أعلن الاحتياطي الفيدرالي الأميركي (المصرف المركزي) الأحد، مجموعة تدابير جذرية طارئة لتعزيز الثقة، والحفاظ على القطاع المالي مخفضا معدّلات الفائدة الرئيسية إلى ما يقارب الصفر، على خلفية تداعيات تفشي فيروس كورونا المستجد.
وبذلك يكون الاحتياطي الفيدرالي قد خفّض معدّل الفائدة الرئيسية للمرة الثانية في أقل من أسبوعين ليستقر عند 0.25%، وهو المعدّل الذي كان محدّدا قبل أزمة العام 2008 المالية العالمية، متعهّدا إبقاءها عند هذا المعدّل إلى حين التأكد من تخطي الاقتصاد تداعيات تفشي فيروس كورونا.
وقال مجلس الاحتياطي الأميركي، "إن تفشي الفيروس التاجي المستجد أضر بالمجتمعات وعطل النشاط الاقتصادي في عدة بلدان، بما في ذلك الولايات المتحدة"،لذا، خفض أسعار الفائدة وأطلق برنامجا ضخمًا للتيسير الكمي بقيمة 700 مليار دولار لحماية الاقتصاد من آثار الفيروس.
وفي محاولة لدعم الأسواق المالية، خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أيضا معدل الإقراض الطارئ في نافذة الخصم للبنوك بمقدار 125 نقطة أساس إلى 0.25٪ ، وإطالة مدة القروض إلى 90 يومًا.
وفي خطوة منسقة عالميا من قبل البنوك المركزية، قال البنك، إن بنك كندا وبنك إنجلترا، وبنك اليابان والبنك المركزي الأوروبي والاحتياطي الفيدرالي والبنك الوطني السويسري اتخذوا إجراءات لتعزيز سيولة الدولار حول العالم من خلال ترتيبات مبادلة الدولار الحالية.
سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية الجديدة، المستخدم كمقياس على حد سواء للإقراض قصير الأجل للمؤسسات المالية، وربطه بالعديد من أسعار الاستهلاك، سوف يستهدف الآن 0٪ -0.25٪.
كما خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي نسب متطلبات الاحتياطي لآلاف البنوك إلى الصفر.
وتعتبر الإجراءات التي اتخذها الاحتياطي الفيدرالي من أكبر التحركات التي قام بها البنك في يوم واحد على الإطلاق؛ مما يعكس جهوده لاحتواء أزمة كورونا.
وبين البنك أن التيسير الكمي سيحتوي على 500 مليار دولار من سندات الخزانة و200 مليار دولار من سندات الرهن العقاري المدعومة، موضحا أن عمليات الشراء ستبدأ يوم الاثنين بقسط 40 مليار دولار.
وأضاف في بيانه أنه "على استعداد لاستخدام مجموعة كاملة من الأدوات لدعم تدفق الائتمان إلى الأسر والشركات، وبالتالي تعزيز الحد الأقصى من أهداف التوظيف واستقرار الأسعار".
وتأتي هذه الخطوة من قبل الفيدرالي بعد عدة إجراءات من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي على مدى الأسبوعين الماضيين حيث قام بتخفيض سعر الفائدة الطارئ بمقدار 50 نقطة أساس.
وسيتعاون المركزي الأميركي مع عدد من المصارف المركزية العالمية لضمان توافر السيولة النقدية الكافية للأنظمة المالية في خطوة منسّقة مع المصرف المركزي الأوروبي والمصارف المركزية في إنجلترا واليابان وكندا وسويسرا.
وسارع ترامب للإشادة بتدابير الاحتياطي الفيدرالي.
وقال خلال اجتماع مع خلية مكافحة فيروس كورونا، إن قرارات المصرف المركزي "مذهلة".
وأضاف الرئيس الأميركي "ما حصل للتو أمر مذهل"، مؤكدا أنه "سعيد للغاية. لم أتوقع ذلك. وأنا أحب المفاجآت".
* محلل مالي
أ ف ب