زار جلالة الملك عبدالله الثاني، يرافقه سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، الأربعاء محافظة المفرق، والتقى وجهاء وممثلي أبناء وبنات المحافظة.

وأعرب الملك، خلال اللقاء الذي يأتي ضمن سلسلة لقاءاته المستمرة مع أبناء الوطن، عن اعتزازه وسعادته بوجوده بين أهله في محافظة المفرق.

ولفت الملك إلى التحديات التي تواجه المفرق بسبب اللاجئين، وقال "أنتم عليكم ضغط أكبر من كل المناطق في الأردن، أهلنا في الشمال، والمفرق تحديدا، هم الأكثر تأثرا من تبعات الأزمة السورية.

وقال إن أزمة اللجوء السوري أثرت على مستوى الخدمات، وفرص العمل، وتسببت بارتفاع إيجارات السكن، وهذه من التحديات التي تواجهكم.

وأضاف: "بعرف أنه فيه تحديات ثانية، مثل التوسع التنظيمي للمدينة، والتجمعات السكانية خارج التنظيم، غير المشمولة في الخدمات".

وأكد الملك أن المواطن الأردني تحمل الجزء الأكبر من كلفة اللجوء السوري، وقال "هذا ليس بغريب على الأردنيين، أهل النخوة والشهامة".

وفي الإطار ذاته، شدد الملك على ضرورة أن تعمل الحكومة ومجالس المحافظات والبلديات معا لمواجهة هذه التحديات بشكل شمولي.

وفي معرض حديث الملك عن موقع المفرق الاستراتيجي والمتميز والمهم، قال إنه يجب الاستفادة من ميزة هذا الموقع لجذب الاستثمار الذي بدوره يساهم في حل جزء من التحديات، لافتا إلى أن المفرق تعد مركزا لوجستيا مهما.

وأشار الملك إلى تطوير العلاقات مع العراق ، والذي سيسهم في تعزيز التعاون وتفعيل الاتفاقيات المشتركة بين البلدين في مختلف المجالات، وسيعود بالفائدة على الجميع.

ووجه الملك الحكومة بأن تقوم بجولة لها الأسبوع القادم للمفرق وإعداد خطة ضمن إطار زمني محدد للأولويات التنموية للمحافظة بما فيها طريق بغداد، وتوسعة المدينة.

كما وجه الملك رئيس الديوان الملكي الهاشمي بزيارة المفرق الأسبوع القادم مع فريق من الحكومة لمتابعة الاحتياجات التنموية للمحافظة، مشيرا إلى أن الفقر والبطالة هو التحدي الأكبر الذي يتطلب تكثيف الجهود للحد منه.

ورحب محافظ المفرق ياسر العدوان باسم أهالي محافظة المفرق بزيارة جلالة الملك وسمو ولي العهد، لافتا إلى الجهود المبذولة لتسهيل إقامة مشاريع تنموية واستثمارية وخدمية في المحافظة، وبما يسهم في تحسين الوضع الاقتصادي فيها. 

وأعرب وجهاء وممثلو أبناء وبنات المفرق عن تقديرهم لزيارة جلالة الملك وسمو ولي العهد، والتي تأتي في إطار التواصل المستمر لجلالته مع الأردنيين في جميع مواقعهم لتفقد أحوالهم والاطلاع على احتياجاتهم التنموية.

وأكدوا اعتزازهم بالجهود التي يبذلها جلالة من أجل الدفاع عن القدس الشريف، وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، وتحقيق السلام العادل والدائم في المنطقة.

وأكد رئيس مجلس محافظة المفرق محمد أخو ارشيده أهمية بناء شراكة ذات أثر مباشر ومستدام بين الجهات الحكومية ومجلس المحافظة، تركز على تلبية احتياجات المواطنين التنموية والاستفادة من المميزات التي تتمتع بها المفرق من موارد طبيعية وموقع استراتيجي.

ولفت إلى ضرورة الحد من الفقر والبطالة من خلال مشاريع استثمارية، تتمثل في الاستفادة من موقع المحافظة لتكون مركز خدمات نقل إقليمي يعزز التجارة البينية ويوفر فرص العمل ويعمل على تحفيز النشاط الاقتصادي المحلي، مشيرا إلى أهمية إنشاء حديقة ثقافية ترويحية لتكون معلما سياحيا في المدينة ومتنفسا لأبناء المحافظة.

وقال رئيس بلدية المفرق الكبرى عامر الدغمي إننا نقف صفا واحدا خلف القيادة الهاشمية في الدفاع عن الوطن والحفاظ على مقدراته ونمائه وازدهاره، مؤكدا اعتزاز الأردنيين بمواقف الملك في الدفاع عن القدس.

وعرض جملة من المطالب التي تستهدف النهوض بالواقع التنموي والخدمي في مدينة المفرق، مثل إقامة مشروع المدينة التجارية، وإنشاء حديقة عامة.  

وهنأ راعي كنيسة رقاد السيدة العذراء للروم الأرثوذكس/ المفرق الأب ذيمتريوس (جريس) سماوي، الملك بتسلمه جائزة مصباح السلام، والتي جاءت تقديرا لمساعي الملك في تحقيق السلام ونشره في المنطقة والعالم.

وأشاد بجهود الملك في تعزيز الوئام والحوار بين أتباع الأديان، ومساعيه من أجل تحقيق السلام العادل ومحاربة الإرهاب بجميع أشكاله، وهو تأكيد على الخطوات التي يسير بها الأردن في طريق الوسطية والاعتدال والتي جعلت منه أنموذجا يفخر به الأردنيون.

وأكد أهمية الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، مضيفا أن الأردنيين جميعا يسيرون خلف قيادة جلالة الملك في تحقيق السلام العادل في المنطقة.

وقال ياسين السعود إن لقاء الملك مع أبناء محافظة المفرق يجسد حقيقة المحبة والتواصل بين القائد والشعب.

وأكد أن الأردن سيبقى عصيا بوحدته وتلاحمه للتصدي لكل من تسول له نفسه العبث بأمن واستقرار الوطن، ووحدته الوطنية.

وشدد على أن الأردن بقيادة الملك يدعم صمود الفلسطينيين في نيل حقوقهم المشروعة، لافتا إلى التلاحم المصيري بين الشعبين الأردني والفلسطيني.

وتناول ما تواجهه جامعة آل البيت من تحديات خصوصا ما يرتبط بتجهيز مباني كليتي الهندسة والاقتصاد.

وفي كلمة القطاع الشبابي، طالب طارق العموش بأن تقوم الحكومة بتبني فكر الشباب وطاقاتهم المبدعة، عبر برامج وطنية لتطوير تلك الطاقات، وتأهيلها لسوق العمل المحلي والخارجي.

وأكد الحاجة لشراكة حقيقية بين القطاعين العام والخاص، لتترجم الخطط لواقع ملموس يستفيد منها الشباب من خلال وضع خطة وطنية شاملة، تعتمد مبدأ المشاركة في تحديد الاحتياجات والتخطيط ومن ثم التنفيذ.

ودعا إلى إنشاء حاضنة أعمال تعنى بتشغيل الشباب، ودعم المشاريع الشبابية الفردية والجماعية، والعمل على جذب الاستثمارات وتقديم التسهيلات اللازمة لها، ورفع مستوى الاهتمام بالتأهيل المهني وتطوير مراكز التدريب المهني، ودعم الأندية الرياضية والثقافية.

وفي كلمة القطاع النسائي قدرت لاما الخوالدة جهود الملك في دعم ورعاية المرأة الأردنية، والتي عززت من مشاركتها في الحياة السياسية.

كما أثنت على جهود الملك في حل مشكلة الغارمات التي شملت آلاف الأسر الأردنية، وأثمرت في الحصول على تبرعات عدد من الجهات لهذه الشريحة.

وطالبت بتوسيع نطاق القروض المدورة في المفرق لشمول أكبر شريحة من نساء المجتمع المحلي.

وتحدث أمين الشديفات عن قطاع التعليم في المحافظة، حيث لفت إلى أنه وبفضل اهتمام القيادة الهاشمية شهد التعليم نقلة على مستوى الوطن، مشيرا إلى ما سببته أزمة اللجوء السوري من ضغوطات على التعليم، وأصبح هناك حاجة ملحة لإنشاء 10 مدارس، وإضافة 100 غرفة صفية.

وفي مداخلات لعدد من أبناء وبنات المحافظة، أكدوا أهمية النهوض بواقع خدمات البنية التحتية، وايجاد مشاريع تنموية من شأنها التخفيف من الفقر والبطالة.

ودعوا إلى دعم الأندية الشبابية والرياضية والجمعيات الخيرية في المفرق، إلى جانب توفير الدعم اللازم للمشاريع الريادية والإنتاجية والشبابية. 

وخلال اللقاء، أعلن رئيس الديوان الملكي الهاشمي يوسف حسن العيسوي أنه وبتوجيهات من الملك سيتم تنفيذ مجموعة من المبادرات في محافظة المفرق والتي تم التنسيق مع مجلس المحافظة بخصوصها.

وحسب العيسوي فإن هذه المبادرات تشمل إنشاء حاضنة أعمال للمشاريع الريادية للشباب بالتعاون مع مركز تطوير الأعمال ومنطقة الحسين بن طلال التنموية، ودعم 200 مشروع إنتاجي صغير ومتوسط للشباب والأسر ذوي الدخل المحدود، والمساهمة بتزويد مبنى كليتي إدارة الأعمال والهندسة في جامعة آل البيت بالأثاث والتجهيزات.

وبين أنه وبتوجيهات من الملك، سيتم تركيز المبادرات الملكية خلال المرحلة القادمة على دعم المشاريع الإنتاجية في جميع المحافظات.

ولفت العيسوي إلى أن الديوان الملكي الهاشمي نفذ خلال الفترة الماضية بالتنسيق مع الحكومة مجموعة من المشاريع ذات الأولوية في لواء قصبة المفرق، وشملت إنشاء 5 مدارس جديدة، و108 وحدات سكنية، وناد للمتقاعدين العسكريين، وتحديث مبنى الإسعاف والطوارئ لمستشفى المفرق، وإنشاء 3 مراكز للشباب والشابات و7 ملاعب، و3 حدائق عامة.

بدوره، تحدث نائب رئيس الوزراء، وزير الدولة، رجائي المعشر عن المشاريع الحكومية في قطاعات الاستثمار، والتعليم، والصحة، والأشغال العامة، والزراعة، والمياه والري، والتربية والتعليم، والتنمية الاجتماعية. 

وقال إن الحكومة تعمل على جذب الاستثمارات لمنطقة الملك الحسين بن طلال التنموية، التي يوجد بها حاليا 14 استثمارا قائما يوفر حوالي 800 فرصة عمل، كما يوجد فيها حوالي 30 استثمارا قيد التنفيذ أو تحت الدراسة التي من شأنها توفير 15 ألف فرصة عمل.

وبهذا الصدد، لفت إلى أن الحكومة تعمل على تسهيل إجراءات المستثمرين في المنطقة التنموية، وحل مشكلة المواصلات للعاملين فيها.

كما أشار إلى أن إنشاء الميناء البري في المفرق قيد الدراسة القانونية النهائية تمهيدا لإقراره في مجلس الوزراء في جلسته القادمة، لافتا إلى أن الحكومة تعمل على توفير قطع أراض لغاية الاستثمار في الطاقة الشمسية لتقليل من كلف الكهرباء على المصانع.

وفيما يخص مديونية جامعة آل البيت، أشار المعشر إلى أن الحكومة شكلت لجنة بهذا الخصوص، وسيتم وضع خطة مالية لمعالجة الوضع المالي لعدد من الجامعات.

وبخصوص قطاع الصحة، لفت إلى أن هناك أعمال صيانة ستشمل المستشفى الحكومي في المفرق ومستشفى النسائية والتوليد، فضلا عن إنشاء وتوسعة 8 مراكز صحية.

وقال إنه تم استكمال تعبيد طريق بغداد الدولي – المفرق – الصفاوي ولغاية الرويشد – الكرامة، وكذلك تحسين وتعبيد عدد من طرق المحافظة، كما سيتم العمل على حل مشكلة التسويق للمنتجات الزراعية.

وفيما يخص قطاع التربية والتعليم، بين المعشر أنه تم خلال عام 2018 تسليم 5 مدارس جديدة، وإضافة غرف صفية للعديد من المدراس.

وبين أن هناك دراسة لإنشاء مركز لذوي الاحتياجات الخاصة، إضافة إلى دعم مشاريع تنموية وإنتاجية صغيرة موجهة للمرأة.

وحضر اللقاء مستشار الملك للاتصال والتنسيق بشر الخصاونة، والمستشار الخاص للملك، منار الدباس، ومستشار الملك لشؤون العشائر سعد هايل السرور، ووزير الداخلية سمير مبيضين. 

المملكة