قالت إحدى المنظمات الدولية العاملة في السودان، الخميس، إن بعض الأطفال الفارين من مدينة الفاشر السودانية يصلون إلى مخيم إنساني في شمال دارفور وهم يعانون من سوء تغذية حاد لدرجة تجعل العلاج غير قادر على إنقاذهم في بعض الأحيان.
وقالت ماتيلد فو، من المجلس النرويجي للاجئين، واصفة الرحلة القاسية عبر مناطق صحراوية من الفاشر، أكبر مدن دارفور، إلى طويلة "يصل الناس وهم يعانون من الجفاف الشديد لدرجة أنهم لا يستطيعون الكلام".
وقالت إن بعض الناس كانوا يعيشون على علف الحيوانات ومياه الأمطار، وقد تكون جهود الإغاثة غير كافية لإنقاذ جميع الأطفال الفارين من الحصار، حيث استُخدمت المجاعة سلاحا في الحرب.
وأضافت "هناك أطفال عانوا من سوء التغذية والجوع الشديد خلال الأشهر القليلة الماضية في الفاشر لدرجة أنهم ربما لن ينجوا حتى مع العلاج".
ومنذ استيلاء قوات الدعم السريع على الفاشر قبل أسبوعين، وصل ما يصل إلى 10 آلاف شخص إلى طويلة. وكانت البلدة اكتظت بالفعل باستضافة أكثر من 600 ألف نازح منذ نيسان الماضي ممن فروا من القتال في وقت سابق.
وفر حوالي 82 ألف شخص من الفاشر والمناطق المحيطة بها منذ 26 تشرين الأول، وفقا للأمم المتحدة.
وقال موظفو المجلس النرويجي للاجئين إنهم قلقون من أن آلافا لا يزالون في عداد المفقودين.
ويقدر العديد من سكان الفاشر أن ما يصل إلى 200 ألف شخص لا يزالون محاصرين داخل المدينة.
وكانت الفاشر المنكوبة بالمجاعة آخر معقل للجيش السوداني في منطقة غرب دارفور الشاسعة قبل أن تسقط في يد قوات الدعم السريع بعد حصار دام 18 شهرا.
وأفاد شهود بوقوع عمليات قتل جماعي عقب سيطرة قوات الدعم السريع.
ونفت قوات الدعم السريع وقوع انتهاكات وقالت إنها حاولت مساعدة السكان في الحصول على مساعدات إنسانية.
وصف المجلس النرويجي للاجئين النازحين إلى طويلة بأنهم في حالة "مقلقة" ويعانون من صدمة شديدة، لكن الاكتظاظ ومحدودية الموارد حتى من الإمدادات الأساسية من الصابون والماء يجعل من الصعب إنقاذ الأرواح.
ووافقت قوات الدعم السريع على اقتراح لوقف إطلاق النار لأغراض إنسانية الخميس. ولم يرد الجيش السوداني بعد.
وأُعلن الخميس أن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة سيعقد جلسة طارئة حول الوضع في الفاشر.
وأودت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، التي اندلعت في نيسان 2023، بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص وتسببت في انتشار الجوع في جميع أنحاء البلاد وتشريد ملايين من السكان.
رويترز
