معاون قائد قوات الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس الذي قتل فجر الجمعة بهجوم صاروخي أميركي، كان رجل طهران في العراق، والعدو الشرس للولايات المتحدة.

قتل المهندس واسمه الحقيقي هو جمال جعفر آل إبراهيم، في ضربة جوية أميركية قرب مطار بغداد الدولي، أسفرت كذلك عن مقتل صديقه الحميم الجنرال الإيراني واسع النفوذ قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني.

وقضى الرجلان في تلك الغارة التي استهدفت موكبا تابعا للحشد الشعبي الذي يشغل فيه المهندس منصب نائب قائد هذه القوة التي تمثلها فصائل ذات غالبية شيعية مدعومة من إيران.

وجاءت الضربة، بعد أيام قليلة من قيام مقاتلين في الحشد الشعبي كان المهندس معهم، بمهاجمة مقر السفارة الأميركية في بغداد الثلاثاء؛ الأمر الذي أثار غضب واشنطن.

عرف المهندس المناهض بشدة للاحتلال الأميركي للعراق، بعلاقاته الوثيقة التي تمتد لعقود مع إيران.

 "لا نظير له" 

قال الباحث المختص بشؤون الجماعات الشيعية المسلحة فيليب سميث، إن "المهندس كان الدليل على كيفية قيام إيران ببناء شبكتها من الوكلاء في العراق".

وأضاف أنه "مرتبط بكل الشبكات الرئيسية لإيران في العراق. لا نظير له. إنه تجسيد مثالي" لنفوذ إيران في العراق.

ولد المهندس عام 1953 في البصرة جنوبي العراق، وكان يحمل الجنسيتين العراقية والإيرانية، ويتقن اللغة الفارسية.

 كان في ثمانينيات القرن الماضي أحد القادة البارزين لفيلق بدر، القوة التي شُكلت في إيران من مقاتلين عراقيين لدعم إيران في الحرب ضد الرئيس السابق صدام حسين (1980-1988).

وصدر حكم بالإعدام على المهندس في 1983 في الكويت لتورطه في هجمات استهدفت سفارتي الولايات المتحدة وفرنسا، لكنه فر من هناك.

وبعد الغزو الأميركي للعراق الذي أطاح بالرئيس السابق صدام حسين، أصبح المهندس لفترة قصيرة عضوا في البرلمان العراقي عقب انتخابات عام 2005.

وساعد المهندس في تأسيس كتائب حزب الله، الفصيل المدعوم من إيران الذي يستهدف غالبا القوات الأميركية.

وفرضت الولايات المتحدة في 2009، عقوبات على المهندس و كتائب حزب الله واعتبرتهما "إرهابيين".

وتتهم واشنطن الرجل بأنه يدير "شبكات تهريب للأسلحة، وشارك في تفجير سفارات أجنبية، ومحاولات اغتيال في المنطقة".

"العدو الأول للولايات المتحدة" 

وصف الخبير في معهد واشنطن مايكل نايتس المهندس بأنه "العدود اللدود الأول للولايات المتحدة"، حتى أكثر عداء من كل الفصائل المؤيدة لإيران في العراق.

وعلى الرغم من أن فالح الفياض مستشار الأمن الوطني العراقي، هو قائد الحشد الشعبي، كان المهندس إلى حد كبير، حسب مراقبين، القائد "الحقيقي" لهذه الهيئة التي شكلت بفتوى من المرجع الديني في العراق علي السيستاني، بصورة أساسية لمحاربة تنظيم الدولة الإرهابي المعروف بـ"داعش" في العراق.

وقال نايتس، إن "المهندس عمل بجد لتطوير الحشد لجعله منظمة لا تخضع لقيادة كاملة من قبل رئيس الوزراء، ولا تتبع لقوات الأمن التقليدية".

ودمجت هذه القوة في وقت لاحق مع القوات الأمنية العراقية الرسمية، لكن بعض فصائلها المتشددة وبينها كتائب حزب الله، ما زالت تمارس نشاطات مستقلة عن بغداد.

كان المهندس يتمتع بولاء قواته على الأرض والسيطرة على الموارد المالية للحشد الشعبي، مما جعله "الجهاز العصبي المركزي" لقوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني في العراق، حسبما وصفه نايتس العام الماضي.

 وكان المهندس مستشاراً شخصياً للجنرال سليماني، وكانا يظهران معا في العديد من المناسبات والمناطق الساخنة.

كما هو حال الجنرال سليماني، كان المهندس يحتفظ بلحية بيضاء، وشعره الأبيض المرتب، ويضع نظارات.

وعلى الرغم من موقعه المهم في الحشد الشعبي، نادراً ما كان المهندس يظهر في العلن أو يتدخل في السياسة.

وكان أبو مهدي المهندس قد خرج عن صمته العام الماضي باتهامه الولايات المتحدة وإسرائيل بالوقوف وراء سلسلة انفجارات غامضة استهدفت قواعد للحشد الشعبي.

ورأى نايتس أنه من غير الواضح من سيعين خلفا  للمهندس، موضحا أنه سيكون من الصعب العثور على شخص يؤمن بالأيديولوجيا نفسها،ويقيم العلاقة نفسها مع إيران.

المملكة + أ ف ب