يشكل الارتفاع المتزايد لعدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد في إيطاليا مصدر قلق وتهديد للدول المجاورة، بعد أن باتت البلد الأكثر تضررا بالفيروس بعد الصين، وفق أرقام رسمية.

إيطاليا وهي البلد الأوروبي الأكثر تضرراً من فيروس كورونا المستجد، أحصت الأحد 133 وفاة جديدة في 24 ساعة الأمر الذي رفع الحصيلة الإجمالية للوفيات إلى 366، منذ بدء انتشار الفيروس.

يرى الطبيب الأردني المقيم في إيطاليا محمد الشرع، في ازدياد الإصابات في إيطاليا تهديداً لدول المغرب الغربي ومصر المشتركين في الإطلالة على البحر الأبيض المتوسط.

يقول الشرع وهو المختص في الجراحة العامة إن استمرار حركة الطيران لدول في شمال إفريقيا مع تلك الدول، وعودة مواطنيها المقيمين في إيطاليا يشكل تهديداً لدولهم.

"الخطر الذي يشكله ارتفاع عدد الإصابات في إيطاليا أكبر على دول شمال إفريقيا وأوروبا (نتيجة الحدود المفتوحة بين دول أوروبا) مقارنة بدول الشام المطلة على البحر الأبيض المتوسط".

وسجلت الأردن إصابة وحيدة بالفيروس المستجد لأردني جاء من إيطاليا منتصف الشهر الماضي.

ويبلغ عدد المصابين في حتى الأحد في إيطاليا 7375 بزيادة 1492 إصابة عن السبت.

معدل وفيات مرتفع عن المعدل العالمي

سجلت إيطاليا معدل وفيات نتيجة الإصابة بالفيروس يفوق 4.95%، وهو ما يزيد عن المعدل العالمي الذي يفوق 3.41%.

الشرع الذي يعمل على الاختصاص في أورام الثدي، ذكر أن إيطاليا تعد وجهة سياحية واقتصادية كبيرة للعالم وتحديداً في شمالي البلاد.

وأشار إلى أن النسيج المجتمعي في الشمال حيث تتركز الإصابات، يضم نسبة مرتفعة من غير الإيطاليين الذين يتواصلون باستمرار مع ذويهم في بلدانهم الأصلية والمقيمين خارج إيطاليا.

وتبقى منطقة لومبارديا الواقعة شمال إيطاليا الأكثر تضرراً إذ سجلت فيها 4189 إصابة و267 وفاة.

ووُضع نحو 15 مليون شخص في شمال إيطاليا في الحجر الصحي في محاولة لاحتواء الفيروس، والذي يشمل قيودا صارمة على الدخول والخروج إلى منطقة واسعة في شمال إيطاليا بما في ذلك ميلانو والبندقية.

ووفقًا لمرسوم الحكومة الإيطالية يجب اقتصار التنقل في هذه المنطقة على المتطلبات المهنية وحالات الطوارئ الصحية.

ويتوجب أيضا إغلاق المراقص ودور السينما والمسارح ومدارس الرقص وغيرها من الأماكن المشابهة. كما سيتم إغلاق منتجعات التزلج.

يُضاف إلى ما سبق إغلاق جميع المدارس والجامعات والمتاحف. ويمكن إبقاء الحانات والمطاعم مفتوحة شريطة احترام مسافة الأمان التي لا تقل عن متر واحد بين الزبائن.

ويتم إلزام أي شخص تثبت اصابته بفيروس كورونا المستجد، بالإقامة في منزله، وفقًا لنص المرسوم.

وساهم تحسن المناخ مؤخراً وارتفاع درجات الحرارة إلى زيادة الحركة والتنقل، ما أدى إلى ازيدا حالات الإصابة، إضافة إلى أن درجة الرطوبة في المنطقة مناسبة للفيروس، بحسب الطبيب الشرع.

وذكر الشرع أن نحو ربع مليون شخص في إيطاليا أجريت لهم فحوصات للكشف عن الفيروس.

وعندما يشتبه شخص ما بإصابته بالفيروس فإنه يجري اتصالاً على رقم مخصص، لتصله سيارة إسعاف تجري له الفحوصات اللازمة، وفي حال ثبوت الإصابة فإن السلطات الصحية الإيطالية تفحص جميع من خالطوا المصاب، وفق الشرع.

وأوضح الشرع أن النسبة العظمى من حالات الوفاة الناتجة عن الإصابة بالفيروس تتركز في الأشخاص الذين تزيد عن عمر 59 عاما وفق بيانات صحية رسمية.

وعزا الشرع ارتفاع حالات الوفاة لدى كبار السن إلى انخفاض المناعة لديهم مقارنة بمن هم أصغر سنا.

المملكة