أقرّ برلمان مسيسيبي الأحد، مشروع قانون لإزالة شعار الكونفدرالية عن علم الولاية الأميركية الجنوبية، في خطوة تلبّي أحد مطالب الاحتجاجات المناهضة للعنصرية في الولايات المتّحدة التي تدعو لاجتثاث كل رموز الماضي العنصري للبلاد.
وفي مجلس نواب الولاية صوّت 91 نائباً لمصلحة مشروع القانون، بينما صوّت ضدّه 23 نائباً. وبعد بضع ساعات صوّت في مجلس الشيوخ 37 سناتوراً لمصلحة النصّ مقابل 14 عضواً صوّتوا ضدّه.
وما إن أقرّ المشروع في مجلس الشيوخ، حتى علا هتاف السناتورات الذين احتفلوا بهذا الحدث بالهتاف والعناق والمصافحة بقبضة اليد.
ومسيسيبي هي الولاية الأميركية الوحيدة التي ما زالت رايتها تحتفظ بعلم جيش "الولايات المتّحدة الكونفدرالية" المؤلّف من مستطيل أبيض في أعلى زاويته اليسرى مربّع أحمر يتوسّطه صليب أزرق قُطريّ بداخله نجوم صغيرة بيضاء.
وهذا العلم الذي كان يمثّل الولايات الجنوبية التي رفضت إلغاء العبودية خلال حرب الانفصال (1861-1865)، يمثّل بالنسبة إلى كثيرين رمزاً للماضي العنصري للبلاد.
وخلال الاحتجاجات الضخمة المناهضة للعنصرية التي هزّت الولايات المتّحدة في أيار/مايو الماضي، كان أحد مطالب المحتجين التخلّص من هذا العلم، وإزالة تماثيل الجنرالات الكونفيدراليين والشخصيات التي كانت مناهضة لإلغاء العبودية، واجتثاث سائر المظاهر التكريمية لهؤلاء.
وكانت بطولة ناسكار للسيارات منعت رفع أعلام الكونفيدرالية على مدرّجاتها؛ حيث غالباً ما يرفع المشجّعون هذه الأعلام، ولا سيّما في الجنوب حيث تشتهر هذه السباقات.
ومسيسيبي التي لديها ماض طويل في الفصل العنصري، هي الولاية الوحيدة التي ما زالت تحتفظ بالشعار الكونفيدرالي على علمها بعد أن تخلّت عنه جورجيا في 2003.
وقبل عامين، رفض المشرّعون في مسيسيبي التخلّص من علم اعتبروه جزءاً لا يتجزّأ من تراث الجنوب وثقافته.
لكن الضغط المتزايد لدوائر الأعمال والرياضة والثقافة والمجتمع المدني في الولاية أثمر تحوّلاً في موقف هؤلاء المشرّعين الذين وافقوا السبت، بأغلبية ثلثي أعضاء كونغرس الولاية بمجلسيه (مجلس النواب ومجلس الشيوخ) على قرار يجيز مناقشة مشروع قانون لإعادة رسم علم الولاية.
ومشروع القانون الذي أقرّ الأحد يكلّف لجنة من تسعة أعضاء تصميم علم جديد للولاية، ويشترط أن يخلو العلم الجديد من الشعار الكونفيدرالي وأن يضمّ بالمقابل عبارة "بالربّ نثق".
وسيعرض العلم الجديد على ناخبي الولاية لإقراره في استفتاء عام سيجري في تشرين الثاني/نوفمبر، فإذا وافقوا عليه يتم اعتماده، وإلا ستصبح الولاية من دون علم إلى أن تتم الموافقة على علم جديد.
والسبت أعلن حاكم الولاية تيت ريفز، الذي سبق له وأن عارض تغيير علم الولاية، أنّه لن يستخدم حقّ النقض الذي يتمتّع به لردّ هذا القانون، بل سيوقّع عليه إذا ما أقرّه الكونغرس.
وخلال المناقشات الساخنة التي جرت السبت حول هذه المسألة، لفت عضو كونغرس الولاية إدوارد بلاكمان وهو ديمقراطي أسود إلى مدى صعوبة مروره أمام العلم الكونفيدرالي كل يوم تقريباً.
وقال "آمل عندما ننظر إلى (العلم المقبل) أن يجعلنا نشعر بالفخر جميعاً، وليس بعضنا فقط".
أ ف ب