تُمضي اللاجئة الفلسطينية أُم زيد أيامها في البيت في مخيم البقعة للاجئين في الأردن في حياكة أثواب ملونة تتيح لها دخلا ماديا، وتحافظ في الوقت نفسه على جزء من التراث الفلسطيني.

وقالت أم زيد "نحن فلسطينيون، ونحب فلسطين كثيرا، ونريد أن لا يندثر تراثها"، لافتة النظر إلى أن "الحياكة كانت بالنسبة لها هواية لارتداء الثوب الفلسطيني، وبعدها أصبحت مهنة ولها دخل مُجدٍ".

وتعمل أُم زيد، وهي أُم لسبعة أطفال، مع خمس نساء أُخريات في حياكة الأثواب يدويا بخيوط زاهية الألوان. ويبعنها لزبونات في مناطق عصرية في مدينة عمّان بأسعار تتراوح بين 150 إلى 700 دينار أُردني (200 و 990 دولار) للقطعة.

وتتذكر المرأة الفلسطينية، التي يبلغ عمرها 47 عاما، وولدت في مخيم مترامي الأطراف واقع على مشارف العاصمة الأردنية عمّان، كيف غادر والداها قريتهم في الضفة الغربية المحتلة عندما استولت عليها إسرائيل في حرب عام 1967.

(أم زيد، 47 عاما، لاجئة فلسطينية في الأردن، تقوم بتطريز أثواب من التراث الفلسطيني، وتقف أمام منزلها في مخيم البقعة للاجئين الفلسطينيين. 16/06/2020. محمد حامد/ رويترز)

وقالت: "أحب أن أرى أثواب التراث الفلسطيني على جميع الناس، وعلى كل امرأة فلسطينية، سواء كانت في الداخل، أو في الخارج".

وينحدر العديد من سكان الأردن من نسل لاجئين فلسطينيين لجأت عائلاتهم إلى الأردن عقب النكبة الفلسطينية عام 1948، ويتمسكون بجذورهم في القرى والبلدات الموجودة الآن داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وتوضح نعمت صالح، أمين سر جمعية الحنونة للثقافة الشعبية، أن أنماط وألوان الثوب الفلسطيني المطرز، الذي يُرتدي في الرقصات والمهرجانات لإحياء التراث الفلسطيني، تكون مميزة لكل قرية على حدة.

وقالت: "إذا تحدثنا عن مكونات الهوية الوطنية، فالزي الشعبي أحد المكونات الأساسية لهذه الهوية. بمعنى، أن لدينا جملة نقولها باللغة العامية في الجمعية؛ وهي 'لبس صبية ثوب دجاني، وحطها في القطب الشمالي، كل حد رح يأشر عليها ويقول، فلسطينية'. الزي الفلسطيني مميز جدا، وعلى صغر حجم مساحة فلسطين على الخارطة، إلا أنها تضم تنوعا هائلا في الأزياء".

(فتيات من جمعية الحنون للثقافة الشعبية في عمّان يرتدين أثوابا من التراث الفلسطيني. 17/06/2020. محمد حامد/ رويترز)

وتقول أُم نايف (74 عاما)، وهي لاجئة أُخرى في مخيم البقعة أيضا، إن ارتداء الزي التقليدي، الذي لم يعد يحرص عليه جيل الشباب، يحدد هويتها ويجعلها تشعر بالفخر.

وقالت: "التراث الفلسطيني بالنسبة لنا الجذور التي تُظهر شخصيتنا، بمعنى أنه يمكن التعرف على شخصياتنا من الزي الفلسطيني، الذي نعتز ونفتخر به، كما يعتز الرجل بارتداء الكوفية الفلسطينية و'القمباز'، ونعتز به عندما نرى أبناءنا وبناتنا يرتدونها، ونرفع بها رؤوسنا عاليا".

المملكة + رويترز