زار سمو الأمير الحسن بن طلال، رئيس منتدى الفكر العربي، الأربعاء، الجامعة الألمانية الأردنية، حيث كان في استقباله نائب رئيس الجامعة إياس خضر ومساعد رئيس الجامعة عبد الحكيم عربيات وعميدة كلية هندسة العمارة والبيئة المبنية أميمة العرجا ومحمد ياغان رئيس لجنة ترميم المباني التراثية في الجامعة وعدد من أعضاء الهيئة التدريسية والطلبة.

واستمع سموه إلى عرض حول مشاريع الكلية وبرامجها التي تعنى بدراسة وتوثيق العمارة الأردنية التراثية، مؤكدا أهمية الربط بين الجانب الأكاديمي والعملي والمجتمعي، بما يضمن ترجمة المعرفة النظرية إلى تأثير واقعي يسهم في صون الهوية المعمارية والوطنية.

وقال سموه إن التراث الأردني يمثل مشهدا ديناميكيا حيا يعكس عمق التاريخ وتنوعه، مشيرا إلى أن "مجوهراتنا الحقيقية هي وعينا بأن تاريخنا يجب ألا يمس، وأن الحفاظ على هذا الإرث هو حفاظ على كرامتنا وذاكرتنا المشتركة".

وأوصى سموه بضرورة تعزيز التشبيك بين الجامعة ومؤسسات الدولة والجهات المعنية بالثقافة والتراث لتوثيق وإبراز الموروث المعماري الأردني، وتوزيع الجهود على نحو تكاملي يخدم المصلحة الوطنية.

وأكدت عميدة كلية هندسة العمارة والبيئة المبنية أميمة العرجا أن موقع الكلية التراثي يمنح الطلبة تجربة تعليمية فريدة تربط بين أصالة المكان وروح الحداثة، مشيرة إلى أن الحفاظ على التراث ليس مجرد ترميم، بل هو بناء للمستقبل على أسس الهوية والذاكرة الوطنية.

من جانبه، أشار نائب رئيس الجامعة إياس خضر إلى أن الجامعة تسعى من خلال رؤيتها إلى جعل التعليم التطبيقي نهج حياة، عبر شراكات حقيقية مع القطاع الصناعي تربط النظرية بالتطبيق، مؤكدا أن إعداد الطلبة اليوم يهدف إلى تمكينهم من قيادة تحولات المستقبل بروح الابتكار والريادة.

وفي ختام الزيارة، أكد سمو الأمير الحسن أن الحوار بين الأجيال والمؤسسات هو السبيل الأمثل لإحياء التراث الثقافي الأردني، داعيا إلى ترسيخ وعي وطني يجعل من التراث مادة للحوار والإبداع لا مجرد ماضٍ محفوظ، بل أساسا لمستقبل يتشارك فيه الأردنيون تقديرهم لهويتهم الحضارية.

بترا