دعا رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي الأربعاء، النواب إلى بذل كافة الجهود حتى لو كانت مكلفة، لتفادي فترة ركود طويلة ستضر آثارها الوخيمة مرة أخرى بالفئات المحرومة.
وأعلن جيروم باول خلال تبادل عبر الإنترنت مع معهد بيترسن في واشنطن "قد يكون الدعم الإضافي للموازنة مكلفا لكنه يستحق العناء إذا سمح بتفادي أضرار اقتصادية على الأجل الطويل وأتاح لنا تحقيق انتعاش أقوى".
وأضاف "التباطؤ الحالي فريد بما أن سببه عائد لكوفيد-19 والتدابير المتخذة لاحتوائه".
وعلى خلفية تصريحات باول، تراجعت بورصة وول ستريت، وبعد 20 دقيقة على بدء التداول انخفض مؤشر داو جونز الصناعي 0,9% إلى 23,563.20.
وقدم الكونغرس حتى الآن دعما للموازنة بقيمة 2900 مليار دولار للأسر والمؤسسات ومقدمي الرعاية الصحية والولايات والبلديات المحلية، "أي حوالى 14% من إجمالي الناتج الداخلي".
وشدد باول على أن "النهوض قد يستلزم وقتا قبل أن تتسارع وتيرته"، مرجحا أن تكون هناك حاجة الى مساعدات إضافية لمكافحة آثار فيروس كورونا المستجد.
وأوضح أن "حجم الركود وسرعته غير مسبوقين" في التاريخ المعاصر متحدثاً عن "أسوأ ركود منذ الحرب العالمية الثانية".
وأعلن أن المكاسب التي تم تحقيقها في قطاع التوظيف في العقد الماضي، تبخرت.
وفي أقل من شهرين خسرت البلاد أكثر من 20 مليون وظيفة.
وارتفعت نسبة البطالة إلى 14,7% في نيسان/أبريل، في أعلى مستوى خلال 80 عاما وبمعدل شبيه بركود حقبة الثلاثينات. وفي شباط/فبراير سجلت أدنى مستوى لها ب3,5%.
- الأفقر هم الأكثر تضررا -
وأشار باول إلى دراسة للاحتياطي الفدرالي تنشر الخميس وتظهر أن بين الأشخاص الذين كانت لديهم وظيفة في شباط/فبراير قبل تفشي الوباء "نحو 40% من الأسر التي يجني معيلها أقل من 40 ألف دولار سنويا خسروا وظائفهم في آذار/مارس".
وتابع أن حياة هؤلاء الأفراد تغيرت فجأة وآفاقهم المستقبلية غامضة.
واتخذ البنك المركزي الأميركي سلسلة تدابير لدعم الاقتصاد والأسر والمؤسسات : خفض معدل الفائدة إلى الصفر تقريبا وتخفيف استثنائي للقواعد للسماح للمصارف بالإقراض وضخ سيولة في النظام المالي.
- إنتعاش بطيء وصعب -
وردا على سؤال حول معدلات سلبية محتملة، استبعد باول هذه الفكرة موضحا أن الدراسات حول فعالية مثل هذا الإجراء "متباينة".
وشدد على أن الاحتياطي الفدرالي سيستمر في "استخدام أدواته إلى أقصى حدود حتى تنتهي الأزمة وأن يكون الانتعاش الاقتصادي بدأ فعليا".
وحاليا يرى أن التدابير المتخذة مناسبة.
لكنه حذر من أن الاحتياطي الفدرالي " يملك فقط قدرة على الإقراض وليس قدرة على الإنفاق" ملمحا مرة أخرى إلى أن الكونغرس يجب ألا يتردد في إيجاد مزيد من السبل لدعم الاقتصاد لمواجهة المشاكل الناتجة عن شلل الأنشطة على مدى أطول.
وقال "خلف فيروس كورونا المستجد حصيلة بشرية واقتصادية مدمرة".
لكن يتوقع أن يتعافى الاقتصاد الأميركي "عموما" مع إنتهاء تفشي الوباء.
وأوضح ""لكن لدينا إنطباعا أكبر بأن الانتعاش سيكون أبطأ مما نريد" مكررا أن على النواب الآن عدم التردد في دعم الإنفاق.
وتراجع إجمالي الناتج الداخلي في الولايات المتحدة 4,8% في الفصل الأول في أكبر تراجع منذ الفصل الرابع من العام 2008، عندما شهدت الولايات المتحدة أزمة الرهن العقاري.
ويتوقع أن يسجل تراجع غير مسبوق في الربع الثاني من 30 إلى 40% بحسب خبراء اقتصاد.
وبشأن المستقبل أقر باول بأنه يجب العودة إلى سياسات أكثر حكمة في الموازنة "عندما يتعافى الاقتصاد كليا أو يتحسن على الأقل".
والولايات المتحدة هي البلد الأكثر تضررا بكوفيد-19 مع أكثر من 82 ألف وفاة حتى مساء الثلاثاء.
أ ف ب