل المشترك في المجالات الاقتصادية والتنموية والسياسية، والسبل بما يخدم مصالح الدول الثلاث.
وشارك في القمة جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في دولة الإمارات، وجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين.
وركزت المباحثات في الآونة الأخيرة بين قادة الدول الثلاث على جهود مكافحة فيروس كورونا المستجد، وآليات تعزيز التعاون بين المؤسسات الصحية في هذا الشأن، إضافة إلى مستجدات انتشار الجائحة في المنطقة والعالم، وجهود احتواء تداعياتها الإنسانية والاقتصادية.
ويركز جلالة الملك خلال مباحثاته على القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والتأكيد على أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتحقيق السلام العادل والشامل، وبما يفضي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة، ذات سيادة وقابلة للحياة، على خطوط الرابع من حزيران/ يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
"الأردن والإمارات تنسيق مستمر"
يميز العلاقات بين البلدين تطور مطرد منذ عام 1971، عندما رحب الأردن بقيام دولة الإمارات، وبادرت بتأسيس علاقات دبلوماسية كاملة معها.
ويعد الأردن من بينِ أوائل الدول التي اعترفت بالاتحاد الإماراتي فور إعلانه، وتطوّرت العلاقات بين الدولتين فيما بعد، حيث ارتبط الجانبان باتفاقيات ثنائية عزّزت من مسيرة التعاون المشترك في مجالات "السياسية، الثقافية، الاقتصادية، التعليمية، والصحية.
وتتوافق الرؤى بين الأردن والإمارات في القضايا العربية والإسلامية والإقليمية والدولية كافة، وهو ما يتضح في الأداء الدبلوماسي والسياسي في المحافل الإقليمية والدولية.
وترتبط الدولتان أيضا بعلاقات عسكرية رفيعة المستوى، ترتكز على التعاون والتنسيق وتبادل الخبرات والكفاءات العسكرية والأمنية، فضلا عن المشاركة بفعالية في التدريبات العسكرية المشتركة، والمعارض التي تعقد سنويا في كلا البلدين.
ويعمل الجانبان على تعزيز المشاركة والتنسيق بفعالية في الجهود والتحالفات العسكرية العربية المشتركة، للتصدي لخطر الإرهاب، والدفاع عن القضايا العربية.
وأطلق الأردن اسم لواء سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على لواء التدخل السريع/عالي الجاهزية تعبيرا عن عمق العلاقات الأخوية التي تجمع البلدين، وتقديرا للأشقاء في دولة الإمارات وللشيخ محمد، في دعم القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي والأجهزة الأمنية، خصوصا في مشاريع الإسكان العسكري، ومدارس التدريب وغيرها.
"شريك تجاري مهم"
وقدمت الإمارات مساعدات مالية للأردن على شكل منح وقروض تجاوزت ملياري دولار في آخر 3 سنوات، حيث يعدّ الأردن شريكا تجاريا مهما لدولة الإمارات، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بينهما لأكثر من مليار ونصف المليار دولار، لصالح دولة الإمارات، ذلك أنه بحسب البيانات الاقتصادية، تستحوذ عمليات إعادة التصدير على أكثر من 50% من إجمالي التبادل التجاري بين البلدين.
ويبلغ حجم الاستثمارات الأردنية في الإمارات، ما يقارب الملياري دولار، بحسب الطباع، الذي قال إنه "يطمح إلى زيادة حجم الاستثمارات المشتركة في كلا البلدين".
ووقع البلدان مذكرة تفاهم لإقامة منطقة تجارة حرة، واتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة، وفي عام 2017 وُقعت 12 اتفاقية ومذكرة تفاهم، لدعم العلاقات الثنائية بين البلدين في المجالات كافة.
وخلال الأعوام العشرة الماضية، وقع البلدان العديد من الاتفاقيات لدعم وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بينهما، كان أبرزها: اتفاقية إنشاء لجنة وزارية مشتركة، واتفاقية التعاون الاقتصادي والتجاري والتقني.
ويعيش في دولة الإمارات ما يقارب 280 – 300 ألف أردني موزعين على مختلف الإمارات، ويعملون في شتى المجالات.
"تعاون أردني بحريني مشترك"
يتقدّم مسار العلاقات الثنائية بين الأردن والبحرين بشكل مستمر على مختلف الصعد، عززته الروابط التاريخية التي تجمع البلدين في ظل اهتمام جلالة الملك عبدالله الثاني، وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة.
وتجمع الأردن والبحرين علاقات وطيدة، تسعى قيادتا البلدين لتطويرها باستمرار وعلى كافة الصعد السياسية "الاقتصادية، الثقافية، التعليمية، الصحية، والأمنية"، ويمكن للمراقب أن يتلمس آثار ذلك التعاون البناء بمستوياته المختلفة، الذي تجسد خلال السنوات القليلة الماضية بصورة لافتة للنظر باتفاقيات تعاون مشتركة وبمشاريع استثمارية وتبادل للخبرات في كافة المجالات، وانفتاح البحرين بفعالية أكبر على العمالة الأردنية وكوادرها ذات السمعة الطيبة، واستقبال الجامعات الأردنية لمئات الطلاب والزوار البحرينيين سنويا، والتبادل الثقافي المميز وغيرها من أفق التلاقي والتعاون البناء.
ويعتبر التعاون العسكري جزءا من منظومة واسعة من أوجه التعاون بين الأردن والبحرين، وتعزيزا لعلاقات قوية، وتوجد تدريبات مشتركة بين الجيش العربي والعسكرية البحرينية.
وينظر الأردن لعلاقته مع البحرين بوصفها رصيدا استراتيجيا مهما تأسس على يد رجال كبار حملوا على أكتافهم المسؤولية، وخاضوا غمار تجربة البناء والتحديث، وتستمر هذه العلاقات مع أجيال جديدة قادمة تؤمن بالعمل العربي المشترك، وبضرورة توطيد العلاقات بما يعود بالنفع على الشعبين الأردني والبحريني.
قادة البلدين يسعيان إلى خلق نموذج مميز في العلاقات بين البلدين؛ إذ أصبحت هذه العلاقة نموذجا للعمل العربي المشترك والعلاقات الدولية، وخاصة في السياسة الخارجية المبنية على الاعتدال والاحترام المتبادل، وعدم التدخل بشؤون الدول الأخرى.
ومن أبرز الاتفاقيات الاقتصادية بين الأردن والبحرين: (اتفاقية مجلس رجال الأعمال المشترك في 2001، مشروع اتفاقية للتعاون والتنسيق بين غرفة تجارة وصناعة البحرين واتحاد الغرف التجارية الأردنية وغرفة صناعة عمان في 2001، اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي، ومنع التهرب من الضرائب بالنسبة عن ضرائب رأس المال 2000).
وشهدت السنوات الأخيرة التوقيع على العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والتعاون والبروتوكولات والبرامج التنفيذية، انطلاقاً من اتفاقيات التعاون والتنسيق بين غرفة تجارة وصناعة البحرين، وغرفة تجارة الأردن وغرفة صناعة الأردن؛ بهدف توطيد العلاقات وتعزيز التعاون التجاري بين البلدين.
ويعيش في البحرين نحو 14 ألف أردني موزعين على مختلف المدن البحرينية، ويعملون في شتى المجالات.
المملكة